مشاهدى "عفاريت البدروم " : استغلال فقر سكان العشوائيات وشراء اصواتهم يدمر الحلم فى تحقيق الديمقراطية

المناطق العشوائية تعد بؤر للجريمة والارهاب
خطورة زحف ثقافة العشوائيات على المجتمع المصرى
اهمية حصول سكان العشوائيات على حياة كريمة لتحقيق العدالة الاجتماعية
رصد لحالة الضياع التي يعيشها الكثير من أبناء الوطن داخل المناطق العشوائية

ميرفت عياد :

يعرض على خشبة مسرح الهوسابير العرض المسرحي الجديد "عفاريت البدروم" وهو من تأليف وأشعار مصطفى سليم وإخراج سامح بسيوني وبطولة سميرة محسن أشرف مصيلحي ، شمس ، عمرو عبد العزيز، بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الممثلين ، والموسيقي والالحان أحمد حمدي رؤوف، ديكور محمود سامي
توك توك
وتدور احداث المسرحية من خلال البطل وهو الشاب "على " الذى يلعب دوره الفنان أشرف مصيلحى و يعمل سائق توك توك، ويقطن بالبدروم مع عدة شرائح مختلفة من البشر، منهم النصاب والعرافة والحلاق وامرأة عجوزة وفتاة ليل والكومبارس والفراش ، ومن خلال تلك الشخصيات المتباينة يتم عرض قصة كل منهم التى ادت بهم الى الحضيض والسكن فى منطقة عشوائية ، وذلك فى إطار كوميدى اجتماعى .
حالة الضياع
وعن فكرة مسرحية "عفاريت البدروم".. يقول مخرج العمل ان المسرحية ترصد لحالة الضياع التي يعيشها الكثير من أبناء الوطن داخل المناطق العشوائية وذلك من خلال مجموعة من البشر يعيشون معا داخل بدروم ولكل منهم قصته الخاصة ، وهذه المسرحية مقتبسة من مسرحية "الحضيض " حد روائع أعمال مكسيم جوركي المسرحية التي التى تدور حول فكرة تحقيق العدالة الاجتماعية ، قدمت ألوف المرات وبعشرات اللغات على مسارح العالم .

المتشردين البائسين
وتدور احداث مسرحية الحضيض لمكسيم جوركى فى بيئة المتشردين البائسين الذين بالكاد يعيشون، وبالكاد يجدون قوت يومهم، أو مكاناً يأويهم، ومع ذلك نراهم يتمسكون بالعيش وبحب الحياة ، ومن خلال أجواء المسرحية والحوارات تكتشف كم كبير من تصادم الفلسفات والمواقف ، معبرا من خلال ذلك عن ثقافة سكان هذه العشوائيات الذين لا يمثلوا سوى محصلة للظلم الاجتماعي،ومن هنا باتت مسرحية الحضيض مسرحية ثورية، تتحدث عن صراع الطبقات و عن الشر الكامن في داخل كل فرد ، الا انه زاد من جمال هذا العمل انه تجاور الرعب مع المرح، والقتل مع الأمل، وذلك فى إطار من الواقعية الاجتماعية ولعل هذا ما تميزت به كتابات جوركى قبل ان تتحقق الثورة البولشفية التى شعر بعدها انها فشلت في تحقيق وعودها
الجريمة والارهاب

وعن مخاطر انتشار العشوائيات قامت الاقباط متحدون باستطلاع اراء بعض المشاهدين للعرض المسرحى الذين اجمعوا على ان اخطر ما يتصل بموضوع العشوائيات هو زحف ثقافة مواطن العشوائيات، على ثقافة المواطن المصرى فى الريف أو المدينة، لان هذه الثقافة تشكل تهديدًا كبيرًا على ثقافة المجتمع المصرى ، كما ان هناك من يستغل فقر هؤلاء الافراد ويقوم بشراء أصواتهم في الانتخابات وبالطبع هذا يوقف كل حلم فى تحقيق الديمقراطية التى لا يمكن ان تتم بدون أن ننقذ هؤلاء المهمشين وذلك من خلال الاعتناء بالبشر وفى نفس الوقت بناء الحجر ، ومن هذا المنطلق يجب على جميع القوى السياسية ان تضع ضمن اولوياتها حقوق هؤلاء السكان فى حياة كريمة إذا كانوا يريدون حقا تحقيق ما يطالبون به بعد ثورة 25 يناير من عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية ، مطالبين باستغلال قدرات وطاقات الشباب القاطن فى العشوائيات وحل مشكلة بطالتهم من خلال تشغيلهم بأجور معتدلة فى بناء وتعمير تلك المناطق العشوائية التى تعد بؤر للجريمة والارهاب