بقلم: المستشار نجيب وهبة
شيوع الكتابة والقراءة فى العصر الجاهلى كانت شائعة،وكان للعرب كتاتيب لتعليم الكتابة والقراءة .
ولقد ثبت لنا من النقوش،أن الكتابة العربية وجدت فى العصر الجاهلي.
ومن الثابت أيضا وجود المعلمين المسيحيين والكتاتيب فى الجاهلية ومن الجدير بالذكر أن عددآ من أبناء شبة الجزيرة العربية المسيحيين كانوا يجيدون قراءة عدة لغات أجنبية و كتابتها.
ومن أولئك (عدى بن زيد ) المسيحى الذى أتقن الخط الفارسى وصار أفصح الناس وأكتبهم بالعربية والفارسية .
ثم أنتقل الى بلاد فارس فأصبح كاتبا بالعربية ومترجما فى ديوان (كسرى).
ويبدو أن كتب المسيحيين سواء أكانت مترجة الى العربية أم مكتوبة بغيرها من اللغات كانت تلقى من العناية لدى بعض العرب مايحملهم على مدارستها .
وأول الموضوعات التى كان النصارى يدونونها هى الكتب الدينية وهذه الكتب لم تكن نسخا قليلة العدد موقوفة على الرهبان وحدهم,وإنما كانت كثيرة يتداولها أهل الديانة،وقد مر بنا أن "ورقة بن نوفل " كان يكتب التوراة والانجيل باللغة العربية ،وأن العرب كان يقرأهما بهذه اللغة فقبائل كاملة كثيرة كانت قد تنصرت .
فهل كان هؤلاء العرب لايقرأون كتبهم الدينية ؟ أو هل كانو ا يقرأونها باللغة العبرية أو بغيرها من اللغات .
والموضوع الثاني الذي كانوا يكتبونه , وحرصين على كتابتة هو العهود والمواثيق التى يرتبطون بها فيما بينهم افرادا وجماعات .
الموضوع الثالث لعلة أكثر هذه الموضوعات اتساعا هو الصكوك التى كان عرب الجاهلية يكتبون فيها حساب تجارتهم وحقوقهم على غيرهم .
وضرب رابع هو كتابة الرسائل بين الافراد يحملونها أخبارهم، ويضمنونها ما نتطلبة شؤن حياتهم .
وقد كانوا يبدأون كتبهم هذه ب (باسمك اللهم), ويقال عن "أمية بن أبى الصلت " النصرانى هو الذى علم أهل "مكة" ذلك،فجعلوها في أول كتبهم فكانت قريش تكتب فى جاهليتها الوثنية (باسمك اللهم) .
والعرب فى الجاهلية كتبوا على ورق البردى ؛ والحرير الناعم ؛ والقطن المصقول ؛والجلد ؛وكتبوا على السعف والخشب والعظام والحجارة بل لقد كتبوا حين ألجأتهم الضرورة على أكفهم ونعالهم وكانو يكتبون بالقلم والدواة والحبر .
وقد استبان لنا بالدليل الملموس ؛ المتمثل فى النقوش الحجرية المكتشفة أن عرب الجاهلية قد عرفوا الكتابة بالحروف العربية من المسيحيين منذ مطلع القرن الرابع الميلادى .
أما النصرانية فقد دخلت شبة الجزيرة العربية منذ عهد الرسل خلفاء المسيح وأول خدمة أداها نصارى العرب لقومهم تعليمهم الكتابة, وهى قضية يشهدعليها تاريخ الكتابة العربية وأصولها . والاعتراف بفضل النصارى لتشيع الخط فى كل الجهات.
إن الوثنية كانت عمت قبل السيد المسيح كل جهات شبة الجزيرة العربية, إن وجدنا فيها وصف كمالات الله , وألفاظا دالة على ذلك بعد المسيح .
فلابد من القول أن العرب الذين كتبوها كانوا من النصارى .
على أننا نعرف الجهات التى كان يسكنها النصارى , فكانو ا منبثين فى كل أنحاء شبة الجزيرة العربية .
فيجب القول بأن هذه الالفاظ هى للمسيحيين .
وخلاصة القول إن اسم اللة دخل فى شبة الجزيرة بنفوذ النصرانية وعلية قد تكرر هذا الاسم فى الشعر الجاهلى الذى كان معظمة لشعراء مسيحيين من قبائل مسيحية. |