CET 00:00:00 - 07/07/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
في مجتمعنا يجيد الكبار احتقار الصغار والاستهانة بقدراتهم وإمكانياتهم والاستهزاء بأفعالهم وتصرفاتهم وإلقاء اللوم عليهم، لهذا بالتحديد تجد في جميع دول العالم سيمفونية عذبة النغمات من التواصل بين الأجيال أما في مجتمعنا المصون تجد ضجيج ونشاذ من تنافر وصراع الأجيال، وتجد هذا المشهد الغريب في جميع الأماكن حتى التي تدعي انفتاحها على القيم المتحضرة وثقافة التسامح.
فتجد رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الذي يعتبر أن الشباب هم وقوده وشعلة الحماس به دائمًا ما يصف شباب 6 ابريل بأبشع المسميات والأوصاف، ويحتقر أفعالهم فيقول على إضراب 6 ابريل الذي دعوا إليه أنه "إضراب شوية العيال" ويصفهم بأنهم "عيال لاسعة"، والغريب أن الدكتور يعتبر نفسه صديقًا للشباب!!
أما جماعة الإخوان المسلمين فغالبًا ما تجدها فوق صفيح ساخن بسبب الخلافات والإحتقانات بين جيل الكبار ذو النظرة الاستعلائية والعقلية المطلعة على بواطن الأمور وجيل الشباب أصحاب الأفكار المبتكرة والحماس المتقد، ولذلك تجد بوادر الانقسامات والانشقاقات تظهر على صفحات المدونات...
وكذلك تجد الحال ليس بعيدًا عن الحزب الناصري الذي يختنق فيه الشباب تحت سيطرة الأمين العام للحزب واتباعه الموالين له، ويرفض أن يسمع أصواتهم أو يُستجاب إلى مطالبهم.
و لذلك تجد هناك فروقًا شاسعة بين الدول التي أصابها العفن الفكري والحضاري والثقافي مثل مصر والدول التي تعيش حالة من الانتعاش الدائم في جميع المجالات، وأهم تلك الفروق يظهر في التواصل الجيلي، فلقد شاهدنا باراك أوباما الرجل الأربعيني الأسود ذو الأصول الافريقية والإسلامية يترشح على أرفع منصب في العالم أمام جون ماكين الرجل الستيني المخضرم في العمل السياسي، الذي لم يعتمد في دعايته الانتخابية أن يسفّه من أوباما -قليل الخبرة السياسية بالنسبة له- ولم نسمع أن ماكين وصف أوباما وأمثاله بالعيال اللاسعة أو قال أنه كان يعمل بالسياسة وقت ما كان هؤلاء العيال يجرون حافيين الأقدام خلف عربات الرش الأمريكية!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق