CET 00:00:00 - 13/07/2009

مساحة رأي

بقلم: فاضل عباس
من حق كل بلد أن تنظم شؤونها السياسية أو الإجتماعية، ولذلك فلماذا هذا الهجوم والسباب والشتائم ضد الرئيس الفرنسي ساركوزي لكونه يحمل موقفًا ضد النقاب ويرفض أن يكون في بلاده، فما تحدث عنه ساركوزي في رفضه للنقاب موجود أساسًا في الوطن العربي والعالم الإسلامي. فعلماء المسلمين أنفسهم لا يتفقون حول وجوب النقاب فهناك عدد كبير من العلماء لا يفرضون النقاب.

ففي مصر عقب شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي بقوله: إن هذا الشأن داخلي ولا علاقة لنا به وكل واحد حر في دولته، وقال أنه ليس لي شأن بقرار الرئيس الفرنسي بمنع ارتداء النقاب في بلاده لأن لكل دولة قوانينها التي تحكمها وهذا أمر داخلي تنظمه كل دولة كيفما تشاء. وقال إن المسلمات اللاتي يرتدين النقاب في فرنسا هن في حكم المضطر في هذه الحالة وعليهن الامتثال لقوانين الدولة التي يقمن فيها، وأوضح طنطاوي أن النقاب ليس فريضة إسلامية وإنما يمكن أن ترتديه المرأة أو تخلعه حسب ما تريد.
كما يرى الداعية ناظم المسباح "إن تغطية المرأة وجهها سواء كان بنقاب أو ببرقع أو ببوشية أو غطوة هذا أمر مشروع وحكمه مستحب بحيث تثاب صاحبته ولا تعاقب ان تركته".

ولذلك فما قامت به وزارة الأوقاف المصرية هو خطوة في الاتجاه الصحيح من قيامها بتصحيح الآراء الخاطئة بين الناس حول عدد من المسائل الإسلامية ومن ضمنها النقاب، فوزارة الأوقاف أصدرت كتابًا يحمل عنوان «النقاب عادة وليس عبادة» بالتوازي مع التوجه الرسمي لمنع النقاب داخل الهيئات الحكومية والمستشفيات والمدارس في مصر. ويتضمن الكتاب آراء وفتاوى لكل من الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية.

ولذلك فإن ما يحصل الآن من التهديد بالقيام بعمليات إرهابية ضد فرنسا والتي أطلقتها تنظيمات تابعة للتنظيم الدولي الإرهابي "القاعدة" وهو الأسلوب الذي تعود عليه هؤلاء يعيشون في أوروبا وتحت حماية الأوروبيين ويتمتعون بهذه الحرية واليوم يطلقون التهديدات ضد فرنسا!.
فإذا كان المسلمون لا يسمحون لأحد من الأوروبيين ان يفعل كما يعتقد في بلدانهم، بل ودائمًا يرددون علينا أن على الأوروبيين أن يحترموا المسلمين وعاداتهم عند زيارة تلك البلدان، فلماذا لا يفعل المسلمون نفس الشيء عند زيارة فرنسا ويعيشون كما هي العادات الفرنسية أو يرحلون إلى بلدانهم الإسلامية؟ لأن من يحكم فرنسا هو ساركوزي وهو من يحدد ما هو مسموح وما هو غير مسموح وليس أسامة بن لادن أو أي متطرف آخر.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

الكاتب

فاضل عباس

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

التطرف ضد دعوة ساركوزي..

جديد الموقع