CET 22:56:42 - 29/06/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدي جورج
إذا كان فقه وممارسات الذمية قد انتهت رسميا في مصر عام 1855 إلا أن الذمية  والعبودية الطوعية لم تنتهي من نفوس بعض الأقباط فهم يولدون ككل الأطفال في اى بقعة فى العالم ولكن أسرهم ترسخ فيهم منذ صغرهم هذا المفهوم بتخويفهم من اقرأنهم من الأطفال المسلمين وعندما يذهبون إلى الكنيسة هناك بعض الرعاة يرسخون هذا المفهوم أكثر وأكثر داخل نفوسهم فهؤلاء الرعاة لا يعرفون من أقوال المسيحية وتعاليمها إلا من ضربك على خدك الأيمن ادر له الأيسر أيضا وتناسوا إن مسيحنا لم يكن أبدا جبان بل كان قويا وقف بدعوته فى وجه العالم اجمع وغير بتعاليمه وجه المسكونة ووقف في وجه من دنسوا هيكل الرب وضربهم وطردهم من الهيكل وان رسل المسيح لم يكونوا إلا أقوياء وقفوا في وجه أباطرة وملوك وسلاطين يبشروا بكل قوة بكلمة الرب .
هؤلاء الأطفال الذين يشبون ويكبرون فى هذه الأجواء تجدهم في منتهى التسامح والمحبة والغفران مع غير المسيحي مهما كان حجم الجرم  ولكنهم بين بعضهم البعض غير متسامحين لا يترك الأخ لأخيه رباط حذاء حتى ينازعه عليه وكما قال احد المحامين المسيحيين الكبار ان 90% من القضايا التى يرفعها أقباط هى ضد أقباط آخرين.
المهم إن هؤلاء الأطفال هم الأكثر ارتباطا بالكنيسة وفى أحوال كثيرة يتم بطريقة او أخرى التحاقهم بالكليات الاكليريكية وكليات اللاهوت ويصبحون بين عشية وضحاها خدام ورعاة يجب عليهم رعاية الشعب ولكنهم للأسف لا يرعون الشعب لأنهم في حاجة لمن يرعاهم  ويوضح لهم مسئوليتهم ودورهم فى هذا الزمن الذي نعيشه لأننا الآن لسنا في حاجة فقط إلى الراعي الذي يعظنا عن المحبة والتسامح والغفران بل في حاجة أيضا إلى الراعي الذي ينطق بكلمة حق .
الراعي الذي يصطف مع شعبه ويحامى عنهم وقت الخطر.
الراعي الذي يرفض الظلم الواقع على رعيته.
 ولكن هؤلاء الرعاة الذين أذلتهم الذمية لا يصلحون للرعاية  لهذا نجد احدهم يقدم أموال الكنيسة التي يحتاجها إخوة الرب  متبرعا بها  لبناء مسجد وأخر يفكر فى أنشاء مدارس إسلامية لتحفيظ القران وثالث بقيم الولائم الرمضانية وغير الرمضانية كما يقول لدعم أواصر المحبة والتأخى .
يا سادة إن كل هؤلاء في أفعالهم تلك ليسوا ساعين إلى المال فأن اغلبهم ذوى اموال كما ان اغلبهم ليسوا ساعين للشهرة فاغلبهم مشهرون قريبين من الأضواء ولكن السبب الرئيسي فى أفعالهم ان الذمية ترسخت فى وجدانهم والعبودية الطوعية للمسلم أصبحت هي السمة  الرئيسية فى شخصيتهم (ما  أقوله ينطبق أيضا على الكثير من العلمانيين كنبيل لوقا بباوى وجمال اسعد ورفيق حبيب وغيرهم) .
يا سادة ان الموائد الرمضانية وغيرها من الموائد اذ لم تكن متبادلة فهي نوع من الذمية وهى تكرار لما كان يفرض على القبطي عند الغزو العربي لمصر بضرورة إضافة المسلم العربي في بيته لمدة ثلاثة أيام فيما عرف بالاسترباع.
كذلك فان التبرعات التى تقدمها بعض الكنائس لبناء مساجد هي نوع من الجزية التى كانت مفروضة علينا وتم إلغائها رسميا فلماذا نعود ونحاول نحن إحيائها مرة أخرى؟.
ولان بعض الرعاة ذميين مذمومين في الدنيا والآخرة إلا أن غالبيتهم أبرار سيرتهم حسنة ينيرون كالشموس ولان الشئ بالشئ يذكر أيضا فقد ذكرتني محاولة كاهن كنيسة مارى جرجس الجيوشى الساعي دائما لعضوية مجلس الشعب  بافتتاح مدارس اسلامبة لتحفيظ القرآن (سواء صح هذا الخبر ام تم تكذيبه) براعي أخر من شبرا لم يصمت يوما عن كلمة حق وهو القمص بولس باسيلى الذي لم يمالئ أو يجامل السلطة رغم عضويته فى مجلس الشعب وكتب مفندا أقوال الشيخ الشعرواى وزير الأوقاف في ذلك الوقت عندما تهجم على المسيح والمسيحية ودخل السجن فى اعتقالات سبتمبر 1981 بسبب ذلك.
وهناك العديد من الرعاة الذين انضموا للشعب وقالوا للظالم كفى ظلما وفضحوا الظلم والاستبداد في كل مكان واخص منهم الأنبا توماس أسقف القرصية  الذي وقف في معهد هديسون بالولايات المتحدة قائلا كلمة حق حول الأصول غير العربية لمصر والأنبا ويصا أسقف البلينا ودار السلام والذي فضح النظام ابان مذبحة الكشح وقد حاولوا اغتياله بحادثة سيارة كما فعلوا مع أبينا يوسف اسعد الذي لم يتوانى عن قول كلمة الحق والتبشير بها بين الجميع وكما فعلوا أيضا مع الأنبا مكارى أسقف سيناء الذي اغتالوه بحادثة سيارة لنشاطه فى خدمة الكنيسة هناك.
 ومن منا يستطيع ان ينسى كوكبة من الأباء كأبينا متياس نصر وجريدته الكتيبة الطبيبة وأبينا عبد المسيح بسيط وأبينا مكارى يونان وأبينا مرقس عزيز وغيرهم من الآباء الكهنة والأساقفة الذين لم يتوانوا عن قول كلمة الحق والدفاع عن المظلومين .
مجدي جورج
Magdigeorge2005@hotmail.com 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٢٩ تعليق