• كرم جبر: مَن يتعامل معنا بكفيل يجب أن نتعامل معه بكفيل.. كفى اذعانًا.
• لا تختذلوا القضية في الحجاب فالمتطرفون المصريون ربما أكثر قسوة على النساء.
• المحجبات يتمتعن بحقوقهن في أوروبا أكثر من بعض البلدان العربية.
• ماذا فعلو مع الإماراتي الذي ذبح فتاة مصرية وهرب للخارج؟!
تقرير: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
اعتبر الكاتب الصحفي "كرم جبر" رئيس مجلس إدارة روز اليوسف، جنازة الشهيدة مروة الشربيني إنذار شديد اللهجة لكل مَن تسوّل له نفسه أن ينتهك حقوق المصريين أو يعتدي عليهم أو يغتصب حقوقهم. إنذار للأشقاء قبل الأصدقاء.. للخليجيين قبل الأجانب، للكفيل قبل المتعصب.
وأكد جبر في مقاله الأسبوعي أول أمس بمجلة روز اليوسف، أن جنازة الشهيدة مروة الشربيني أيقظت في أعماق الناس معاني كثيرة أهمها أن كرامة المصريين خط أحمر، وأنه من الآن فصاعدًا لن يستطيع أحد أن يتحكم في المشاعر المتدفقة التي تعلو فوق أية شعارات واهية، كانت تفرض علينا الصمت في أوقات كثيرة، الصمت على طبيب يتم جلده، وممرضات يتم احتجازهن، وعمال تُنتهك حقوقهم ويتعرضون لأسوأ أنواع القرصنة البشرية، رغم أنهم ذهبوا يبحثون عن لقمة عيش كريمة في بلاد الغربة.
وأضاف جبر في مقاله: أن الأشقاء أول من ظلمونا، فمن ينسى ما حدث للمصريين في بلاد الثورة والنضال.. على يد صدام وأمثاله في المشرق والمغرب رغم تغيير الاسم والشكل.. ضاعت حقوقهم، وكثيرًا ما عادوا إلينا في توابيت.. أضاعوا سنوات عمرهم وزهرة شبابهم في العمل في تلك البلدان التي رفعت شعارات كاذبة حول الوحدة العربية والنضال العربي والقومية العربية، ثم تمخضت هذه الشعارات فولدت أسوأ أنواع القهر والاستغلال التي تعرض لها المصريون في بلاد الشعارات الكاذبة.
وشن جبر هجومًا على نظام الكفيل المطبق في بعض الدول العربية مؤكدًا على أن المصريون الذين ذهبوا إلى بلاد الثروة العربية لم يكونوا أسعد -حالاً- وقعوا تحت قبضة الكفيل الذي يفوق أبشع أصناف العبودية والتخلف.. ابتدعوا نظام الكفيل من أجل فقراء العرب الذين يبحثون عن فرصة عمل وفى صدارتهم المصريون.. وتلاشى الكفيل تمامًا أمام الأمريكي والأوروبي وأصحاب الدماء الزرقاء.
ودعا جبر إلى مبدأ المعاملة بالمثل، فالدول التي تضع مواطنيها تحت رحمة الكفيل يجب أن يدخل مواطنوها إلى بلادنا بكفيل.. مثلما تقول القواعد والقوانين الدولية التي تعتمد مبدأ المعاملة بالمثل بين الدول.
وأضاف جبر: يجب ألا نقبل أبدًا بالحجة الزائفة بأن المصريين يذهبون لبلادهم كعمال وهم يأتون لبلادنا كسائحين.. معتبرًا أن الأزمة الاقتصادية العالمية ساوت الرؤوس وقال أن بعض الدول أفاقت على أخطاء وخطايا الكفيل فبدأت تنادى بإلغائه.
وتساءل جبر: هل يخشون على أمن بلادهم من المصريين، ولا تخشى مصر على أمنها منهم؟ الدول التي تحاكم المصريين إذا ارتكبوا جريمة في بلادهم يجب أن تسمح قوانيننا بمحاكمتهم إذا ارتكبوا جريمة ضد أي مصري في بلادهم، وأن نطارد المجرمين أينما كانوا ونطالب بتسليمهم.. مثل ذلك الإماراتي الذي قتل شابة مصرية منذ عدة شهور وقطَّع جثتها ثم فر هاربًا للخارج دون أي ينال عقابه "العادل" بينما انتفض القضاء المصري "العادل" ليحاكم قتلة سوزان تميم.. فهل دم القتيلة المصرية رخيص ودم سوزان غالٍ؟ لقد انتفضت وزارة الخارجية المصرية لتطبق مبدأ المعاملة بالمثل على الدبلوماسيين فقط، وهم عدد قليل جدًا، ولكن يجب تطبيق المبدأ على الشعب المصري كله حتى يعلم الذين ستهينون بالمصري.. أن كرامته خط أحمر.
وأكد جبر على أن كبرياء مصر.. من شعبها، وتمنى ألا يُفهم كلامه على أنه تحامل على الدول العربية الشقيقة أو هجوم عليها.. ففي الحق يجب ألا نخشى لومه لائم وعندما يتعلق الأمر بحقوق المصريين وكرامتهم تتراجع كل الحسابات والتوازنات.. فكما تهب السفارات العربية في القاهرة عندما يتعرض مواطن عربي لأي موقف، يجب أن تهب السفارات المصرية في كل مكان في الأرض عندما يتعرض أي مصري لمكروه. كبرياء مصر من شعبها.. ذلك الشعب الذي يدفن غضبه في صبره ولكن لم تعد لديه الآن قدرة على مزيد من الصبر وأصبح مستعدًا لأن يثأر لكرامته مهما كان الثمن..
وأضاف جبر: أن حادث مقتل الشهيدة مروة الشربيني لا يجب اختزاله في الحجاب، مؤكدًا خطأ البعض إذا جعلوا الحادث فرصة لإشعال الفتنة بين الشرق والغرب أو بين المسلمين والأجانب، لأن قاتل مروة شخص روسي عنصري متطرف جاء من أحياء الفقر والكراهية والعنصرية ولا يمت أبدًا للمجتمع الألماني الراقي الذي يضم عشرات الآلاف من المصريين والمسلمين، ويعيشون فيه متمتعين بجميع الحقوق والمزايا فعشرات الآلاف من المحجبات يعشن في أوروبا دون أن يعترض سبيلهن أحد، ويتمتعن بحقوق ومزايا لا يتمتعن بعُشرها في كثير من الدول العربية والإسلامية حيث تعيش المرأة كمخلوق «درجة ثانية» تحت رحمة المتطرفين من أبناء دينها الذين لا يقلون عنفًا وقسوة عن الإرهابي الروسي.
القضية هي كيف نحشد الجهود ونوحد الصفوف للدفاع عن أبناء وطننا إذا تعرضوا لمظالم في بلاد الغربة؟
واختتم جبر مقاله بالتأكيد على أن مصر ستظل دائمًا وطنًا للجميع، وشعبًا متسامحًا يفتح ذراعيه وقلبه لكل مَن يلجأ إليه، فتضمه في أحضانها وتشعره بأنه واحد من أبنائها.. وأن المصري مثل الأمريكي والسعودي والبريطاني والكويتي وغيرهم.. لا يقل أبدًا عنهم ولا يأتي في مرتبة متدنية بعدهم، والمصريون حين يذهبون لتلك الدول دخلوها في سلام، ويجب أن يعيشوا فيها في سلام، مرفوعي الرأس والهامة والكرامة.. لا تفريط في كبريائهم ولاحقوهم.
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|