CET 00:00:00 - 10/07/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
أتىَ صباح يوم جديد يحمل معه مزيدًا من الهموم والأحزان للمواطن المصري الغلبان ويحمل أيضًا مزيدًا من السعادة والروقان لفئة الزبدة اللي عايشة على وش البركان وسايبة اللي تحت يتشووا بنار البركان من أسعار مولعة وأمراض جاهزة للبيع في أسمدة مسرطنة وقمح فاسد وإهمال وجهل محوّط زي الطوق حوالين العايشين في البركان، لا منه بيتحرروا ولا حتى عايزين، يمكن لأنهم مش حاسين أو يمكن اتعودوا على الشكوى والأنين!!
وبما أنهم مستسلمين وأحيان كتيرة مسالمين، الناس مبقوش بيهم حاسين ومحدش بيفتكرهم غير في حاجتين إما في التقارير التليفزيونية الحزينة المصحوبة بموسيقى فيلم "المواطن مصري" وأغنية "وديع الصافي" (دار يا دار يا دار......) أو لما بيفتكرهم عم (عزرائيل) ويرحمهم من الحياة وعذابها عشان يرحلهم على الآخرة وعذابها برضه، وبتتنوع طرقه زي ما إحنا عارفين إما في عبارة صاحبها قرش كبير ويتقدموا المصريين كغذاء شهي لسمك البحر وكلبه كمان أو بمرض قاتل خبيث نتيجة الأسمدة المسرطنة أو في حادثة على طريق ولا بحر أو بر أو جو وأهي كلها ترحيلة والسلام، والمصري زي ما أنتوا عارفين مؤمن وراضي وصابر وعمر وأحمد وحسين.
المهم أنه في صباح اليوم دة بتاع الأسبوع دة في السنة دي خرج الأستاذ المحترم الموقر (حسن عقر) الشهير بتاع البرنامج المشهور على القناة الشهرورة ليمارس رياضته الصباحية من (المشي) في طريق الخير والشر برضه مفيش مانع و(الجري) ورا الفلوس والشهرة وبعدها يفطر ويقرا بسرعة كل الجرايد الصفرا والحمرا والخضرا عشان يعرف أحوال بلده وساعتها يفضل يمصمص في شفايفه خمس دقايق بس لأن وقته من دهب ومش فاضي، وبعد ما يخلص حسرة على الأحوال والغلابة المطحونين بيكون كالعادة السفرجي واقف جنبه ومحضر المنديل عشان يمسح.......
وبعدها يطلع "حسن عقر" لأوضته ويفتح دولابه وهو واقف محتار مش لأنه مش لاقي حاجة يلبسها لكن لأنه مش عارف يختار يلبس أنهي بدلة، الفرنسية وللا اليابانية وللا الأمريكية خصوصًا أن عنده لقاء مهم بعد برنامجه الشهير مع سيادة السفير بتاع بلاد الواق واق وهيتقابلوا ويحكوا عن أحوال المساكين على الهوا مباشرة بس من غير (واق واق) ولا بكاء إلا لما تيجي على وشوشهم الكاميرات، ساعتها بس ممكن وشهم يتوجم أو حنجرتهم تتورم من كتر النباح والصراخ والكلام عن حقوق الضعفا والأقليات.
وبعد ما خلص البرنامج وخلص معاه الكلام راح "العقر" والسفير سوا على مكان فخم فخيم عشان يشربوا كوبيتين شاي وعشا بس بتاع الريجيم عشان الكرش ميكبرش والشكل ميتأثرش، أصل شغلتهم دي أهم حاجة فيه المظهر والمظهر والمظهر.
ويخلص اليوم ويخلص البرنامج لكن أبدًا مبيخلصش الكلام، اللي بيقف دايمًا عند مرحلة الكلام من غير أي تنفيذ أو تغيير للواقع بجد واهتمام.

عادي في بلادي: مؤسسات وجمعيات منتشرة بطول وعرض البلاد ومع ذلك المصايب والكوارث دايمًا في ازدياد!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق