CET 00:00:00 - 16/07/2009

مساحة رأي

بقلم: صبري فوزي جوهرة
كتب احدهم, لا يكل من لصق صفة الحياد على شخصه الكريم, التعقيب التالى على مقالى المعنون "لا يفل الحديد الا الحديد" و الذى نشر فى هذا الموقع بتاريخ  الرابع عشر من يوليو. يقول الاستاذ:
متابع محايد
بدلا من تعاطف هذا الكاتب الذي يدعي احترام حقوق الانسان مع هؤلاء المضطهدين ( بجد مش كده وكده ) ويشن حملة علي هذا النظام الصيني الفاشي ، اذا به يحول هجومه وسخريته من الاسلاميين ( برضه ) .
يعني في كل موقف يكون المسلمين طرف فيه لا يمكن أن نري كاتبا قبطيا يتعاطف مع المضطهدين ويهاجم الارهاب الأكبر ( ارهاب الدول وليس الجماعات الخايبة واليائسة ) .. حدث هذا مع مروة ألمانيا ، والآن مسلمي الصين .
انتهى التعليق.

و نظرا لاختلاف وجهة نظرنا حيال هذا الامر فقد قررت العودة الي فحصه و تحليله مرة اخرى ساتناولها فى اربعة نقاط:
اولا: أرجو من السيد المعلق ان يتنازل عن وصف الذات الكريمة بالحياد لاسباب عديدة.اولها  ان الحياد صفة حميدة و ليس من المقبول اجتماعيا ان يقدم الانسان ذاته للآخرين مفاخرا بسمو خلقه, بل يجب ان يدع الاخرين يستشفون هذه الصفات السامية من خلال اقواله و افعاله. اما و ان كانت الصفات المسبغة بعيدة تماما عن الواقع فان الموضوع ينقلب "نقورة"  مثل مناداة الاقرع بشعراوى اوالكسيح بابو سريع.  يتطلب الحياد ايضا المعرفة بكافة جوانب القضية المطروحة وان كان استاذنا  ملم بكل جوانب ما افتى به (و الله اعلم) فلا بأس, ثم وبالاضافة الى ذلك لا يكتمل الحياد, الا اذاتجرد الحكم  المحايد من الاغراض والميول و المعتقدات المسبقة و ان يتمتع بفكر منطقى سليم و حد ادنى من الشجاعة الادبية  التى تسمح له باعلان حكمه حتى و ان جاء مخالفا لما يرغب او يتمنى. وهنا تجىء العقبات الكبرى التى تنفى عن مولانا صفة الحياد حيث تلاشت مقومات الحياد من مظاهرفكره. و سنتطرق الى شرح هذا اسفل هذه السطور.

ثانيا: مولانا لا يقرأ, و اذا قرأ لا يفهم تماما مثله فى ذلك مثل بنى جلدته كما وصفهم الجنرال موسى ديان. فنحن لم نحيد فى مقالنا عن الالتزام بمؤازرة حقوق الانسان كما ادعى, بل اننا لم نتطرق للحديث عنها مطلقا. كل ما فى الامر اننا اشرنا الي تقاعس الهتافين و "الجهاديين" عن التظاهر و الاعمال الاكروباتية و حرق الاعلام امام سفارات الصين  كما تعنتروا على الدنماركيين الغلابة و الالمان المجنى عليهم. و قد اوعزنا هذا التباين الشديد فى السلوك الى تفهم العناتر لحقيقة الامر وهى ان التعامل الصينى العنيف يختلف تماما عن السلوك الالمانى المتحضر. و من غير الائق يا مولانا ان تتهم آخرين بنقيصة لم يراها سواك و ليتك محق فيما شبه لك. فقد اعلنت انى غير ملتزم بالدفاع عن حقوق الانسان و عمدت الى الكيل بمكيالين بالرغم من اننا نؤكد عكس ما قلت تماما  حتى تجاه من تخلى عن انسانيته امثال جهادييك الجبناء الذين هبشوا الالمان الابرياء بلا سبب سوى خلق جو السيرك اياه و اخطأوا الحساب و ظنوا ان فى ذلك تقدم فى سبيل السيطرة على العالم, بينما  كشوا كالجرذان امام العين الصينية الحمراء.

ثالثا: انت و امثالك لا تدافعون عن حقوق الانسان و ينطبق قولى هذا على سلوككم تجاه مأساة مروه الشربينى كذلك, انما تسعون باصرار مسبق مشحون بالتعصب الى تحقيق المستحيل الذى ضحك عليكم به رسولكم عندما امركم بالا تضعوا سيوفكم حتى يمتثل العالم باكمله الى "الشهادة" بأنه رسول الله. ذلك بالرغم من انه لم يعرف عن انسان او جماعة ان فى قدرتهم السيطرة على العالم باسره. و لو كنت حقا مدافعا عن حقوق الانسان لما اصبت بالصمم حيال ما يجرى تحت انفك من قتل الاقباط و حرق ممتلكاتهم و الاعتداء على نسائهمم سواء بالخطف او الخديعة و حرمانهم و حرمان مصر مما يستحقون من وظائف و مسؤليات. ام ان الصينى المسلم اقرب اليك من القبطى المصرى كما يزعم الاخرون؟ هل وضح لك الان كيف توصلنا الى حقيقة امرك بالرغم من وصف ذاتك بالحياد و تبين ان ليس لديك حتى "ريحته"؟ و ان كنت انت غيرمعنى بحقوق الانسان كما هو واضح  فلماذا الكذب و اتهام الاخر بما هو فيك. و كيف اهتديت  الى ان اهتمام العبد لله بحقوق الانسان (كده و كده)؟ هل تستطيع قرائة افكارى ام ان انائك قد  نضح بما فيه؟ هل سمعت عن الرياء من العيار الثقيل و الحطبة التى فى العين؟ اهو اللى فضيلتك عملته هو ده.

رابعا: نحن اقباط مصر نتعاطف تماما مع الاويغوريين فى الصين لانهم يعانون مثلما عانينا و ما زلنا نعانى تماما: فقد احتلت بلادنا و اسيئت معاملتنا و استحلنا من اكثرية الى اقلية و فرضت علينا شريعة فاسدة متهاوية متناقضة لا تصلح لاى زمان او مكان       ((sorry و انحدرت اقدار بلادنا من ريادة العالم و ارساء معالم حضارته الى الاعتقاد فى شرب بول البعير و بنسلين جناح الدبانة. فهل يعقل الا نتعاطف مع الاويغوريين  ونحن نعانى مثل الآمهم؟  شوفت ازاى فضيلتك طلعت مش فاهم حاجه؟

امر واحد اشاركك الرأى فيه وهو ان "جماعتكم" الارهابية خايبة و بائسة. أما ارهاب الدول الذى تحدثت عنه فهو ما تمارسه مصر ضد اقباطها  و كان من الاجدر بك ان تعترف على اقل تقدير بهذا العار و تعمل على محوه ان كانت لديك الشجاعة و النخوة و الشرف.
و حتى لا اتهمك بما هو اسوأ دعنى اكتفى بالقول انك مش دريان بتقول ايه.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق