CET 00:00:00 - 15/07/2009

مساحة رأي

بقلم: عزيز الحاج
في فترة أيام تعرضت ست كنائس عراقية لعمليات تفجير، في الموصل وبغداد.
لقد تعب المسيحيون العراقيون، والكتاب الوطنيون من مختلف الاتجاهات، من كثرة مناشداتهم للسلطات العراقية للعمل الجاد لوقف الحملة الدينية المتطرفة، التي بدأت منذ الأيام الأولى لسقوط صدام، والتي مارسها بداية في بغداد والبصرة جيش المهدي، ثم غلاة المتطرفين السنة في الموصل، وعناصر القاعدة.
إن التفجيرات وحملات التضييق على المسيحيين لم تنقطع خلال السنوات الماضية، مع فترات هدوء قصيرة.

السؤال الكبير هو: أين الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة؟!! لقد صدرت نداءات متتالية للحكومة لاتخاذ إجراءات حازمة لوقف الحملة، ولكن، وأسفاه!
هل لنا أن نذكّر من جديد وجديد بأن مسيحيي العراق هم السكان الأصليون لبلاد الرافدين، هم والصابئة المندائيون؟؟ هل يجب أن نعيد ونصقل ذكر مآثر المسيحيين في تاريخ العراق الحديث، وفي مختلف المجالات؟؟ هل نعيد ونكرر أن المسيحيين العراقيين هم مواطنون عراقيون بامتياز كغيرهم من سكان العراق؟؟ هل حماية كنيسة تكلف الدولة أكثر من حماية نائب واحد من نوابنا العباقرة؟!
نعم، جرت تفجيرات كثيرة أخرى كان السكان الشيعة ضحاياها، وإذا كانت القاعدة مسئولة عنها، فلابد أيضا من التساؤل عما إذا كانت هناك خيوط أخرى تتعمد تخريب أمن العراق، وتحاول إثارة الفتن الطائفية والدينية.

أمن العراقيين واحد، ويجب أن يكون واحدا بلا تمييز. فهل برهنت الأجهزة والقوات العراقية على كونها حقا قادرة لوحدها على حماية الأمن والاستقرار؟! ألا ينبغي أن يقال لحكومة السيد المالكي أن كفى اعتدادا بالنفس، وكفى النفخ في قدرات القوات العراقية، فالقضية المحورية هي أمن المواطنين وسلامة العراق، وهي يجب أن تكون أعلى من الحسابات الضيقة، فالمبالغة في قدرات قواتنا تجلب الضرر الكبير للأمن العراقي.

على الحكومة أن تشعر أخيرا بمسئولتها عن حماية المسيحيين وكنائسهم، وأن تنبذ الفتاوى الضالة التي تعتبر المسيحي "كافرا ذميا"، فينظر له كغريب وهو الأصل.
إننا نناشد منظمات المجتمع المدني العراقية والمثقفين الوطنيين لرفع الأصوات عالية لنجدة مسيحيي العراق وأماكن عبادتهم، ووقف الممارسات والعمليات الإرهابية الرامية إلى إخلاء الوطن العراقي من كل مسيحي. فيحق حينئذ أن نصرخ: "يا للعار!"

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق