بقلم: عماد توماس
لم أعد أندهش من الحوارات والتحليلات التي صاحبت وفاة المطرب العالمي ملك البوب مايكل جاكسون، من كونه مات مسلمًا أم مسيحيًا أم ضمن أتباع شهود يهوه... لم أندهش من كون البعض يؤكدون على أن جنازته ستكون وفقًا للشريعة الإسلامية.
ولم أعد أندهش من الروايات والحكايات المنتشرة عبر الإنترنت من قصة إسلام جاكسون وكيف التقى بفتاة محجبة اسمها عائشة أثناء إحدى حفلاته، وكيف حاول جاكسون أن يلتقي بها ويصاحبها وكيف صدته باعتبارها مسلمة، وكيف أعجب بها وكيف طلب منها نسخة من القرآن الكريم، وكيف سألته: هل أنت جنب؟ وكيف رد: ماذا تقصدين وكيف؟ أجابت: القرآن الكريم لا يمسه إلا المطهرون. وكيف سأل: من هم المطهرون، وكيف شرحت له الفتاة المحجبة معنى التطهر وكيف غاب جاكسون عدة أسابيع ثم عاد للإتصال بها تليفونيًا ليخبرها النبأ السار أنه اقتنع بالقرآن الكريم ونطق بالشهادتين. وكيف حولته هذه الفتاة من مطرب متحرر إلى رجل ملتزم يحافظ على حدود الله!!
لم أعد أندهش من كل هذه القصص والحكايات التي هي أقرب من حكايات ألف ليلة وليلة، مثلما لم أعد أندهش من حكاية قديمة رددها البعض بأن الفنان محمد صبحي مسيحيًا وأنه أعلن ذلك على قناة النيل أو أن تيري هنري اللاعب الفرنسي قد أسلم أو أن حفيد المذيعة فريدة الزمر نال الشفاء من مرض خطير في أحد الأديرة بأسيوط!!
إذا سألتني لماذا لم تعد تندهش؟ أقول لك: لأن مجتمعاتنا الشرقية اعتادت الكذب والخداع وتزييف الحقائق، ثم تردديها وتصديقها والتعامل معها كأنها حقائق منزلة من عند الله!!
المجتمعات الشرقية تعاني من ازدواجية غريبة في ما يسمى بحرية العقيدة، فهي تقبل الداخلين لها وتهلل طربًا لهم، وترفض الخارجين منها وتكفرهم!!
لقد مات مايكل جاكسون، وكما يقولون إكرام الميت دفنه، فسيدفن سر دينه معه، ولن يزيد الإسلام نصرًا في حالة كونه مسلمًا، ولن ينقص المسيحية قوة إذا كان جاكسون من أتباع شهود يهوه أو تحول للإسلام.
اذكروا محاسن موتاكم... اذكروا كيف كان صديقًا للبيئة وقدم أروع أغنية للمحافظة على البيئة من التلوث، وكيف شارك فى مساعدة الأطفال فى إفريقيا وعبر العالم. اذكروا أنه لم يتظاهر بالتدين الشكلي بل عاش ما يقول.
لا تذكروا على أي دين مات ولا بأي دين عاش لكن اذكروا أنه رغم الثروة الطائله التي اكتسبها إلا أنها لم ولن تطيل عمره أو تشفع له... فموت جاكسون هو الحقيقة التي اتفق عليها كل أتباع الأديان!! |