CET 00:00:00 - 04/07/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
الدورعلى مين يا بلد؟، سؤال طبيعي جدًا أن يبادر الكل بطرحه على المسئولين بعد الأحداث المتتالية التي تعرضت ليها مصر، مش ها أتكلم أبدًا على اللي حصل طول السنين اللي فاتت لكن هاتكلم على السنة دي بس، فمثلاً حرق بيوت البهائيين في الصعيد وطردهم من البلد بشكل غريب كأن الناس فجأة أدركوا أن البهائيين كفرة ومشركين ومالهمش مكان في البلد، والناس ولعوا النار في بيوت جيرانهم يمكن علشان يتدفوا لأن الشتاء كان الجو فيها بارد جدًا وساقع، فبدل من شراء دفاية عود كبريت أوفر من ثمن الدفاية سواء كاش أو قسط.
والحكاية ماوقفتش على كدة إنما ظهرت حملة في كل وسائل الإعلام المملوكة للدولة هجوم على البهائيين والخطر على الثقافة المصرية والدين والعادات والتقاليد التي قد تؤثرعلينا وعلى حياتنا على طول الخط، وخرج البهائيين من بيوتهم أو طُردوا من ما بقى منها بعد الحريق.
والحادث الثاني كانت غزوة الخنازير بقيادة أعضاء مجلس الشعب وطني ومحظورة، وتم تغليف الغزوة بأنها مجرد خطة بلا أي إتجاه طائفي تهتم بإنقاذ مصر وحمايتها من أنفلوانزا الخنازير القاتلة، والحل كان في قتل الخنازير بالطريقة الدموية اللي شفناها وكان باين جدًا فرحة اللي بيحرقوا الخنازير وكأنهم انتصروا على هذا الكائن النجس السبب الوحيد في عدم رضاء الله علينا وعلى مصر كلها فكان حرقهم وقتلهم بالطريقة البشعة دي الإنتقام المناسب للنصر المبين.
والحكومة لم تراع حق المربيين والتجار والعمال الذي يزيد عددهم على الملايين من البشر وكذلك التجارة التي تعدت المليارات وراحت الفلوس في الهواء الطلق، وطبعًا مش مهم ما هو معظم التجار والمربيين والعمال أقباط، ورغم الوعود الرنانة بالتعويض إلا أن شعار الحملة الخاصة بالتعويض عليه العوض ومنه العوض ولو حاولت أبقى قابلني لو طلت حاجة، المهم إن الخنازير إنتهت وخلصنا على أعداء الله.
والمسلسل شغال بعد البهائيين والخنازير كان لازم ييجي الدور على الأقباط، الدوراللي داير عليهم من زمان والحكومة واقفة تتفرج مش بتحاول تحل بالطريقة الصح إنما الطريقة الوحيدة للحل من وجهة نظرها هو ذراع الأمن وسطوته وقوته حصار القرية أو المدنية أو المكان اللي حصل فيه الحدث الطائفي بقوات أمن وجلسة صلح أونطة وخلاص راحت، ويرجع أخوك عند أبوك وأحمد زي الحاج أحمد وإحنا إخوات ونسيج واحد طالعين من نول واحد، وكلام كدا كله تبع الغزل والنسيج ولا اللي بيحط فتلة على فتلة.
وأخيرًا هايفضل الوضع كما هو عليه وزي ما حصل في ميت غمر من كام يوم هايحصل تاني لأن المشكلة مش بتتعالج من الجذور، يا حكومة للمرة الألف المشكلة الطائفية وقبول الآخر حلها مش يد الأمن بس حلها في خطط مناسبة من مؤسسات المجتمع المدني لازم المسلمين والمسحيين يقبلوا وجود بعض في نفس المكان ويقبلوا وجود بهائيين ويهود وغيرهم، لازم الإعلام يقدم برامج ودراما تخدم الهدف دا، كمان التعليم له دور مهم جدًا عن طريق مناهج تعترف بالآخر وتحث الجميع على قبوله وإلا سنظل نقول الدور الدور موعودة ياللي عليكي الدور.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق