CET 00:00:00 - 16/07/2009

المصري افندي

بقلم: أماني موسى
خرج المواطن المصري عثمان عبد الله من سوهاج مكان نشأته إلى الكويت بلاد البترو دولار والعز والغنى بحثًا عن فرصة أفضل للحياة له ولبناته الأربع وظل هناك يعمل ويجلب الأموال لأسرته طيلة سنوات ليفاجئ بعدها بالقبض عليه من قبل السلطات الكويتية بتهمة عمله بدون كفيل رغم محاولاته في نفي ذلك الاتهام عنه ولكن لا مجيب، وتم سجنه مدة شهرين كان مكبل الأيدي والأرجل كالمعتاد هناك بالسجون الكويتية إلى جانب ممارسة التعذيب النفسي والجسدي ضده، وتورمت قدماه من الأغلال الموضوعة بها طيلة الشهرين ولم يتم علاجه بالشكل المناسب لحالته المرضية.

وبالنهاية لم يجد أمامه سوى حصنه وملجأ أمانه بالغربة ألا وهي السفارة المصرية هناك، وظل يتصل بالمسئولين مدة شهرًا كاملاً (ولكن يبدو أن أمه مصر مكنتش فاضية تسمعه أو تقف جنبه وتساعده وكذلك مسئوليها) فلم يجد أي رد من سفارته المصرية وعاد لبلده بنهاية المطاف مريض ومطرود ولم يحصل على مستحقاته المالية من الشركة التي كان يعمل بها!!
إلى هنا انتهت القصة أو قل المأساة ولكن لم ينتهي مسلسل انتهاك المصري وحقوقه خارج بلاده وداخلها أيضًا، حتى أنه بات سماع تلك القصص ليس بالشيء الغريب أو المثير للدهشة بل هو سيناريو متكرر من جلد وحبس بالسعودية وبالكويت وليبيا وغيرها من بلاد الأشقاء وضع تحت كلمة الأشقاء مئة خط لأن الضرب والإهانة حينما يكون من الأشقاء يكون له طعم تاني وصدق المثل القائل (ضرب الحبيب زي أكل الزبيب) ومن الواضح أن السلطات المصرية تحب شعبها جدًا لذلك تهتم بأنها تأكله زبيب دائمًا.

لست أقول هذا من قبل الاستهزاء بالموقف أو بمعاناة ذلك المواطن المصري بل لأن هذا هو الحادث بالفعل، إذ تجد ردود الأفعال تجاه ما يحدث للمصريين بالدول العربية من إهانة وانتهاك بطيئة أو قل منعدمة وكأنهم بياكلوا زبيب فعلاً!! لكن حينما تحدث أي حادثة لمصري في الدول الأوربية بلاد الكفرة والفسقة تجد الدنيا قامت من غير قعدة، وهاجت الأقلام وماجت ويتكلم الجميع ويبدون احتجاجهم الرسمي والغير رسمي بازدواجية غريبة ومنطق مغلوط كالذي حدث مؤخرًا مع القتيلة مروة الشربيني وتم جعل قضيتها قضية رأي عام وأطلق عليها على الفور لقب شهيدة وأيضًا أطلق اسمها على شوارع ومدارس وأخذت لقب شهيدة الحجاب!!! في حين لم نرى مثل تلك الضجة والأفواه المفتوحة في حرق بيوت البهائيين بقرية الشورانية أو ضحايا الكشح الذين راحت دمائهم هدر ولم ينصفهم حتى القضاء وكانت وصمة عار بتاريخ السلطات المصرية أو العديد من ضحايا الأقباط الذين يتم التنكيل بجثثهم أيضًا وكذلك لم نرى تلك الهمة والغيرة الوطنية في قضايا التعذيب والقتل للمصريين بالسجون المصرية والعربية، وغيرها من المآسي الإنسانية التي يندى لها الجبين دون أن نرى ساكن قد تحرك من منصبه!!!
فإلى متى نعتنق الازدواجية والمنطق المغلوط ونشعر دومًا بعقدة الاضطهاد ونظرية مؤامرة الغرب علينا؟؟ وإلى متى نسير بمنطق أكل الزبيب من الأشقاء العرب؟!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق