اعتراض الشيخ يوسف البدري على حصول الدكتور سيد القمني لجائزة الدولة التقديرية هو خلاف دائم بين فريقين.
الفريق الأول هو فريق دعاة حرية الشعوب وحقوق الإنسان والعلم والتنوير وتشغيل العقل.
أما الفريق الثاني هو فريق دعاة قهر الشعوب و ظلم الإنسان والجهل والتخلف وتعطيل العقل.
قائمة الفريق الأول (فريق دعاة تشغيل العقل وحرية الشعوب وحقوق الإنسان) ضم ويضم (في السابق وفي الحاضر) د. طه حسين ونصر حامد أبو زيد ونجلاء الإمام ونجيب جبرائيل وهويدا العمدة وممدوح نخلة وبسمة موسى وعبد الخالق حسين ومحمود كرم وجمال عيد ونبيل غبريال وأحمد عبد المعطي حجازي وفرج فودة وعدلي أبادير وسيد القمني وسعد الدين إبراهيم (مع حفظ الألقاب ومع اعتذاري إن كنت لم أذكر القائمة كلها لأنها طويلة جدًا).
أما قائمة الفريق الثاني (فريق دعاة تعطيل العقل وقهر الشعوب وظلم الإنسان) فهي قائمة طويلة أيضًا (لن أذكر أسماءها احترامًا لآداب النشر بالموقع).
------------
أنصار الفريق الأول يطالبون بالحرية لكل شخص في التفكير واختيار أفكاره ومعتقداته.
أما أنصار الفريق الثاني يطالبون بإلغاء الحرية لأي شخص ويجبرون الناس على اعتناق أفكارهم هم.
------------
وقد تخيل الفريق الثاني أن اختلافهم مع الفريق الأول يمكن الفصل فيه داخل ساحات القضاء، فقاموا بإحالة اختلافهم مع الفريق الأول إلى ساحات المحاكم وأصبحوا يعدون كل نصر يحققونه في ساحات المحاكم نصرًا لهم.
----------
ولكن هذا خلاف الحقيقة، فساحة المحكمة ليست هي موضع النضال الحقيقي، بل عقول الناس هي موضع النضال الحقيقي.
---------
وقد يحقق الفريق الثاني نصرًا وهميًا في ساحات المحاكم ولكن الحقيقة أنهم يحققون هزائم على أرض الواقع في عقول الناس.
وأقرب مثال يحضرني الآن هي القضية التي أقامها الشيخ يوسف البدري ضد الدكتور نصر حامد أبو زيد، فقد كسب الشيخ يوسف القضية ضد الدكتور نصر ولكن الواقع يقول أن الدكتور نصر هو الذي كسب تأييد الناس له وتعاطفهم معهم والإيمان بحريته في البحث والاعتقاد. أما الشيخ يوسف البدري فقد نجح في تنفير الناس من أفكاره.
-------------
ولو قارنّا بين أفكار أنصار الفريق الأول وأفكار أنصار الفريق الثاني لوجدنا الفرق كبيرًا بين أفكار الفريقين.
ولمعرفة الفرق نتذكر الحوار الذي دار ( بين القاضي و أحد المتهمين ) أثناء محاكمة قاتل الدكتور فرج فودة . سأل القاضي المتهم (هل قتلت الدكتور فرج فودة؟) فأجاب المتهم (نعم قتلته) سأله القاضي (لماذا قتلته؟) فأجاب المتهم (لأنه كافر) سأله القاضي (كيف عرفت أنه كافر؟) أجاب المتهم (لأنه يكتب كتب تدعو إلى الكفر) سأله القاضي (ما اسم الكتاب الذي قرأته لفرج فودة؟) فأجاب (أنا لم أقرأ شيء ولكن هم أخبروني بذلك).
هذه هي نوعية أنصار الفريق الثاني.
--------------
ولنا جولات أخرى ليست داخل ساحات المحاكم بل داخل عقول الناس.
ووسيلتنا نشر العلم والحقيقة بين الناس.
وغايتنا وهدفنا هو الحرية لكل إنسان.
على موضوع: البدري يتهم القمني بالإلحاد ويكشف عن رفع دعوى لسحب الجائزة من "حسن حنفي"!! |