كتبت: ميرفت عياد
"نحن الآن بصدد مرحلة يجب أن تعمل فيها الأحزاب السياسية على ثلاثة توجهات؛ الأول أن تذهب للجماهير، والثاني أن تجدِّد قياداتها بإدخال الشباب، والثالث أن يشارك شباب الثورة في الرؤية السياسية القادمة".. هذا ما أكَّده المفكِّر "عبد الغفار شكر" أثناء الندوة التي نظَّمتها هيئة الكتاب لمناقشة كتاب "ثورة 25 يناير قراءة أولية ورؤية مستقبلية"، والذي قام بإصداره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، وقام بتحريره الدكتور "عمرو هاشم ربيع"- مدير برنامج التحول الديمقراطي بالمركز- بمشاركة مجموعة كبيرة من الباحثين والخبراء الذين قدَّموا العديد من الرؤى التي تفسِّر أسباب اندلاع الثورة، وتأريخ لأحداثها، مع تقديم رؤية مستقبلية لها.
لا للتوريث لا للتمديد
وأوضح "شكر" أن نضال الشعب المصري مر بثلاث محطات قبل انفجار ثورة 25 يناير، هم: مساندة الانتفاضة الفلسطينية عام 1977، الأمر الذي أدى إلى قيام نظام الحكم بقمع أي تحرك جماهيري، واستمر هذا الوضع حتى جاء عام 2000، والثانية هي قيام اللجنة الشعبية لمساندة الانتفاضة الفلسطينية بتنظيم تجمع جماهيري أمام مجمع "التحرير"، أما المحطة الثالثة والأخيرة فهي حركة "كفاية" التي تأسست عام 2004 تحت شعار "لا للتوريث لا للتمديد"، والتي مهدت الطريق لكثير من الحركات الإحتجاجية التي كان لها دور في ثورة 25 يناير، كما كان لها دور في كسر حاجز الخوف من بطش الدولة وأجهزة القمع البوليسية، وفي انتزاع حق التظاهر السلمي في الشارع المصري دون استئذان أجهزة الأمن. وبعد أن خفت صوت الإحتجاجات في عام 2007 جاء شباب هذا الجيل لينظِّم مظاهرات 25 يناير وتنطلق الشرارة الأولى للثورة.
التغييرات الجذرية
وأوضح "شكر" أن الوضع السياسي الراهن تحكمه حقائق كبرى؛ أولها أن "مصر" دخلت مرحلة تغييرات جذرية ولا يمكن أن تعود لما كانت عليه، وبالرغم من أن هناك احتمالات لهذه التغييرات متمثلة في أن تسرع أو تبطئ أو حتى تتوقف جزئيًا، ولكن "مصر" لن تستقر إلا بالتغيير الجذرى الكامل والسليم. وثانيها أننا أمام جيل جديد مسلَّح بإمكانيات العصر، وهؤلاء الشباب هم القوى المحرِّكة لهذه الثورة، والذين سيضحون بأنفسهم وأرواحهم لاستكمالها. أما ثالثها فهو التناقض الواقع بين الشباب والنخبة السياسية التي تمتلك خبرة الحلول الوسط، وهذه الخبرة تتناقض تمامًا مع الشباب، فهم لا يرضون بأنصاف الحلول، وهذا ما يجعلنا نعيش في فراغ سياسي.
قداس شهداء الثورة
وأشار "يسري العزباوي" إلى أن الكتاب تناول دراسة المستقبل، وفكرة مدنية الدولة، والبرلمان والانتخابات، والنزاع على وضع الدستور، ونظام الانتخابات، وإعادة هيكلة جهاز الشرطة، وكيفية إعادة بناء الجهاز الإداري للدولة، والثورة المضادة وكيفية مواجهتها، والمحافظة على الثورة المصرية، وموقف القوى السياسية المتباين من الثورة. كما قدَّم تحليلًا للمبادئ الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للثورة، وتناول علاقة المسيحين بالمسلمين خلال الثورة والقداس الذي تم عمله لشهداء الثورة في الميدان، ورصد وتقييم لأداء النظام السياسي بكل عناصره أثناء الأزمة؛ من تحليل لخطاب الرئيس السابق "محمد حسني مبارك" ونائبه اللواء "عمر سليمان"، وتقييم لأداء المؤسسات الإعلامية من صحف قومية وصحف خاصة وتليفزيون رسمي وقنوات خاصة، ودور النقابات المهنية الفعال والرئيسي في الثورة، وموقف بعض الدول الأجنبية من الثورة المصرية، مثل "أمريكا" و"فرنسا" وأيضًا "إسرائيل". |