بقلم: سامي البحيري |
فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها مصر وأهمها إنعدام الأمن وأقربها ما حدث بالأمس فى ستاد بورسعيد بعد إنتهاء مباراة كرة القدم بين الأهلى والمصرى، وماحدث من هجوم من جمهور المصرى على جمهور الأهلى مما أدى إلى سقوط 74 قتيلا ومئات المصابين، وهذه حرب حقيقية ، ولعلمكم خسائر إسرائيل فى حرب 1967 كانت أقل من هذا العدد!! وماحدث فى مصر بالأمس معرض للتكرار وخاصة أن أصل المشكلة لم يعالج حتى الآن منذ ثورة 25 يناير، وفى تقديرى أن ماحدث بالأمس هو نتيجة لحالة الإنفلات الأمنى التى تعانى منها مصر منذ أكثر من سنة فبعد أن حطمت ثورة 25 يناير أسطورة "جهاز الشرطة المصري الذى لايقهر" صدرت له أوامر بالتعامل مع الشعب بالحسنى واللين ولم يفرق جهاز الشرطة فإستخدم سياسة اللين مع كل الشعب المصرى بعمومه بلصوصه وشرفائه وببلطجيته وبثواره وبنصابينه ، وكنوع من الإنتقام قام البوليس بإتباع سياسة الطناش ولسان حاله (بل ويخرج لسانه للشعب) ويقول :"خللى الثورة تنفعكم"، لذلك راينا حالات إجرام لم يسبق أن رايناها من قبل فى مصر مثل: خطف أطفال وطلب فدية، إنتشار رهيب لسرقة السيارات، قطع طرق وسرقة الناس، ولم يقتصر أمر الجرائم اليومية على المجرمين والبلطجية ولكن إمتد إلى عموم الشعب فبدأت المطالب الفئوية سلميا أولا ثم بدأ ضرب رؤساء المصالح والشركات و قطع الطرق الفرعية وإمتد إلى قطع الطرق الرئيسية وقطع السكك الحديدية ومؤخرا تم قطع مجرى النيل شخصيا!!ولم تحرك الشرطة ساكنا لأن لديها تعليمات بعدم إستخدام العنف، وكان الشعب المصرى تحول فجأة إلى الشعب السويسرى أو أن البوليس المصرى تحول إلى بوليس السويد. وقديما قالوا :"من أمن العقاب .. أساء الأدب" وفجأة تحولت نسبة كبيرة من الشعب المصرى إلى شعب قليل الأدب، وبدلا من إتهام ومواجهة المجرمين الحقيقين أخذ الناس يعلقون تلك الأحداث على كل العالم بإستثناء هذا "الشعب العظيم"، فما حدث فى بورسعيد هو من تخطيط أمريكا وإسرائيل!! أما ما حدث فى شارع محمد محمود فهو من تخطيط حسنى مبارك من المستشفى، وما حدث من قطع الطرق وخطف السياح هو من تخطيط جمال مبارك وعصابته فى سجن طرة، أما ما حدث فى ماسبيرو فهو من تخطيط المجلس العسكرى والسلفيين. لقد شاهدنا على شاشات التليفزيون آلاف من جمهور المصرى وفريقهم فائز بالثلاثة على الأهلى يقتحمون الملعب ويهجمون على جمهور الأهلى ولا عبيه بدون أى مبرر، وهذا الهجوم لم يكن بقصد الضرب أو الشتيمة ولكن بهدف القتل، وقيل أن جمهور الأهلى رفع لافتة كتب عليها: "بورسعيد مدينة زبالة ... ما فيهاش رجالة" وحتى بإفتراض أن هذه اللافتة فعلا كانت موجودة، فهل يكون الإنتقام بالقتل؟؟ نحن نتعامل مع مجموعات من الشباب هائمة على وجهها وتتحرك كقطيع الجاموس الوحشى تكتسح فى طريقها كل شئ. وقد إستمعت منذ قليل إلى جلسة مجلس الشعب الطارئة بشأن مذبحة بورسعيد، وأخذ النواب يتكلمون الواحد تلو الآخر بعصبية وتأثر وألقوا باللوم على: وزارة الداخلية، المجلس العسكرى، رئيس الوزارة، حسنى مبارك، جمال مبارك، العادلى، عصابة سجن طرة، أمريكا، إسرائيل، إلخ .... الشماعات إياها، ولم يفكر أى نائب عاقل أن يلقى حتى ببعض اللوم على شعب بورسعيد "العظيم". ولقد أثبت جزء لا يستهان به من الشعب المصرى بأننا :"شعب يخاف ولا يختشيش"، وبدون أن نعالج هذا المرض فسوف تتكرر تلك الكوارث، وسوف تتصاعد بمتوالية هندسية وسوف تكون نهايتها "ثورة الجياع" القادمة لا محالة، أضف إلى هذا إنفلات إعلامى لم يسبق له نظير إلا فى البلاد التى على شفا الحرب الأهلية فقد راينا هذا الإعلام المنفلت فى لبنان قبل الحرب الأهلية عام 1975، ورايناه فى العراق بعد إزاحة صدام حسين وما تلاه من حرب أهلية بين السنة والشيعة مازالت دائرة حتى الآن. وفى هذا المقطع يقوم عبد المنعم مدبولى بدور دكتور نفسانى يحضر إليه شخص قصير القامة، يشكو له من قصر قامته وأن الناس يعايرونه بذلك ولا يعرف ماذ يقعل، فما كان من عبد المنعم مدبولى أن قال للرجل قصير القامة: نقلا عن ايلاف |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |