صليب متى...وجهان لعملة واحدة !!

بقلم: عماد توماس
إذا تابعت تصريحات القمص "صليب متى ساويرس" كاهن كنيسة الجيوشي بشبرا ووكيل المجلس الملي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فعليك أولاً أن تنظر إلى تاريخ هذه التعليقات والظروف التي قال فيها تصريحاته.
فلا تندهش إذا سمعته يهاجم "أقباط المهجر" على الفضائيات، ويدافع عنهم في موقع الكتروني على الإنترنت!! ولا تتعجب إذا قرأت له في أحد الصحف يدافع عن الحكومة وفى مكان آخر يهاجمهم!!
إنه رجل التصريحات المتناقضة.

اتهم المنظمات القبطية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان بأنها سبوبة ووسيلة لاسترزاق القائمين عليها، حتى ولو على حساب وطنهم الأم وإخوانهم (المصري اليوم-2٤ نوفمبر ٢٠٠٧) رغم أنه يرأس مركز "السلام لحقوق الإنسان".
يؤكد أيضًا على أنه "لا اضطهاد للأقليات في مصر.. توجد فقط بعض التجاوزات ويمكن علاجها بسهولة" (المصري اليوم ٢٨ يونيو ٢٠٠٨) ويصف مؤتمرات أقباط المهجر بأنها متاجرة بالقضية القبطية (البديل 09/11/2008).
في حواره مع "اليوم السابع" 26-12-2008 تراجع عن كل تصريحاته السابقة حتى أنه قال "ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن بعض المسلمين يتحرشون بالأقباط كلما وجدوا أنهم يريدون إقامة صلواتهم أو يرغبون في بناء كنيسة" ولم ينكر أن هناك "فصيلاً من المسلمين دائم العبث والشجار، ويشعلون نيران الفتنة." بل تكاد لا تصدق أنه القائل أن "الدعاة الإسلاميون على منابر المساجد هم الذين يذكون نار الفتنة في قلوب الجماهير المسلمة".
بل أنه يُبدي تعجبه من أن الدولة تضع شروطًا لبناء الكنائس حتى لو في الصحراء كما حدث في أبو فانا ويطالب الدولة بتعينه في مجلس الشعب مثل الشيخ أحمد عمر هاشم.

ويعود مجددًا ليدافع عن قرار الحكومة المصرية بذبح الخنازير وكأنه متحدث باسم الحزب الوطني الديمقراطي!! فقال "المسيح لم يأكل الخنازير والتخلص منها لا يحمل أي اضطهاد للمسيحيين... ودعا الجميع مسلمين ومسيحيين بالاتحاد والالتزام والتعاون من أجل المصلحة العامة، ومساعدة الحكومة في التخلص من الخنازير، وعدم تهريبها من أجل صحة المصريين." (المصريون 4 - 5 – 2009).
يقول في حواره مع "اليوم السابع" أنه كان من الكوادر السياسية بالاتحاد الاشتراكي منذ عام 1963، وعضو مجلس محلي محافظة القاهرة لمدة 20 عامًا، ويضيف أنه رشح نفسه لعضوية مجلس الشعب بناء على رغبة أهالي الدائرة من المسلمين والمسيحيين لكنه "سقط" في الانتخابات فيبدو أنهم خذلوه وانتخبوا غيره!!
ويعود ليدافع عن "أقباط المهجر" بعد أن هاجمهم فيقول "أرفض تسمية أقباط المهجر.. أنا أسميهم «مصريين المهجر» وهؤلاء خرجوا من مصر للتضييق عليهم أو للبحث عن لقمة العيش، وما بدر منهم من تصرفات هو نتيجة القلق الشديد على ذويهم في مصر بسبب اعتداء المسلمين على المسيحيين ولهم العذر في ذلك".

فاجئنا بـ "افتكاسة" جديدة، بإنشاء مركز لتحفيظ الأطفال المسلمين القرآن الكريم على يد شيوخ مسلمين، وتحت رعاية الكنيسة التي قالت إنها ستسلم جوائز للطلاب بعد إتمام الحفظ في مدارس السلام والراقية التي يرأس مجلس إدارتها. وهاجمه الشيخ جمال قطب متهمًا إياه بـ "الخلط العقائدي غير المقبول" وعاد "صليب" فأصدر بيانًا استنكر فيه تصريحات "قطب" وقال إن: المشكلة أن أوائل حفظة القرآن الكريم في المسابقات التي تقوم بها الإدارة التعليمية بشبرا من هذه المدارس "فهم متفوقون في كل المناهج الدراسية" بما فيها مادة التربية الدينية".

وجّه له القمص مرقس عزيز رسالة بعنوان "عفوًا فضيلة القمص" واتهمه بالكذب وعدم ثقة الرعية بكلامه على خلفية قوله أنه لا اضطهاد للمسيحيين في مصر، وهجومه على منظمات الأقباط الخارجية. ودعاه ليكون شجاعًا في قول الحق مذكرًا إياه بأن "الخائفون لا يرثون ملكوت السموات".
يتساءل البعض لماذا تصمت الكنيسة عليه حتى الآن؟ وما هو موقف نيافة الأنبا بيشوي الرجل الحديدي وصاحب المحاكمات الكنسية- لماذا أوقف القس مرقس صبحي كاهن كنيسة القديس جورجيوس والأنبا أنطونيوس بالنزهة ولم يلقي اللوم للقمص صليب متى؟
لعل أفضل ما نختم به حديثنا الآية الكتابية التي تقول "مبرئ المذنب و مذنب البريء كلاهما مكرهة الرب" (أم 17 : 15).

هوامش
•اليوم السابع
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=58607&SecID=162&IssueID=35
•القمص مرقس عزيز يوجه رسالة إلى القمص صليب متى ساويرس بعنوان عفوًا فضيلة القمص
http://www.youtube.com/watch?v=umdv5KX7ZUc&feature=related