CET 00:00:00 - 15/07/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
من الأمور الغريبة التي نشهدها ونلمسها في البلدان العربية والإسلامية، أن حُكام هذه البلاد عندما يتسلمون مقاليد الحُكم يشعرون في قرارة نفوسهم أنهم سيحكمون ويتحكمون إلى الأبد!! لأنهم لا يمرضون ولا يموتون مثل باقي الرعية!! وإن أنعم الله سبحانه عليهم وقبلوا بحقيقة أن الموت سيطولهم مثلهم مثل باقي خلق الله، فأنهم يفكرون في كيفية توريث أولادهم للحُكم من بعدهم، في تحدي سافر لإرادة الشعوب في التغيير للأفضل!
وخطورة بقاء الحاكم فترة طويلة على الكُرسي آمِرًا ناهيًا مُتحكمًا في مصائر العباد، لا تكمُن فقط بتوحُده مع المَنصِب ولكن الخطورة القصوى تكمُن في خلق وتخليق أجهزة مُلازمة له تحيا بحياته وتموت بموته أو بتنحيته عن الحكم لظروف معينة تتعلق بالفساد والإستبداد والقمع.
والمُتأمِل في الحالة المصرية سوف يجد أن المصريين ما زالوا محكومين بمجموعة من المسئولين الذي بدءوا مع الرئيس وما زالوا إلى الآن يتنقلون من مسئولية إلى مسئولية، في عملية أشبه بعملية التباديل والتوافيق، وكأنه لا يوجد في مصر غيرهم أجدر وأحق بتحمُل شغل هذه المناصب، وكأنه أيضًا حرام وعيب أن يتحمل زمام المسئولية شباب واعد قادر على إدارة التغيير في ظل ظروف دولية بالغة التعقيد.
فنحن قد سئمنا وتعبنا من تكرار الوجوه العتيقة من المسئولين الذين فرضهم علينا الحزب الحاكم، ففي ظل هذه التحديات التي بات يعاني منها العالم، فالمسئولية تقع الآن على كاهل الشباب الذي يمتلك قدرة فائقة على إدارة أدوات العصر.
فلا يمكن أبدًا أن ندفن مستقبل مصر الذي هو شبابها، ونجعل هذا المستقبل أسيرًا لأجنحة عتيقة في الحزب الحاكم تفرز لنا أفكارًا عتيقة وشخصيات عتيقة ثم تفرضها علينا من وقت لآخر لإغاظتنا وقهرنا وإستعبادنا.
إن مصر لن تتغير –أبدًا- في ظل هذا الجمود السائد والشيخوخة الواضحة آثارها على كافة مناحي الحياة، ولن تتغيير مصر -أبدًا أبدًا- طالما مُنيت بحُكام يحكمونها إلى حد الموت، كما أنها لم ولن تغيير طالما قبل شعبها بتسليم إرادتهم ورقابهم ومصيرهم ومصير أجيالهم لحاكم لا يريدونه أصلاً.
إنني أتعجب أشد العجب من سويسرا التي لا يحكُمها رئيس جمهورية! بل رئيس يُسمى بـ "رئيس الإتحاد السويسري"، وهذا الرئيس يتغير كل سنة وبالتدوال بين مجلس فيدرالي مكون من سبعة أعضاء يمثلون كانتونات أو ولايات سويسرا!! لدرجة أن مُعظم السويسريين لا يحفظون أسم رئيسهم أو رئيستهم وقد لا يسمعون عنهم بل لا يعرفون أشكالهم!!!
ولكن هنا في مصر وعلى رأي الدكتور سعد الدين إبراهيم باتت صورة الرئيس وأفراد أسرته وأفراد حاشيته تعتبر من المُقررات اليومية في الصفحات الأولى من الجرائد اليومية!!.
أيها السادة.. إن الأجنحة العتيقة لا يمكن أن تتحمل الطيران لفترة طويلة! وقد لا تقوى أصلاً على الطيران.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق