CET 00:00:00 - 14/07/2009

مساحة رأي

بقلم : عـادل عطيـة
ماهي تطلعات الإنسان : حين ينظم أشعاراً ، أو : يغني ، أو : يرقص ، أو : يكتب قصة ، أو : يؤلف مقطوعة موسيقية ، أو : ينحت تمثالاً ؟ 
هل يخلق لنفسه جواً من الصحو والصفاء ، ينقله على أجنحة الأحلام ؟ 
وما الذي يجعله يزين بيته بالكماليات ، فيضع فيه اللوحات الزيتية ، والكتب ، والأزهار ، والبيانو ، بشكل يمثل جمال الفن المجرد ؟ 
هل هي لذة الحياة ، ومتعة إستعمال الألوان المختلفة ، ورؤية العالم كأنه مسرح كبير ؟ 
ولماذا نهمل رحلة إلى السوق لشراء حاجاتنا الضرورية ؛ لنذهب إلى نزهة خلوية نناجي بها أنفسنا ، مع إننا لا نكسب شيئاً مهماً في هذه النزهة ؟
هل لأن للأشياء البدائية والأساسية ، قدرة عظيمة على التأثير على القلب ؟
   
قد نتصور أننا نحتاج لعمال وبنائين وخياطين ، أكثر من حاجتنا من الشعراء والمصورين  !
فالشاعر ، قد لا يقول إلا أشياء خيالية !
وقد لا تكون لمقطوعة الشعر معنى كمعظم الأشياء في الطبيعة !
ولا يفعل الرسام إلا أهراق الزيت على القماش !
ومع ذلك ، فالإنسانية لاتُقدّر باني " الأوتوستراد " ، مثلما تُقدّر : فيدياس ، ومايكل أنجلو ، اللذان تكاد تماثيلهنا تعرقل السير !
وهي لا تمجّد الحكام الذين يسنون القوانين والشرائع ، مثلما تمجد : جوته ، وشكسبير، اللذان يحدثاننا عن أشياء لم نرها ، وسوف لن تتحقق أبداً ! 
هل هو سحر العالم الذي سيظل نتخيله ، في أي شكل يكون ذلك ، والذي يتصل بنا عن طريق الصور المرئية ، التي لها من الجدة والقوة ، ما يجعلها تختطف خيالنا وتفرّ به ؟ 
هل هي محاولة إعادة صياغة العالم عن طريق : الأدب والفن ، وهي مكوًناته الذي يحلم المفكر بتفسيره ، بمقدار ما يحلم الأديب بتصويره ، والفنان بتجسيده ، والمرء بمعايشته ؟ 
هل لأن الإنسان ، يحاول أن يجد سبيلاً إلى الخلود ، يحاول أن يترك مولوداً يخلّد إسمه ، ونحن نحب الخلود ، ونقتفي أثره ؟ 
وماذا وراء مشهد رجل يحرث حقلاً ، أو : فتاة تملأ جرتها من العين ، أو : أم شابه مع طفلها ، أو : صياد يرتق شباكه ، أو : نور ينبعث من كوخ منعزل في ليلة ظلماء ، وهي نفسها أفضل مواضيع الشعراء والرسامين ، ومع أنها ليست بقدم الهضاب ولا تملك قدرتها على الإستمرار ، فهي تأسرنا أسراً جميلاً

هل لأنها : أكثر أهمية وفصاحة ؟
أم لأن الطبيعة مثيرة للإهتمام بسببنا نحن ؟
ذلك هو السؤال
وذلك هو الإنسان ، الذي قال عنه أندريه مالرو :
" ثمة شيء أبدي يبقي في الإنسان  ،
" الإنسان الذي يفكر ،
" شيء اسميه شطره الإلهي ،
" ذلك هو قدرته على أن يضع نفسه بإستمرار موضع السؤال " !
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق