CET 00:00:00 - 30/06/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
الفتونة في المحروسة تراث سلوكي له ثقافته وشعبيته، والفتوة هو من كان يعتقد أن بإمكانه تحقيق العدل بالقوة والجبروت، ويبدو أن سلوكيات الفتونة ظلت متأصلة في الشعب المصري إلى الحد الذي أصبح لا فرق فيه بين الغفير والوزير، فالجميع في انتهاج اسلوب الفتونة متساوون، وفوق قاعدة البلطجة واقفون وعلى طريق الهمجية سائرون..

فتلاقي وزير المالية الشهير بـ"صنايعى الأنظمة الضريبية" مش واخد باله من الأزمات الإقتصادية لموظفي الضرائب العقارية، ومرتباتهم العاجزة أمام سداد الإحتياجات اليومية، واقف يستعرض عضلاته الفولاذية في مواجهة الاحتجاجات المطلبية ويقول بكل بساطة وعفوية "أنا عارف انهم تعبانين لكن محدش يلوي دراعي"، وبكدة تحول وزير المالية صاحب الكرامات الإقتصادية إلى فتوة في المساكن الشعبية..
ولما اعترض أهالي قرى الدقهلية على عطش أراضيهم وموت محاصيلهم نتيجة عدم وصول المياه لهم، وقطعوا الطريق بين الدقهلية وكفر الشيخ احتجاجًا على خراب بيوتهم، هددهم محافظ كفر الشيخ بكل قوة وجبروت وقالهم "اللي هيقرب من طريق البرلس هقطع رجله"، وبكدة عجز المحافظ على أن يحافظ على دبلوماسيته وينتقي ألفاظه ويراعي مكانته..
وللوزير العبقري الذي اتسم عهده بالمجاعات وشهداء رغيف العيش، الدكتور على مصيلحي وزير التضامن الإجتماعي الذي أعلن "أن من يقترب من فصل إنتاج الخبز عن التوزيع هقطع إيده" ليتحول من وزير التضامن الإجتماعي إلى مسئول السلخانات والمدابح البشرية..
أما الوزير المحصن صاحب الفتوحات الأمنية المظفرة اللواء حبيب العادلي فلقد قالها مرارًا وتكرارًا بأن "المكالمات التليفونية كلها تراقب وتسجل واللي يخاف ميتكلمش" وكأننا نعيش في بلد بلا قانون تتحول فيها الأجهزة الأمنية إلى أجهزة تصنتية..

ولأن المحروسة مليئة بالمهازل المبكية فلم تنحصر السقطات والذلات على الوزراء بل طالت لسان رئيس الوزراء رجل النظافة العالمي الذي وصف الشعب المصري "بأنه ما زال غير ناضجًا ولا تصلح معه الديمقراطية" لينتقل من مهنة رئيس الوزراء إلى موظف تسنيين في وحدة صحية..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق