CET 00:00:00 - 09/07/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
خرجت قضية مروة الشربيني من المحيط الجنائي لتدخل دائرة الإستغلال السياسي، فيشتعل المجتمع بعد حادث قتيلة العنصرية الدينية، وتستنكر الخارجية، ويهتم بالقضية كافة القيادات السياسية، وتطلق الفتاوى من دار الإفتاء المصرية، وتصبح مروة حديث كل الأوساط المجتمعية.
صحيح أن الحادث ليس بسيطًا أو تافهًا وكان ينم عن عنصرية شديدة ودموية بشعة، إلا أن انتفاضة المجتمع لم تكن من أجل سواد عيون مروة الشربيني تلك السيدة الإسكندرانية زوجة المبعوث المصري، لم يكن الغضب من أجل مصرية تم قتلها ذبحًا أمام أعين زوجها وابنها الوحيد، ولم تنطلق المظاهرات وتتفجر الإنفعالات وتُنظم الإعتصامات من أجل كرامة الدماء المصرية المُهدرة في البلاد العربية أو الأجنبية..
فلقد سبق مروة مئات المصريين المحتجزين في سجون البلاد العربية والمعذبين بكرابيج الهيئات الإسلامية في السعودية، والمشوهين بالأسلاك الكهربائية في الكويت، والقتلى على يد أمراء الخليج والبلاد العربية..
إذًا فالقضية ليست كرامة الدماء المصرية، أو ممارسة العنصرية الغربية تجاه المصريين، لأن تلك الأمور لا تشغل الحكومة ولا تشعل الرأي العام، ولكنها قضية "الحجاب"..
نعم قضية "الحجاب" الذي دافعت عنه "مروة" فدفعت في مقابله حياتها على يد أحد المتطرفين الألمان، هي التي أشعلت الغضب وكانت الدافع وراء ثورة الإحتجاج العارمة التي اجتاحت المجتمع خلال الفترة الماضية، فتعالت المزايدات الدينية تحت إشراف التيارات الراديكالية لتطلق عليها شهيدة الحجاب والإسلام، وتنادي بإطلاق اسمها على أحد شوارع الإسكندرية وتجعل من اسمها أسطورة مصرية..
هي الدوافع الدينية فقط التي تجيّش المشاعر وتوقظ الوعي وتفيق الأذهان، ولكن الإنسانية لا محل لها من الإعراب في مجتمع مات قلبه وباع عقله لشيوخ التطرف والشعوذة..
مجتمع يحلو له أن يرى بطاقة الرقم القومي للمعتدي حتى يعرف ديانته ويحدد على إثرها موقفه، فإذا كان الجزار عربي ومسلم فله مطلق الحرية أن يقتل ويذبح كيفما يشاء، أما إذا كان جزار "إنترناشيونال" أجنبى ومسيحى، فتنطلق الثورة العارمة ونتوعد بالويل والبثور وعظائم الأمور، لأننا لا ندافع عن إنسانية أو كرامة بشرية بل عن رموز دينية!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق