بقلم: نشأت المصري
الإعلام دخيل على الحياة الكنسية وقد أضر الكنيسة بالغ الضرر,, بل أضر القضية القبطية, لأنه نوع من أنواع التباهي والظهور وحب المديح,, بل نوع من أنواع البهرجة الغير مقننة وليس لها ضابط كما المياه المالحة كل من يشرب منها يعطش أكثر,, وبدون شبع يطلب المزيد..
فما الفائدة من نقل أخبار الكنيسة بل نقل تفاصيل التفاصيل,, وما بين منافق وكاذب تتبعثر الأخبار وبدون ما ندري تصبح حبلاً نشنق به قضيتنا القبطية..
فنجد من يطلق على نفسه المتحدث الرسمي ولأنه يريد الحفاظ على هذا المنصب الذي أحبه أكثر من منصبه الذي أعطاه إياه الله فرغب أن يبيع الأخير بطبق مملوء هواء, أي طبق فارغ لأن الإعلام يصنع منه بالون منفوخ هواء.
والجدير بالذكر أن كثير من المسيحيين أحبوا هذا الطريق وكثير منهم من الإكليروس,, ولأنهم يعشقون أنفسهم في ثوب الإعلاميين,, أو يعشقون صورهم وأخبارهم على الصفحات الصفراء والملونة وبالحجم الكبير يضطرون إلى ذكر ما يجملهم أمام المجتمع متملقين الأنظمة العالمية والدنيوية ,, على حساب الشعب المسكين المقهور,, متخذين طريق المواطنة المصطنعة الكاذبة,, والقبلات الغاشة على موائد التملق ولقاءات الرياء.
فتجد من يريد إنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن كنوع من أنواع التملق للإسلام والمسلمين,, وتجد من يريد موافقة الأزهر على قانون الأحوال الشخصية الخاص بالأقباط دون غيرهم,, بنوع بغيض من الدونية والإذلال النفسي وباقي أن يطلب أحد الأقباط من النظام عد أنفاسنا ليأخذ عليها موافقة من النظام ,, أو عد قطرات المياه التي يحتاجها الأقباط لحياتهم.
كما نجد من يبيع الأقباط في كل عدوان يتعرضون له بسبب الصلاة في بيوت صلاة كما حدث في عين شمس الغربية,, وقبلها وبعدها من الأحداث ففي كل حدث نجد القيادات الإعلامية المسيحية تنفي وجود الاضطهاد.
وأخر الكل ما حدث في برنامج البيت بيتك وبحجة التحدث عن تعاليم الدين المسيحي,, حدثت الكارثة والمهانة الشديدة والتي نحن في غنى عنها.
يقول الكتاب المقدس لا تلقي بالدرر الغالية....... ,, ولا تستهينوا بخبز البنين..... فهذا يا سادتي ليس تبشير بل مهانة للمقدسات والطقوس والعقيدة والتي يجب أن نحافظ عليها في أوان خزفية..
هل ترغبون التحيات في الأسواق؟؟؟ والمجالس الأولى؟؟ أتريدون مديح الناس ؟؟ وما فائدة هذا التوسع الإعلامي في خلاص الأنفس التي اؤتمنتم عليها ؟؟ فكيف تقدرون أن ترضوا الله والناس في نفس الوقت؟؟ هل هذا هو الانفتاح ؟؟ نحن في غنى عن كل هذا,, وفي غنى عن كل الإعلام والإعلاميين,, الذين لم يجلبوا على الكنيسة غير قلب الحقائق وتزوير التاريخ,, بل تشويه العقيدة والمبادئ المسيحية الراسخة القوية,, لأن الكثيرين يتناقلون العقيدة من خلال أفكارهم المشوهة والمملوءة حقد وكراهية للأخر " المسيحيين ".
أليس فيما سبق رغبة في التبرج والتنعم في ذي جديد صنعه لكم الشيطان حتى تتناسوا قضيتكم الأساسية وهي الحرب ضد الشيطان,, وكل أعوانه وكل قوته يقول الكتاب "المتنعمة ماتت وهي حية" فلماذا إذاً تجلبون على أنفسكم حكم الموت , بل تجلبون على أنفسكم حروب الكبرياء والشهوة في المديح, وتطربون آذانكم بها,, أم أن المنصب المرتقبة أعمتكم كمن ينظر في مصباح منير لا يرى غير المصباح فيسقط في أقرب هوة تصادف طريقه.
هل يوجد أعظم من فادينا الحبيب الذي رفض أن يتوج ملكاً"و اما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا و يختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف ايضا الى الجبل وحده (يو 6 : 15,,, فلماذا لا نتشبه به؟؟
طريق البهرجة ليس هو التبشير:
· التبشير هو زيارة مريض وعمل الرحمة معه.
· التبشير هو سد عوز مسكين.
· التبشير هو ابتسامة في وجهة بائس.
· التبشير هو التفاف جمهور المسيحيين حولكم في محبة تكفي الجميع دون رياء أو تمييز هذا عن ذاك.
· التبشير هو النطق بالحق.
· التبشير هو التسامح.
· التبشير هو العمل بما جاء بالإنجيل.
· التبشير هو القضاء على السلبيات والخلافات التي أدت إلى عزل أخوة لكم.
· التبشير هو نزول من البرج العالي إلى لقاء الفقراء والمعوزين والمطروحين ,, ولا يوجد من يضمد جراحاتهم.
والكثير من الطرق المؤدية إلى الملكوت,, فيتساءل من يتساءل عن كم وتنوع هذه الفضائل فنقول هي وصايا مخلصنا ومكتوبة في إنجيله.
ولأننا تركنا هذه واتجهنا إلى البهرجة ,, تركنا أيضاً مخلصنا وراح يبشر من يبشر بنفسه وبطريقته الخاصة ومن خلال المتواضعين والمساكين بالروح,, أدخل إلى حظيرته خراف ليست من الحظيرة لتكون رعية واحدة لراعي واحد.
لو كان الإعلاميين يريدونكم وبدون تمييز كانوا خصصوا لكم أجزاء من صفحاتهم لعرض أجزاء من الإنجيل وتفسير الآباء لها,, وبدون حوارات جانية أو لقاءات متملقة ,, أو أكاذيب مدسوسة,, ينشرون حقائق وفضائل مسيحية راسخة دون تأويل,, هل يستطيع الإعلام في مصر فعل هذا؟؟؟ أعتقد لا!!!!!!!!!!!! |