علي الرغم من ان الدستور والقانون لا يفرقان بين الوزراء ، وتعاملهم مع مجلس الشعب ، فالكل سواء امام رقابة المجلس ، الا ان الواقع البرلماني وتعامل النواب يؤكدان ان هناك وزراء "خمس نجوم" ، وأخرون " في وش المدفع" كما يقول التعبير الشعبي ، فهناك وزراء نادرا ما توجه اليهم طلبات احاطة أو اسئلة ، ناهيك عن الاستجوابات ، كما انهم يحظون بالجانب الأكبر من اشادة النواب عندما يحضرون الي المجلس ، بينما هناك وزراء ربما لا تمضي جلسة واحدة دون ان يتعرضوا لهجوم حاد او انتقاد عنيف ، او تناقش بحقهم طلبات احاطة واسئلة.
ويأتي في مقدمة الوزراء الخمس نجوم المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي ، والذي يحظي بإشادة خاصة من نواب المجلس عند حضوره الي المجلس ، وهناك أيضا المهندس سامح فهمي ، والذي يحظي كذلك باشادة خاصة من النواب سواء في المعارضة أو في الاغلبية ، أو علي حد تعبير النائب المخضرم عبد الرحيم الغول "يذكر ليشكر" .. وهناك اسباب عديدة لتلك الاشادة ، من بينها بالطبع تميز قطاع البترول ، ولكن هناك ايضا اسباب اخري ، وهي ان الوزير سامح فهمي من "أكرم" الوزراء في منح تأشيرات التعيين لأبناء دوائر النواب ، وهو ما يحقق لهم الكثير من الشعبية.
ومن الوزراء الخمس نجوم ايضا وزير الكهرباء المهندس حسن يونس ، والذي يحظي كثيرا باشادة النواب ، خاصة مع استمرار توصيل الكهرباء الي المناطق العشوائية والمنازل المقامة بدون ترخيص ، الأمر الذي يسهم بقوة في زيادة شعبية النواب.
وتحظي الوزيرة فايزة ابو النجا كذلك بمكانة خاصة بين الوزراء الخمس نجوم ، اذ نادرا ما تتعرض الي هجوم ، بل انها كثيرا ما تحظي باشادة النواب بفضل الاتفاقيات التي تعقدها لتمويل المشروعات بشروط ميسرة.
أما وزير الاسكان المهندس احمد المغربي فقد استطاع بعد نجاح وزارته في مد شبكات المياه والصرف الصحي الي العديد من القري والمناطق المحرومة الي الانتقال من خانة الوزراء" في وش المدفع" الي وزراء الخمس نجوم ، كما انه يتمتع بقدرة فريدة علي امتصاص الهجوم ، والرد بهدوء علي اعنف الانتقادات ، وهو ما يجعله يجهض اية محاولة للهجوم عليه.
وزير الخارجية احمد ابو الغيط ظل لفترة طويلة في مقدمة الوزراء الخمس نجوم ربما لأبتعاد نشاط وزارته عن القضايا الداخلية التي قد تثير صداما مع النواب ، الا ان الفترة الأخيرة شهدت انضمام ابو الغيط الي قائمة الوزراء الذين يتعرضون للهجوم ، بل انه يمكن القول انه أكثر وزراء الخارجية تعرضا للهجوم البرلماني في العقود الأخيرة ، خاصة خلال ازمة غزة ، والتي شهدت حملة منظمة من جانب النواب المستقلين ، والذين تقدموا ربما لأول مرة منذ سنوات باستجواب لوزير الخارجية حول التحركات الدبلوماسية المصرية خلال العدوان علي غزة.
في المقابل يتربع وزير المالية د. يوسف بطرس غالي علي عرش الوزراء الذين يتعرضون للهجوم بشكل شبه يومي تحت قبة مجلس الشعب ، فهو اذا حضر تعرض لهجوم ، واذا غاب تعرض لهجوم أكثر عنفا .. بل ان غالي نفسه يدرك ذلك ، وقد عبر عنه بالقول اكثر من مرة داخل البرلمان بأنه لا يوجد وزير مالية محبوب ابدا ، وكثيرا ما يعلق النواب سواء من الأغلبية او المعارضة الكثير من المشكلات التي تقع في دوائرهم علي شماعة الوزير بطرس غالي الذي يرفض علي حد اعتقاد النواب زيادة المخصصات المالية للكثير من القطاعات الجماهيرية.
ويأتي في مقدمة الوزراء الذين يتعرضون للهجوم كذلك تحت قبة مجلس الشعب وزير التضامن الاجتماعي د.علي المصيلحي الذي يواجه بين الحين والآخر عاصفة من الهجوم اما بسبب رغيف الخبز ، او بسبب مشكلات الجمعيات الأهلية ، او حتي بسبب بعض التجاوزات في موسم الحج.
وزيرا الثقافة فاروق حسني والاعلام انس الفقي يتعرضان كثيرا -رغم قلة حضورهما الي البرلمان- لرصاص المعارضة والمستقلين بسبب الانتقادات التي توجه الي بعض الكتب او العروض السينمائية أو ما يعرض في التليفزيون المصري.
كما يتعرض وزراء التعليم والتعليم العالي والزراعة والاستثمار والتنمية المحلية والتنمية الادارية والصحة والبيئة والنقل والقوي العاملة للكثير من الهجوم بسبب ارتباطهم بالمجالات الجماهيرية والتي تثير من حين الي آخر العديد من المواجهات الساخنة مع هؤلاء الوزراء.
|