بقلم: أماني موسى
"بلدنا بتتقدم بينا" الشعار الخاص بالحزب الوطني يستحق التأمل كثيرًا، وهل بالفعل بلدنا بتتقدم بينا ولا بتتأخر وبتتدهور؟؟ وهل الأفضل لبلدنا أن تتقدم أم تتأخر وترجع للوراء عشرات السنين؟؟ وما هي مقومات ودلائل هذا التقدم الذي يدّعيه أصحاب هذا الشعار؟ تلك الأسئلة دارت بين زملاء المصلحة الحكومية "سعيد مسعد أبو السعد" و"سيد أفندي انتكة" والست هنية الفورية.
وقال عم سعيد: قال إيه بيقولوا بلدنا بتتقدم بينا!! فين التقدم دة وإحنا حالنا بقى يصعب على الكافر، والدنيا بقت سودا في وشنا ووش عيالنا اللي طالعين ليها وهما لا حول ليهم ولا قوة، لا فلوس ولا شغل ولا مستقبل ولا وعي، وإحنا أدينا مستحملين وخلاص واللي باقي لينا في الدنيا مش أد اللي راح، واتعودنا على الهم والشقى، لكن الشباب اللي هما المستقبل يا ترى إيه مستقبلهم؟ وإيه مستقبل البلد بيهم وهما معندهمش حاجة يدوها لبلدهم ولا بلدهم قادرة تديهم حاجة وبقي كل همهم اللي يهج من البلد ويسيبها عشان فرصة حياة أفضل حتى لو هيروح متهرب في مراكب الموت واللي يبيع كليته وللا طحاله عشان يعيش هو وعياله يأما اللي عايش فيها وهو كارهها ومعندوش أي انتماء ليها وشايف أن مصر مبقتش أمه وبقيت مرات أبوه، بس دة مش بيبع نفسه عشان يعيش لكن بيبيع بلده عشان يعيش، ويمارس كل أنواع الفساد والتخريب لبلده عشان هو يوصل ويعيش حتى ولو على جثث الباقيين، زي بتاع العبارة واللي بياخدوا قروض كبيرة ويهربوا من البلد وغيرهم وغيرهم.
فتنهدت "هنية الفورية" وقالت له صدقت يا سعيد يا أخويا، قلبت عليا المواجع.
فقاطعها سيد أفندي أنتكة ضاحكًا: ولا يهمك يا هنية ولا تزعلي نفسك ولا تفتكري.. خليكي في الكوسة والمحشي وأنتي بكدة بتقدمي أجدع خدمة لبلدك وستات بلدك.
وقال لعم سعيد: والاهي يا سعيد يا أخويا أنا رأيي أنهم يغيروا الشعار إلى (بلدنا بتتأخر بينا) ودة لسببين:
الأول: أن لو البلد أتاخرت بينا ورجعنا عشرين تلاتين سنة لورا هيبقى حالنا أفضل بكتير، على الأقل هتلاقي شقق ليك ولعيالك ومش هيبقى فيه أزمة جواز، والتعليم كان مجاني كالماء والهواء زي ما قال طه حسين مش زي دلوقتي استثماري وفي الأخر يطلع العيل من دول زي الحمار –مع الاعتذار للحمار- ولا هو فاهم الألف من كوز الدرة، وكانت الدنيا رخيصة يا سعيد يا أخويا والجنيه ليه شنة ورنة مش زي دلوقتي مالوش أي لازمة، وكان فيه لحمة ودي أهم حاجة... تصدق أنا بعيش على ذكرى اللحمة اللي كنت باكلها في بيت أبويا زمان لما كنّا بنقدر نشتريها.
وكان فيه حب ومودة بيننا وكنا بنخاف على بعض بجد، ومكنش فيه حكاية مسلم ومسيحي زي اليومين دول، ولا يحرقوا كنيسة ولا يهجموا على ناس ويقتلوهم من غير سبب، وكان الشيخ بنفسه بيشجعنا على كدة مش زي دلوقتي بتلاقيهم بيشجعوا الناس على قتل وضرب وتدمير إخواتنا وبيكفرهم بعلو صوتهم كل جمعة.
أما السبب التاني لتغيير الشعار هو أن البلد فعلاً بقت بتتأخر في كل حاجة، في العلم والفن والفكر وبقينا عاملين زي عقارب الساعة اللي بتمشي بس لورا بالعكس، وبكدة يبقى الحكومة مكدبتش علينا لما نقول وبعلو صوتنا كلنا (بلدنا بتتأخر بينا). |