CET 00:00:00 - 12/03/2009

مساحة رأي

بقلم-  جرجس بشرى
أبي وسيدي الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث
سلام الله الذي يفوق كل عقل يكون معكم وبعد...
أكتُبُ إليكم يا قداسة البابا بشأن المُتَنَصريين المصريين، هؤلاء المسيحيين الجُدُد الذين بلغت ضيقاتهم ومُعاناتهم مستويات غير مسبوقة، بسبب الحصار البغيض والآثم الذي تفرضه ُعليهم الأجهزة الرسمية بدولة مصر، بلد المسيحيين وموطنهُم الأصلي.
تلك الأجهزة التي تنظُر للمسيحية على انها تُمثل تهديداً للأمن القومي المصري رغم الإعتراف بها كدين من الأديان السماوية!!
ونرى مظاهر ذلك واضحة جَلية في حظر التبشير بالمسيحية، وعدم تعيين المسيحيين في المناصب الحساسة بالدولة، ومُلاحقة المُتحولين من الإسلام إلى المسيحية (المُتَنَصرين) وتهديدهم بالقتل، ووضع قيوداً ظالمة وصارمة على عرض برنامج دين مسيحي بالتليفزيون الرسمي بالدولة، خاصة على قنواته الأولى والثانية والثالثة، بإعتبار هذه القنوات بالذات قنوات مُُعَبرة عن سيادة الدولة ومُراعية لأمنها القومي.
سيدي قداسة البابا شنودة ما دفعني لكتابة هذه الرسالة إلى قداستكم هو الواقع المرير الذي يعيشهُ المُتَنصريين في مصر، والذي يحتاج إلى إعادة نظر من الكنيسة، فالكنيسة يجب أن تتعامل بإيجابية مع هذا الواقع المُتردي المُزمن، وتسعى جاهدة إلى تغييره، إنطلاقاً من دورها الحيوي كأم حنونة تحتضن أبنائها الشرعيين، دون خوف ولا ترَدُد، ودون مُبررات، لأنه لا يوجد بالفعل أي مُبرر لترك هؤلاء بلا  سند ولا عون عندما يلجئون إلى الكنيسة طالبين منها الإغاثة والدعم والمعونة وقت الضرورة القصوى!
لقد طلب القاضي في قضية المُتنصر ماهر الجوهري شهادة معمودية من الكنيسة حتى يتسنى له إثبات ديانة الجوهري الجديدة في الأوراق الثبوتية بالدولة، وبعدها طالب حقوقيون كبار أن تُعطي الكنيسة هذه الشهادة للمُتَنصر، طالما أن هذا المطلب سيحل مشاكل المُتنصرين المُتعلقة بتسجيل ديانتهم الجديدة في أوراق الهوية، مؤكدين في ذات الوقت على أن الكنيسة عندما تفعل ذلك فأنها لن ترتكب ما يُخالف القانون، وأنه لا حَرجَ عليها ــ أبداً ــ إذا ما أقدَمت على هذه الخطوة، مُطالبين الكنيسة أيضاً بعدم التخلي عن المًتنصرين وقت الحاجة.
كما طالب المُتنصرون أنفسهم من الكنيسة أن تنظر إلى مُعاناتهم وتُشعرهم بل وتُعاملهم كأبناء شرعيين، سيدي الحبيب إنني أستسمحكم أن تسمحوا بإعطاء شهادة معمودية للمتنصرين المصريين الذين يلجئون لقداستكم طالبين العون، لأنها بالفعل ستحل مشكلة من مشاكلهم المُزمنة، وسيُسَجل التاريخ لكم بحق هذه الخطوة غير المسبوقة نحو رفع الظُلم والمُعاناة عن هؤلاء.
ونأمل من قداستكم - خاصة وأن قضية الجوهري قد إقترب موعدها- أن تتخذوا خطوات جادة في هذا الموضوع، ونحن نُقدر مواقفكم الشجاعة في الدفاع عن الحق ونُصرة المظلومين، دون خوف أو مُجاملة أو تردد، وقداستكم دائماً تُعَلمون بأنه "ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" وكل عام وقداستكم ومصر كلها بخير.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق