تقرير: ماريانا يوسف – خاص الأقباط متحدون
11 يوليو هو اليوم الذي حددته الشبكة الإسلامية للدفاع عن حقوق البهائيين ليكون يوم لحقوق البهائيين والذي يوافق يوم محاكمة 7 من البهائيين بعد 15 شهرًاً من السجن بالسجون الإيرانية بدون مبرر وبدون السماح لهم بهيئة دفاع للدفاع عنهم خلال تلك الفترة كنوع من أنواع التطهير العرقي بإيران لتلك الفئة التي تعتقد بتلك العقيدة.
الجدير بالذكر أن بعض مثقفي إيران المسلمين قدموا اعتذار للبهائيين على تلك التصرفات الغاشمة التي نهجتها الحكومة الإيرانية تجاههم، حيث يعاني البهائيين من عملية إبادة منظمة من حيث قتل وضرب واعتداء وتأميم للممتلكات وحرمان من التعليم.
ويذكر أنه يوجد بالسجون الإيرانية الآن 32 بهائي دون أي محاكمة أو اتهام، وقد وجّه لهم بيت العدل الأعظم -أعلى هيئة إدارية للدين البهائي- رسالة تحثهم فيها على الصبر.
وسنتطرق في الأسطر القليلة القادمة وضع البهائيين وحالهم في معظم الدول العربية والإسلامية
*إيران:
يعد البهائيين أكبر الأقليات الدينية في إيران، حيث يقدر تعدادهم بين 300,000 و 350,000 نسمة ولا يعترف الدستور الإيراني بشرعية الديانة البهائية، وعقب قيام الثورة الإسلامية أُغلقت جميع المحافل والمؤسسات البهائية بالقوة ومنع البهائيون من ممارسة وتدريس ديانتهم.
تبدأ الصعوبات التي يواجهها البهائيون منذ الطفولة، حيث يمنع الأطفال الذين يُعَرِّفون أنفسهم بالبهائيين من التسجيل بالمدارس.
دخول الجامعات يتوجب على البهائيين الادعاء بانتمائهم إلى ديانة أخرى وهذا يختلف مع التعاليم البهائية. ويواجه الطلبة البهائيون احتمالية الطرد في حالة اكتشاف انتمائهم الديني.
ويُضطهد البهائيون في جميع مناحي الحياة، من حرمانهم من حقوق الملكية، واستبعادهم من نظام المعاشات، والتمييز في فرص العمل، وإغلاق مؤسساتهم التجارية، ومنعهم من كافة المناصب الحكومية.
وتتم مصادرة و تدمير الممتلكات البهائية على وجه دائم، و تدنس مقابرهم ويُعَد الدم البهائي مباحًا في نظر القانون.
*مصر:
أما عن وضع البهائيين في مصر فلا يختلف كثيرًا ففي أبريل الماضي حدثت عملية «هروب جماعي» لمعتنقي «البهائية» من محافظة سوهاج، بعد إحراق أهالي قرية الشورانية بمركز مغاغة منازل خمسة منهم إلى القاهرة.
وظل البهائيين في مصر يعانون الموت المدني حيث لا تصدر لهم أي أوراق ثبوتية بمصر حتى حصلوا أخيرًا على حكم قضائي بوضع شرطة في خانة ديانة الرقم القومي ثم طعن على هذا القرار عدة مرات.
*المغرب:
يقطن قرابة 350 – 400 بهائي في المغرب، العديد منهم يفضلون عدم الإفصاح عن انتمائهم الديني.
*الإمارات ودبي:
وكذلك في دبي والإمارات حيث سمحتا بتسجيل صفة بهائي في الأوراق الرسمية.
*الأردن:
الحكومة الأردنية لا تعترف بالديانة البهائية مطلقًا، ويقدر عدد البهائيين بها إلى ألف بهائي يسجلون أنفسهم على أنهم مسلمين أو تترك خانة الديانة في أوراقهم الثبوتية خالية، الزواج البهائي غير معترف به بالأردن مما يحرم الأطفال البهائيين من الحصول على شهادات ميلاد.
*السعودية:
من جانب آخر فلأن السعودية لا تعترف مطلقًا بتلك الديانة بل وتكفرها حيث أفتى الشيخ الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة السعودية الأسبق عن معتنقي مذهب البهائية ووصفها بأنها طائفة ضالة كافرة خارجة عن دائرة الإسلام.
*الكويت:
أما في الكويت فالوضع يختلف فهناك ما يربو من 400 بهائي يمارسون طقوسهم بحرية، لكن بسبب عدم إقرار القرآن للديانة البهائية فأنهم يمنعون من إنشاء دور للعبادة.
*لبنان:
يعيش بلبنان مجموعة صغيرة من البهائيين، ولكن الديانة غير معترف بها رسميًا، لذا يحرم البهائيون من شغل عدة مناصب حكومية لعدم تخصيص مقاعد لهم، وعلاوة على ذلك لا يمكنهم الزواج أو الطلاق أو الوراثة قانونًا.
لا يسمح للبهائيين بتسجيل مدارس أو دور عبادة، و مع وجود مقبرتين معترف بهما إلا أن ثالثة لا تزال مسجلة باسم وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية.
*قطر:
يوجد في قطر ما يقرب من 500 بهائي من أصل إيراني، و كما هو الحال في باقي الدول لا تعترف الحكومة القطرية بالديانة البهائية ولا يملكون أماكن عبادة.
*تونس:
يوجد بها أكثر من 200 بهائي، وتعتبر الحكومة التونسية الديانة البهائية هرطقة منبثقة عن الإسلام، ولكن بإمكان أتباع الديانة ممارسة شعائرهم. حيث يسمح للبهائيين بعقد اجتماعاتهم وقد أُجريت ثلاث انتخابات لأعضاء المحفل المحلي منذ العام 2004.
*البحرين:
وفي البحرين يشكل البهائيون نسبة 1% من سكان البحرين، وليس هناك تدخل من الحكومة في عبادتهم وتجمعاتهم ولكن وفقًا لتقرير عام 2008 حول الحرية الدينية في العالم الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، لم تعترف الحكومة بمراسم الأفراح ولكنها اعترفت بالزيجات المدنية في الخارج.
بدأت القضية البهائية بالبحرين في عام 1970 حيث صدر قرار بحظر الديانة البهائية، وتبع ذلك بقرار في العام 1975 بمنع إصدار أوراق ثبوتية للبهائيين.
وفي عام 2007 ألغيت وزارة الداخلية قرار عام 1975، و لكن إلى الآن لم يستخرج سوى 6 أو 7 بهائيين أوراقًا ثبوتية مدرج فيها ديانتهم ولم يتمكن الذين غيروا سجلاتهم إلى (مسلم) بعد العام 1975 من تعديل بياناتهم.
ولكنهم يتمتعون بإمكانية الوصول إلى العناية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى التي حرموا منها في الدول العربية الأخرى كإيران ومصر، وتبنت بعض المؤسسات الحقوقية بالبحرين القضية البهائيين مطالبين الحكومات العربية بالاعتراف بالديانة البهائية.
*باكستان:
هناك قرابة 30,000 بهائي في باكستان، ولكن الحكومة ترفض باستمرار منحهم ترخيصًا لإنشاء أماكن عبادة، مدعية ضرورة الحفاظ على النظم العام.
*تركيا:
يقدر عدد البهائيين في تركيا بـ 10,000 وشأنهم شأن غيرهم من الجماعات الدينية ليس بإمكانهم تدوين انتمائهم الديني لعدم إدراج الديانة البهائية كواحدة من الخيارات.
ورغم أن قرارًا صدر عام 2006 سمح للمواطنين بترك خانة الديانة فارغة أو تغييرها بطلب مكتوب، تواصل الحكومة الحد من الخيارات المتاحة.
وهكذا يتضح للقارئ أن حق حرية العقيدة للبهائيين مازال غير متوفر في معظم الدول العربية والإسلامية ويحتاج إلى مزيد من الجهد والمثابرة حتى يحصلوا هم وجميع الأقليات الدينية والعرقية في مختلف الدول إلى حقهم في حرية العقيدة.
المراجع:
مدونة بهائي مصري
موسوعة ويكبيديا
موقع مكتبة المراجع البهائية
مدونة باقة ورد
التقارير الأمريكية الحقوقية
مدونات مكتوب
موقع الشبكة العربية للدفاع عن حقوق البهائيين. |