بقلم : عـادل عطيـة
في ظل تصاعد الصحوة الدينية ، تظهر طائفة من الناس تطلق على نفسها : " اناس الله " ، وباللغة المحكيّة : " بتوع ربنا " ..
يلبسون ثوب الخير ، ثوب النور ! ، ويمسكون بمسبحة الصلاة ! ، ويظهرون التقوى والورع ! .. فإذا بنا نثق بهم ثقتنا بالدين نفسه ، ونستكين إليهم ، حتى يصبح الحديث معهم مثل مشورة الله !
وإذا بنا نكتشف ما ارتكبناه من خطأ العمر :
أن المسبحة هي في يد اشخاص سيئون وفاسدة اذهانهم ومرتدون ..
تماماً كما كانت في يد الفنان زكي رستم ، أحد أبطال الفيلم المصري : " رصيف نمرة خمسة " !
ألم نثق في بعض شيوخنا ، فوجدنا في بعضهم شخصية ذلك المحتال الماكر : " أخيتوفل " ..
الذي كان مشيراً للملك داود ، ولكنه لم يكن مخلصاُ في مشوراته ، وكانت مليئة : بالنجاسة ، والخزي ، والعار؟! ..
ورأينا في أحدهم من وصل إلى مرتبة كبير الحسبة ، يرفع قضاياه كل يوم ؛
ليرهب بها المفكرين وكل من يقول : لا ؟!..
وألم تسرق قلوبنا بالحيلة والخداع ، من هؤلاء الذين يفعلون ما كان يفعله : " أبشالوم " ..
الذي كان يحاول أن يربح صوت الشعب ، فكان ينهض ويصنع إدّعات إفترائية ضد داود أبيه ، ويقول : " آه ، لوكنت فقط أنا الملك ، يمكنك أن تتخيل كم سيكون ذلك عظيماً " !
فإذا بالجماعة التي تدّعي الاخوّة ، قلوبها ملتصقة بالتفرقة والعنصرية ، ويدها ملطخة بالدماء ، ونفسها ملوّثة بالتحقير لمصر ولشعبها ، ولسانها لا يزال يلتصق بطزاته الثلاثة ؟!..
وماذا عن الذي يرتدي العمامة ،
ويقود حزباً ينتمي زوراً لله ، وكيف قامر بارواح الناس ، وممتلكاتهم ..
ليكتشف هو نفسه ما ارتكبه من اخطاء بالغة ، ويعلن عن اسفه على جهله لما آلت إليه الامور ، لا ندمه ؟!..
وماذا عن الملالي ، وتزويرهم الرسمي الفاضح في الانتخابات الإيرانية ، واستخدام العنف المفرط ، والقتل ضد المحتجّين المسالمين ، الذين يتطلعون إلى الحق ، وإلى الحرية ؟!..
،...،...،...
فلنشكر الله ؛
لأنه يحقق وعده الازلي : " ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف " ..
رحمة بنا ، وتنويراً .
حتى لا نجد : احلامنا ، وحريتنا ، وجثثنا ، بجوار المسابح المنفرطة عقدها على الأرض !
ولنطلب منه بثقة وإخلاص :
أن يمنحنا روح التمييز ..
والاستنارة ..
للحكم ، والفصل ، والفرز ، والغربلة ؛ لمعرفة المخفيّات البشرية الشريرة .
فإن كان الله يتكلم في كل شئ ، فليس كل مانسمعه هو كلام الله ! |