انعكاسات خطيرة ونتائج مبكرة ظهرت بوضوح علي المؤسسات الإعلامية الأمريكية بسبب الأزمة المالية العالمية وانخفاض السوق الاعلاني علي الرغم من انه يمثل نسبة 80% من دخل تلك المؤسسات بعد ان انتشرت تجربة توزيع الصحف بالمجان.
المفاجأة الكبري التي شاهدها الوفد الإعلامي المصري الذي يقوم بزيارة عمل نظمها برنامج تطوير الإعلام التابع لهيئة المعونة الأمريكية هو التحول السريع في استخدام الوسائط والتقنيات الحديثة حتي ان هذا التطور أصبح سلاحاً ذا حدين مفيداً من جانب ويمثل خطراً وتهديداً من جانب آخر ليس فقط للصحافة المطبوعة ولكن لشتي وسائل الإعلام المقرءوة والمسموعة والمرئية.. حيث زحفت الصحافة الالكترونية بسرعة فائقة وهددت عرش الصحافة المقروءة في أمريكا بعد ان أصبحت النسخ الالكترونية دائمة التحديث علي مدار 24 ساعة وشملت أبواباً عديدة للخدمات والمشاهد والمقاطع المصورة وبث الاذاعات والتواصل مع المتلقين.
مؤسسات محلية
برنامج حافل بالأنشطة الإعلامية استمر أسبوعاً واحداً في مدينتي بوسطن وكيب كود الأمريكيتين اللتين تقعان في الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا وتمثلان كلاهما نموذجاً في انتشار المؤسسات الإعلامية المحلية زار الوفد الإعلامي خلالها 10 مؤسسات ما بين صحافة واذاعة وقنوات تليفزيونية رافقنا خلالها الخبير الإعلامي السيد جورافلبرج مدير برنامج تطوير الإعلام وهالة مرجان منسقة البرنامج وأستاذ الإعلام في الجامعات الأمريكية ماكس جروب ولمسنا خلاله عن قرب كيف بدأت مؤسسة "دورشيستر ريبوتر" بفكرة صغيرة منذ 25 عاماً حتي أصبحت تصدر 4 مطبوعات وبامكانات محدودة لأسرة توارثت العمل في الصحافة والإعلام.. وإلي أي مدي تأثرت مؤسسات كبيرة وقديمة بالأزمة المالية العالمية مثل "البوسطن جلوب" و"كرستيان ساينس موتيوتر".
علي الرغم من ان المجتمع الأمريكي يختلف كثيراً عن المجتمع المصري.. إلا ان تلك المشاهد تدعونا إلي ان نفكر من الآن.. كيف نستفيد من تلك التقنيات التكنولوجية الحديثة في تطوير مؤسساتنا الإعلامية والا ننتظر ان تتحول تلك التقنيات إلي نقمة.. ولاشك اننا جميعا نتفق علي ان الاعلام صناعة لها بعدان يكمل كل منهما الآخر هما البعدان الاقتصادي والثقافي.. أي تدر ربحاً ثقافياً ومادياً في وقت واحد.
ولا ننكر ان بعض مؤسساتنا بدأت الاستفادة والتحول والتدريب استعدادا للمستقبل.. ولكن ما يحدث من حولنا يدعونا إلي ضرورة ان يكون الأداء سريعاً ومن خلال خطط مستقبلية مدروسة لتطوير الأداء الصحفي ليواكب التطورات التقنية.
محطتنا الأولي كانت جريدة "بانر" وهي صحيفة تتشابه إلي حد كبير مع صحفنا الاقليمية فهي تستهدف المجتمع الافريقي أي تهتم بالأمريكيين ذوي الأصل الافريقي.
هاورد مانلي رئيس التحرير أكد لنا ان الإعلام الأمريكي يواجه مشاكل كثيرة بسبب الأزمة الاقتصادية فجريدته مثلا كانت تصدر يومية حتي فبراير الماضي لكنها تحولت الي الكترونية واكتفت بالعدد الأسبوعي المطبوع والموقع يجذب مليون زائر شهرياً.
مارشال انجرسون مدير تحرير الكرستيان ساينس مونيوتر قال.. نحن من أقدم الصحف الأمريكية ورغم ان الكنيسة هي التي أسست الصحيفة ومنحتها موقعا مجاورا لها في مدينة بوسطن الا انها لا تروج ابدا ولا تحتوي علي أي محتوي ديني وانما انصب اهتمامها بالأخبار. |