بقلم: عماد توماس
لا يستطيع إنسان عاقل مهما كان اختلافه الأيدلوجي أو الديني أو المذهبي إلا أن يشعر بالحزن والأسف الشديد لمقتل السيدة المصرية الصيدلانية "مروة علي الشربيني" على يد متطرف ألماني من أصل روسي، ولا نعرف كيف يمكن أن يحدث هذا في ساحة محكمة أن يطعن القاتل القتيلة 18 طعنة متوالية، ثم يطعن زوجها بثلاثة طعنات أخرى قبل أن تتدخل الشرطة وتلقي القبض عليه، وقبل مشهد قتل الفقيدة حكمت المحكمة الألمانية لصالحها بتغريم الجاني, والذين شهدوا معها شهود ألمان لم يكتموا الشهادة والذين رفعوا القضية هم الشرطة الألمانية.
ولعل من الأمور الإيجابية في هذا الحادث المؤلم هو إلقاء القبض على الجاني. فكم من جرائم تحدث في مصر المحروسة ولا يلقى القبض على القاتل، آخرها حادث مقتل جواهرجي و٣ آخرين في الزيتون في مايو من العام الماضي والتي تم حفظ التحقيقات -يوم الأحد الماضي- في الواقعة دون التوصل إلى مرتكب / مرتكبي الواقعة.
وفي حادث ألمانيا تردد أن القاتل شخص غير طبيعي ويعاني من مشكلات نفسية "مختل نفسيًا" وهو اتهام للسلطات المصرية السبق والريادة فيه، فالذي ارتكب مذبحة بني مزار "مختل عقليًا" والذي اعتدى على ثلاث كنائس بالإسكندرية كان "مختل عقليًا" أيضًا!!
وقد لاحظنا اهتمامًا غير مسبوق من المسؤلين في مصر-على غير العادة- فطالعتنا الإخبار بقرار المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الإسكندرية إطلاق اسم مروة الشربيني على شارع في المدينة وكذلك على أحد مراكز الشباب لكونها كانت بطلة رياضية. واهتمام السيد النائب العام بالقضية، رغم أننا لم نرى شارعًا أو مدرسة باسم الشهيد فرج فودة!!
ودائمًا تأتى تصريحات القيادات الدينية على غير هوى الأغلبية، فشيخ الأزهر "الدكتور محمد سيد طنطاوي" أكد أن "الحادث فردي ويأتي من المسلم وغير المسلم". والدكتور زقزوق وزير الأوقاف وصف الحادث بالإجرامي، وهي تصريحات متزنة لا تثير حماسة الأغلبية، وهو نفس الأمر تقريبًا عندما يحدث اعتداء طائفي على كنيسة أو مجموعة من المسيحيين فتخرج التصريحات من القيادات المسيحية هادئة حتى يغلب صوت العقل على الحماس العاطفي، وهي حكمة لا بد منها، وإن كان البعض يصفها جبنًا!!
وقد خرجت بعض الهتافات الغاضبة أثناء تشييع جثمان الفقيدة بالإسكندرية أمس، تقول "يا ألماني يا خسيس دم المصري مش رخيص"، "إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية"... وفي حوادث الإرهاب في مصر ضد السياح الأجانب منهم الألمان، لم نسمع أن خرجت هتافات غاضبة مثل هذه سواء في ألمانيا أو في مصر!!
لا يمكن تعميم هذا الحادث الفردي ووصفه بالإرهابي أو أن الغرب يشن حرب شعواء على العرب والمسلمين، فالإرهاب هو عدة حوادث تتميز بالمنهجية والتخطيط والتمويل والاستمرارية على مدار شهور وسنوات.
ففي ألمانيا يعيش 3 ملايين مسلم وينعمون بالحرية وإقامة كافة شعائرهم، مثلما صرح السفير الألمانى "برند إبل" بحسب –موقع اليوم السابع- مشيرًا إلى أن "الشعب الألماني مصدوم من الحادث، مؤكدًا أن الشعور سيكون ذاته لو كانت القتيلة يهودية لأن كل حياة كل إنسان لها نفس القيمة لدى الشعب والحكومة الألمانية". وأتذكر خبرًا أن إحدى الكنائس بألمانيا قدمت قاعة الكنيسة للجالية المسلمة للقيام بصلاة التراويح فى شهر رمضان.
أخيرًا هناك سؤالاً بريئًا: هل القتلى المسيحيين في الزيتون والكشح وغيرها شهداء مثل "شهيدة الحجاب"؟!! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|