بقلم: صبري فوزي جوهرة القاتل من أصل روسي وفد على ألمانيا ربما طمعًا في حياة أفضل. ومن المعروف في كافة أنحاء أوروبا أن الروس يكنّون عداء خاصةً للإسلام والمسلمين. ولعل ذلك يرجع إلى المتاعب التي يعانون منها في الشيشنيا وما عاينوه فيها من أعمال المسلمين الإرهابية الدنيئة فيها التي أدت بحياة تلاميذ صغار احترقت أجسادهم وقُتلوا برصاص الجبناء الغادرين. ومن هؤلاء القتلة من جاء من كافة أرجاء بلاد المسلمين "لنصرة إخوانهم في الدين"، أضف إلى ذلك تعاطف الروس مع بني جلدتهم من سلاف كوسوفو التي ورثها المسلمين الألبان من حطام يوغوسلافيا بمساعدة الغرب وشرعوا في الاعتداء على سكانها من الصرب كعادة المسلمين في التعامل مع الأقليات الدينية عندما تقوى شوكتهم في أي مكان وزمان. لقيت الفقيدة مروة الشربيني التكريم الواجب بعد عودتها مسجاة إلى وطنها، شارك المصريون جميعًا بكافة فئاتهم وعقائدهم في التعبير عن الحزن والاستياء لما حدث، جاء ذلك واضحًا جليًا عند تشييع مروة إلى مقرها الأخير، ولا شك أيضًا أن هناك الكثيرون الذين أحسوا بالغضب الجامح لمقتل هذه السيدة البريئة، والغضب تجاه هذه الملابسات القاسية إنما هو إحساس طبيعي قويم, يمارسه الله ذاته أحيانًا حسب ما جاء في الكتاب المقدس وهو ما قد يوصف بأنه "غضب مقدس"، تظاهر البعض ضد ألمانيا بالرغم من أن ليس هناك ما يشير إلى نية السلطات الألمانية إهمال القضية أو الادعاء أن القاتل مجنون أو أن دمه يجب ألا يؤخذ بدم امرأة مسلمة بالرغم من ارتكاب شركائها في العقيدة أعمال إرهاب تقشعر لها الأبدان وينفر منها كل إنسان متحضر في كافة بقاع العالم. تظاهروا لأن القتيلة مسلمة وما كانوا ليعيرون مقتلها شروى نقير إن لم تكن, بل أنه لعل البعض منهم كان سيعبّر عن رضاه واستحسانه للجريمة لو كان القاتل مسلم والقتيلة من اليهود أو النصارى كما حدث في أعقاب جريمة الحادي عشر من سبتمبر المعروفة. ثم أين كان التظاهر والغضب عندما ذُبح الأقباط ومُثّل بجثثهم؟ أين الغضب على قاتل ميسون شهيدة المسيح في الكشح ذات الإثنى عشر عامًا والعشرات من أمثالها؟ أليس الأقباط مصريون؟ أليسوا بشرًا؟ ما كان المعتدون يرتعون وينعمون بالحرية لو وقعت جرائم الكشح وغيرها في ألمانيا. هل لنا أن نفترض حالمين أن الغضب لمقتل مروة الشربيني هو إسقاط لما كان على الآدميين من أبناء مصر أن يظهروا استجابة لمذابح الأقباط المتكررة؟ هل مطالبة السلطات المصرية التدخل لوقف "اضطهاد" المسلمين خارج مصر هو نداء مقنع لهذه السلطات بوقف اضطهاد الأقباط الذي تساهم هذه السلطات ذاتها في إشعال نيرانه داخل مصر؟ هل هذه هي الأسباب الخفية للغضب أم أن الأمر بأكمله لا يتعدى ما يسمى بالـmoral relativism عندما يتحدد التقدير الأخلاقي للشر بهوية الضحية؟ ولم يخلُ الأمر بالرغم من طبيعته المأساوية من بعض "التهريج" المصري المبتذل مثل المطالبة بمقاطعة ألمانيا! أي والله هذا ما جادت به بعض القرائح المقرحة والتي لا تعلم -أو لعلها تعلم ولكنها اعتادت على "الكلام الكبير" بلا تفكير- أن ألمانيا لن تضيرها مقاطعة الواقفين في طوابير العيش بقدر ما سيُضار هؤلاء إن أصيبوا بضربة شمس وهم محشورون في انتظار الرغيف ولن يجدوا الأسبرين الذي يخفف من حماهم لأنه يجيء من العدوة ألمانيا التي لم تعطِ الفرصة لإثبات قدرتها وإصرارها على تحقيق العدالة لحق الفقيدة وذويها بل وللإنسانية جمعاء. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت | عدد التعليقات: ١١ تعليق |