بقلم: مجدي ملاك الصلح دون وجود مصالحة حقيقية من جانب جميع الأطراف هو أمر في غاية الخطورة لأن الصلح يتم لاعتبارات ترغب فيها الدولة من أجل إنقاذ سمعتها دون الاهتمام بالجوانب الأخرى الأكثر أهمية في تلك القضية، فالدولة المصرية تسير بمبدأ تأجيل الحل بشكل مستمر مراعاة لتوازنات لا تخدم صالح الوطن والمواطنين ولا تحقق العدل والمساواة بينهم، وبحيث أصبح العُرف هو الذي يحكم الدولة المصرية أكثر مما يحكمها القانون خاصة في القضايا والحوادث الطائفية، وهي المشكلة الأكبر التي تواجه الدولة المصرية. الأخطر والمسكوت عنه في تلك القضايا التي يجب أن نفتحه دون أن تكون هناك حساسية في فتح ذلك الملف، هو دور الكنيسة التي تقبل محاولات الصلح بدلاً من القانون، وعلى الرغم من ان الكنيسة قد جرّبت هذا النوع من الصلح في أكثر من مرة ولم يؤتي ثماره إلا أنها تصر على الخضوع للدولة المصرية فيما يتعلق بجلسات الصلح، وعلى الرغم أن الكثير من قيادات الكنيسة في الداخل يعتقد ويؤمن أن جلسات الصلح لن تأتي بنتيجة طويلة الأمد وأن تلك الجلسات هي في الحقيقة مسكنات لمرض خطير يجب القضاء عليه ويجب على الدولة أن تسعى للقضاء عليه بالقانون وليس بالجلسات العرفية، وعلى الرغم من ذلك نرى أن الكنيسة في النهاية تخضع لرغبة الدولة المصرية في عقد جلسات الصلح التي تزيد الأمر تعقيدًا من وجهة نظري ولا تقلل من حجم المخاطر التي يتعرض لها الأقباط بشكل عام. توجيه الرأي العام لذلك النوع من القضايا هو ايضًا توجيه خاطئ، حيث ترحب وسائل الإعلام في معظمها بعملية الصلح وكأنه خلاف بسيط وأن الحل الوحيد هو الصلح، فالإعلام أيضًا دوره سلبي ولا يقوم بعملية قيادة حقيقية للرأي العام، فهو غير قادر على نقد نفسه ونقد الآخرين، فلم تطرح أي من الصحف التي نشرت هذا الخبر تساؤل مثل هل الصلح هو الحل؟ بل احتفى الجميع بعملية الصلح التي تمت دون أن يكون هناك تحليل واقعي عما إذا كان هذا الصلح يصب في المصلحة العامة أم لا، وهو ما يعني أن الإعلام مغيَّب عن دوره الحقيقي في تصحيح اتجاه الدولة حينما تخطئ، ولذلك يطلق على الصحافة السلطة الرابعة التي يجب أن تتابع بدقة وتحلل لتصل لنتيجة تفيد المجتمع ككل أكثر من إفادة نظام يعمل لمصلحته قبل أن يعمل لمصلحة الجميع، ولذلك فالاستمرار نحو التعامل مع تلك القضايا بهذا الشكل أعتقد أنه بداية نهاية البداية لمزيد من الصراعات، ونهاية البداية لإعمال العُرف بدل من القانون، والمستفيد الأول من هذا النظام السياسي الذي يرغب في تجميل الصورة بعيدًا عن تجميل الواقع بشكل حقيقي وملموس، ولذلك إذا لم نعمل على إيضاح ذلك سنكون شركاء في الجريمة |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |