CET 00:00:00 - 09/07/2009

مساحة رأي

بقلم: القس رفعت فكري
في لفتة جميلة وغير مسبوقة قدم المسئولون عن الموقع  الإلكتروني لأقباط متحدون الدعوة لعدد من كتاب الموقع وبعض قرائه . وقد شرفت بحضوري هذا اللقاء  وكانت فرصة جميلة أن يجتمع عدد غير قليل من المصريين مساء السبت 4 / 7 سواء من القاهرة و الإسكندرية و صعيد مصر  ليتقابلوا وجها لوجه ويتعرفوا على بعضهم البعض بعد أن تقابلوا وتفاعلوا معاً سواء بمقالاتهم أو بمداخلاتهم عبر صفحات الموقع المتجددة والمتميزة . وما تميز به هذا اللقاء هو تنوعه وثرائه فكان هناك الرجل والمرأة , الشباب والكبار , المسلمون والمسيحيون , الأرثوذكس والإنجيليون .
وعلى هامش اللقاء الثري دار حوار مع بعض الحضور حول المسيحي وموقفه من العالم وهل يجب على المسيحي أن يتقوقع وينزوي أم عليه أن يكون إيجابياً ويشارك بقوة في صنع مستقبل وطنه ؟.

قال البعض إن المسيحي ليس من العالم وعليه أن يطيع قول الكتاب المقدس لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم . والعالم وضع في الشرير , وقال البعض الأخر إن على المسيحي الحقيقي أن يحب العالم ويتفاعل معه لأن الكتاب المقدس يقول لأنه هكذا أحب الله العالم .
وفي حقيقة الأمر إن الكتاب المقدس عن يقول لا تحبوا العالم إنما يتحدث عن الشر والفساد وكل ماهو من إبليس , أما عنتدما يتحدث عن محبة العالم وحتمية الاندماج وعدم التقوقع إنما يتحدث عن البشر والناس الذين خلقهم الله في أحسن صورة وأحبهم على اختلاف ألوانهم وأديانهم ومعتقداتهم .
لا يختلف أثنان على أن السلبية سمة يتسم بها قطاع عريض من المصريين  سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين , وهذا يتضح جلياً عندما نعرف أن عدد الذين يذهبون إلى صناديق الانتخابات لايزيد عن 25 %  ليس من جميع المصريين ولكن فقط ممن يحملون بطاقات انتخاب .
والمسيحي هو جزء من المجتمع يتفاعل معه ويتأثر به , وعندما نتحدث عن موقف المسيحي من المشاركة السياسية فهنا نحن لا نستطيع أن نعطى حكماً عاماً ,  لأن التعميم يتنافى مع المنهجية العلمية , فهناك بعض المسيحيين الذين يتفاعلون بإيجابية ويشاركون مشاركة إيجابية في المجتمع , أما الأغلبية فهم سلبيون صامتون متقوقعون منكفئون على ذواتهم , ولا يعنيهم كثيراً ما يحدث من حولهم  .

أسباب الانعزالية والتقوقع :-
1-الخطاب الديني  .. الخطاب الديني المسيحي في مجمله هو خطاب انعزالي عن المجتمع لأنه خطاب يغلب عليه الفكر التقوي وأن هذا العالم وضع في الشرير ويجب على المؤمن حتى يحيا في نقاء أن يبتعد عن هذا العالم الشرير ومن هنا نجد الكثير من الترانيم الهروبية الانسحابية التي يرددها المئات في الكنائس مثل ترنيمة ( لكن أنا مش من هنا أنا لي وطن تاني ) وترنيمة ( السما دية وطني , السما دية مسكنى , ما ليش أنا وطن هنا , دياري انا هي السما ) وترنيمة ( امتى ها تيجي يارب وتأخذني , نفسي أكون وياك على طول )  هذه الترانيم وغيرها ترسخ فكرة الانعزالية والسلبية ,  وعدم المشاركة بإيجابية في المجتمع , وبالطبع نحن هنا لا نقول أن السما ليست مكاناً للمؤمن ، ولكننا نقول أن المسيحي يجب أن يشعر أنه ينتمي إلى وطنيين , وطن أرضي ووطن وسماوي وينبغي ألا يطغى انتماءه لأحدهما على الآخر .
2-الظروف السياسية ولا سيما فترة السبعينيات وظهور المد الديني وانتشار الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل جماعة الجهاد وجماعة التكفير والهجرة وغيرها من الجماعات المتطرفة التي اتخذت من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية وما ترتب عن فكر هذه الجماعات من اعتداءات متكررة على المسيحيين وعلى كنائسهم وعلى محلاتهم . الأمر الذي أدى إلى زيادة التقوقع داخل الكنيسة والشعور بالاغتراب عن الوطن الأرضي والحنين إلى الوطن السماوي حيث الراحة والسعادة وعدم الاضطهاد وتحقيق العدالة .......الخ  
لا حل لهذه المشكلة إلا بتجديد الخطاب الديني المسيحي وتبنيه لفكرة الانتماء للوطن الأرضي وللوطن السماوي . وأن المسيحي يجب أن يكون مواطناً صالحاً يخدم مجتمعه بضمير صالح .

هذا فضلاً عن أنه يجب على مسيحيي مصر أن يتجاوز ما حدث في السبعينيات من هذا القرن , وأن يدركوا أن الظروف قد تغيرت كثيراً وستتغير أكثر في المرحل القادمة ومن هنا يجب علينا أن نناضل بفاعلية لنحصل على كافة حقوقنا المدنية والسياسية والاجتماعية وأن نشارك بإيجابية وفاعلية حتى نكون جزءاً من الحل بدلاً من أن نكون جزءاً من المشكلة .
تحية ل (أقباط متحدون) على هذه الأمسية الجميلة ونرجو أن تتكرر مع مزيد من المشاركة والتفاعل .

راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف – شبرا مصر  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق