CET 00:00:00 - 04/07/2009

مساحة رأي

بقلم : عـادل عطيـة
في ظل تصاعد الصحوة الدينية ، تظهر طائفة من الناس تطلق على نفسها : " اناس الله " ، وباللغة المحكيّة : " بتوع ربنا " ..
يلبسون ثوب الخير ، ثوب النور ! ، ويمسكون بمسبحة الصلاة ! ، ويظهرون التقوى والورع ! .. فإذا بنا نثق بهم ثقتنا بالدين نفسه ،  ونستكين إليهم ، حتى يصبح الحديث معهم مثل مشورة الله !
وإذا بنا نكتشف ما ارتكبناه من خطأ العمر :
أن المسبحة هي في يد اشخاص سيئون وفاسدة اذهانهم ومرتدون ..
تماماً كما كانت في يد الفنان زكي رستم ، أحد أبطال الفيلم المصري : " رصيف نمرة خمسة " !
ألم نثق في بعض شيوخنا ، فوجدنا في بعضهم شخصية ذلك المحتال الماكر : " أخيتوفل " ..
 الذي كان مشيراً للملك داود ، ولكنه لم يكن مخلصاُ في مشوراته ، وكانت مليئة : بالنجاسة ، والخزي ، والعار؟! ..
ورأينا في أحدهم من وصل إلى مرتبة كبير الحسبة ، يرفع قضاياه كل يوم ؛
ليرهب بها المفكرين وكل من يقول : لا ؟!..
وألم تسرق قلوبنا بالحيلة والخداع ، من هؤلاء الذين يفعلون ما كان يفعله : " أبشالوم " ..
الذي كان يحاول أن يربح صوت الشعب ، فكان ينهض ويصنع إدّعات إفترائية ضد داود أبيه ، ويقول : " آه ، لوكنت فقط  أنا الملك ، يمكنك أن تتخيل كم سيكون ذلك عظيماً " !
فإذا بالجماعة التي تدّعي الاخوّة ، قلوبها ملتصقة بالتفرقة والعنصرية ، ويدها ملطخة بالدماء ، ونفسها ملوّثة بالتحقير لمصر ولشعبها ، ولسانها لا يزال يلتصق بطزاته الثلاثة ؟!..
وماذا عن الذي يرتدي العمامة ،
ويقود حزباً ينتمي زوراً لله ، وكيف قامر بارواح الناس ، وممتلكاتهم ..
ليكتشف هو نفسه ما ارتكبه من اخطاء بالغة ، ويعلن عن اسفه على جهله لما آلت إليه الامور ، لا ندمه ؟!..
وماذا عن الملالي ، وتزويرهم الرسمي الفاضح في الانتخابات الإيرانية ، واستخدام العنف المفرط ، والقتل ضد المحتجّين المسالمين ، الذين يتطلعون إلى الحق ، وإلى الحرية ؟!..
،...،...،...
فلنشكر الله ؛
لأنه يحقق وعده الازلي : " ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف " ..
رحمة بنا ، وتنويراً .
حتى لا نجد : احلامنا ، وحريتنا ، وجثثنا ، بجوار المسابح المنفرطة عقدها على الأرض !
ولنطلب منه بثقة وإخلاص :
أن يمنحنا روح التمييز ..
والاستنارة ..
للحكم ، والفصل ، والفرز ، والغربلة ؛ لمعرفة المخفيّات البشرية الشريرة .
فإن كان الله يتكلم في كل شئ ، فليس كل مانسمعه هو كلام الله !

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق