CET 00:00:00 - 07/11/2011

أخبار وتقارير من مراسلينا

الشعب المصري يحتاج لثورة ثقافية ضد الأفكار السلبية حتى لا تتحول الثورة لمجرد انقلاب
مصر تحتاج سنوات طويلة حتى يستقر بها نظام ديمقراطي
الاحتياج لثورة ثقافية لإحداث تغيير جذري في الضمير الجماعي للشعب المصري

كتبت: ميرفت عياد
"مسرح أكاديمية الفنون ومعهد الفنون المسرحية لابد أن تضاء أنواره طوال العام، ولا يكفي أن يقام فيه مهرجان واحد، ولابد أن يكون مفتوحًا لكل عروض أبناء الأكاديمية طوال العامـ لكي يتفاعلو فيه ويتفاعل مع الجمهور لكي يستعيد المسرح المصري ثقته و ثقة الجمهور فيه، فالمسرح له أهمية كبرى فى تكوين جمهور واعٍ ومتذوق يجيد الانتقاء، وهذا ما يساهم في تحضر ورقى الوطن.." هذا ما أكده الدكتور "عماد أبو غازي" أثناء توزيع الجوائز على الفائزين في مهرجان المخرج المسرحي الأكاديمي، الأول في دورته الأولى "دورة سعد أردش" الذي أقامه المعهد العالي للفنون المسرحية،والذي شارك فيه 12 عرضًا مسرحيًا، فاز منهم بالمركز الأول مناصفة عرض "خلطة موليير" للمخرجة أسماء عبد النبي، وعرض القناع" للمخرج محمد علام، وبالمركز الثاني عرض "مصير صرصار" للمخرج عمرو حسان، والمركز الثالث عرض "مايم شو" للمخرجة روان محمد.

التوأم الملتصق
بدأ الاحتفال بعرض قدمه طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية بعنوان "وحدة الإسكندرية"، بالإضافة لعرض تمثيل صامت بعنوان "التوأم الملتصق"، قدمه حكيم المصري، ومايكل سيدهم، أعقب ذلك تكريم د . عماد أبو غازي و د . سامح مهران لاسم الراحل سعد أردش، وذلك بإهداء نجله د. محمد أردش درع المهرجان، كما كرم المهرجان وزير الثقافة، ورئيس الاكاديمية، بإهدائما درع المهرجان، ثم تم توزيع الجوائز والدروع علي العرض الفائز والشخصيات المكرمة، وذلك بحضور دكتور أشرف زكي، دكتور حسن عطية، د.كتورايمن الشيوى، ولفيف من كبار النقاد المهتمين بالحركة المسرحية و اعضاء لجنة التحكيم، بالإضافة للإعلاميين والصحفيين.

الاختلاف في الأفكار والأهداف

وفي هذا الإطار اختتمت ساقية الصاوي منذ أيام المهرجان المسرحي التاسع، حيث قدمت فرقة "ديفس تيم" مسرحيتها بعنوان "ما بعد الثورة"، وهي من إخراج محمد أنس الوجود، وبطولة مجموعة من الشباب منهم إسماعيل مصطفى، وخالد عبدالفتاح، وحسام البسطويسي، وجورج بشارة، وهنا جاد، وهشام محمد، حيث تدور أحداث المسرحية حول حال مصر في أعقاب أعظم ثورة سلمية شهدها العالم في العصر الحديث وهى ثورة 25 يناير، وذلك في إطار كوميدى يدمج من خلاله بين العديد من المقولات الهامة لكبار المفكرين والسياسين والكتاب، وذلك بالقاء الضوء على الأفكار السائدة بين أفراد المجتمع سواء كانت سلبية ام ايجابية، هذا بالاضافة الى تناول العديد من الشائعات التى انتشرت فى الشارع المصرى وادت الى عواقب وخيمة، وبهذا اتحدت عناصر المسرحية لتذكر الناس بالاهداف الرئيسية التى قامت من اجلها الثورة وهى العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وحرية التعبير عن الراى وذلك تجنبا لحالة التشتت الناتج عن الاختلاف فى الافكار والاهداف

انتشار الفساد

كما قدمت فرقة "صرخة" مسرحيتها بعنوان "الليلة نحكي" المأخوذة عن فكرة رواية "شفيقة ومتولي" وهي من إخراج إبراهيم حسن، وقام ببطولة العمل ريهام عبدالرازق، أحمد جابر، إبراهيم حسن، ومحمد جمال، إنجي عادل، وندا جمال، حيث تتناول المسرحية في مضمونها أحوال المجتمع المصري من خلال مجموعة من المهرجين يشاركون في توضيح الأعباء التي يتحملها البعض للدفاع عن الأرض وعن الشرف، هذا في الوقت الذى يستغل فيه الآخرون سلطتهم ونفوذهم لتحقيق مكاسب شخصية، الأمر الذي أدى لانتشار الفساد في المجتمع، وذلك من خلال شخصية شفيقة اليى تجسد "مصر" وشخصية متولي التي ترمز إلى "الشعب الغلبان"، أما شخصية العمدة فترمز إلى "السلطة واستغلال النفوذ "، وينتهي العمل بصورة درامية وهى موت متولى وهو يدافع عن مبادئه وقيمه، عن أرضه وشرفه.

شمس الحرية والعدالة

وعن هذه الأعمال المسرحية، كان لـ"الأقباط متحدون" جولة بين المشاهدين، الذين أجمعوا على أن مسرحية "ما بعد الثورة" تتلامس بصورة قوية مع طبيعة المرحلة الانتقالية التى تعيشها مصر، مشيرين إلى أن مصر تحتاج إلى سنوات طويلة حتى يستقر بها نظام ديمقراطى يفتح الباب لعصر جديد تشرق فيه شمس الحرية والعدالة والمساواه بين الجميع، مؤكدين على احتياج الشعب المصري الى ثورة ثقافية ضد الافكار السلبية المتراكمة منذ سنين حتى لا تتحول ثورة 25 يناير إلى مجرد انقلاب نجح إسقاط نظام الحكم والقضاء على بعض مظاهر الفساد لكنه عجز عن إحداث تغيير جذري في الضمير الجماعي للشعب المصري.

إهانة الشعب والاستخفاف بآلامه

وعن مسرحية "الليلة نحكي" يقول "ميلاد" -طالب جامعي" أعجبت بهذه المسرحية التي تناولت الصراع بين السلطة والشعب، الذى أدى إحساسه بالظلم والقهر والكبت والمهانة، واستعلاء نظام الحكم السابق وافتراؤه على الناس، وإهانة الشعب والاستخفاف بآلامه وأوجاعه، إلى اندلاع ثورة يناير، ولعل هذا يتضح بصورة لا تدع مجالًا للشك من خلال الشعارات التى رفعت فى الثورة والتى تطالب جميعها بالحرية والكرامة، أما المشكلات الاقتصادية فكانت على هامش تلك المطالب الرئيسة للشعب المصرى، مؤمنا بأنه لن تقدم الديمقراطية الكاملة والحرية والعدالة والمساواة للشعب المصرى على طبق من فضة.


الحروب والصراعات

ويوافقه الرأي "حامد" -فنان تشكيلي- الذى يرى أن الاختلافات كانت بمثابة الوقود الذى أشعل الحروب والصراعات عبر مراحل التاريخ المختلفة، ولكن مع تطور الحياة المدنية أصبح الإنسان أقل رفضا وغضبا من تلك الاختلافات، وأكثر قبولا ورغبة فى التعايش معها، ومن هنا تنشأ أهمية تشبع المجتمع بالتعاليم التى تنادى بقبول فكرة الاختلاف بين الناس كأمر طبيعى، وهو سنة من سنن الطبيعة، للدرجة التى تجعل لوم الآخرين لمجرد كونهم مختلفين هو موقف غير إنسانى، وفي نهاية كلامه استحضر ما كتبه الكاتب والشاعر الكبير "جبران خليل جبران" في كتاب العواصف حيث قال: "بالاختصار فالشرقيون يعيشون في مسارح الماضى الغابر ويميلون إلى الأمور السلبية المسلية ويكرهون المبادئ والتعاليم الإيجابية المجردة التى تنبههم من رقادهم العميق المغمور بالأحلام الهادئة، وأطباء الشرق كثيرون يلازمون مضجعه لكنهم لا يداوونه بغير المخدرات الوقتية التى تطيل زمن العله ولا تبرئها ...

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق