CET 00:00:00 - 18/07/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبدالحميد
بعد دراسة عميقة علمية واستشارات مطولة متأنية جمعت صناع القرار بالدولة العبرية مع لفيف من خيرة رجال الدين والشريعة اليهودية وعلماء التاريخ والأنتروبلوجيا وفاعلين سياسيين و جمعويين بارزين على الساحة الإسرائيلية، تقوم سلطات تل أبيب في الآونة الأخيرة باستبدال أسماء بلدات و مدن و شوارع كانت تحمل أسماء عربية و اختارت مكانها أسماء تتماشى مع الواقع و الحقيقة والتاريخ والهوية، فعما قريب سيرى الزائر لدولة إسرائيل لافتات على جنبات الشوارع والساحات العمومية مكتوب عليها اسم " يوروشالايم" بدل "القدس" و"نتسرات" بدل "الناصرة" و "بئير شيفع" بدل بئر السبع...
والغريب في الأمر أن بعض العرب الذين تجري في عروقهم دم العروبة الساخن من المسكونين بالشبح الواحد غضبوا غضبا شديدا وقالوا قولا غليظا ورأينا بعضهم على الفضائيات و قد تشنجت عروقهم و اصفرت وجوههم وتعالت صيحاتهم هاتفين وا عروبتاه... وا عكرمتاه... وا ذلاه....
وللتذكير فان هؤلاء الغاضبين الحانقين مكانهم الطبيعي هو تخوم مكة و يثرب و أحوازها بالجزيرة العربية المشتل ومهد الإرهاب الأول حيث اشتد عوده ليحمل سيف العروبة القرضاب... إن أول من يجب أن يوضع في قفص الاتهام بتهمة تغيير الهوية و تحريف التاريخ و طمس الحقائق وشن حروب الإبادة و التهجير والتطهير العرقي هم البدو الأعراب ، ألم يغيروا الواقع بالتعريب و التزوير منذ أن وطئت سنابك خيولهم العراق و سوريا و مصر و بلاد تامازغا؟؟ هذه الأخيرة تم تغيير اسمها إلى المغرب العربي الكبير في أكبر عملية تزوير و سرقة تشهدها البشرية منذ فجر التاريخ، و بلاد تامازغا لمن لا يعرفها من المتكلمين بلغة الضاد هي بلاد الأمازيغ الممتدة من واحة سيوة على الحدود الليبية المصرية شرقا حتى المحيط الأطلسي بالمغرب غربا فقام سيف العروبة بشن حرب استئصال على الشعب الأمازيغي فتمت محاربة الهوية الأمازيغية بما فيها أسماء المواليد وما زال هذا المنع إلى يومنا هذا يطال كل أب أو أم يريد أن يختار لمولوده اسم أمازيغيا جميلا ك "ديهيا" "نوميديا" "ماسين" "أكسيلا" بدل اسم عربي ك "عبدالجبار" و "عبد المتعال" و "عبدالغفور" وفاطمة وأم كلثوم وحليمة السعدية ...
ومن بين عمليات التزوير التعريبية الكبرى التي شهدها التاريخ الحديث تلك العملية التي قام بها المشنوق صدام حسين عندما بدأ بتنفيذ مشروع استئصال الأكراد من بعض المناطق بكردستان ( كركوك نموذج ا) فقام بتهجير ساكنتها و استقدام مئات العوائل العربية مكانها و قد حمل الأكراد رفات موتاهم في مشهد مؤثر رهيب ...
ومن بين المصائب العظمى التي حلت بشعوبنا نتيجة صنم العروبة الخائب مصيبة حزيران 1967 أو ما يصطلح عليها بنكسة 1967،نقول نكسة لتليين روع الكارثة و تهذيب هول الجلل وما جرته هذه النكسة على الشعب المصري من مآسي وخراب على جميع المستويات والأصعدة، فكانت قارعة و طامة عظمى بكل ما يحمل الاسم من معنى ،دون أن ننسى مصيبة لا تقل في روعتها وجماليتها عن الأولى ، إنها ملحمة أم الهزائم سنة 1990 التي قادها الركن المهيب صدام حسين بنجاح و قاد أمة يعرب لنصر تاريخي و استراتيجي فريد من نوعه ما زال الشعب العراقي و معه شعوب المنطقة تجني ثماره إلى حدود الساعة،
ومن المصائب الأخرى التي حلت بشعوبنا من جراء صنم العروبة ابتلائها بحكام شواذ لصوص ساديين ومرضى أبرزهم ملك ملوك إفريقيا الذي مازال جاثما على صدر الشعب الليبي على امتداد أربع عشريات، منذ آن كان التلفاز بالأبيض و الأسود و يوم كان الاتصال بين الأهل و الأحباب بالرسائل الخطية التي كنا نستهلها بعبارة "تحية طيبة وبعد" و نختمها بعبارة "والسلام" قبل أن يطرق علينا "بــابــا نــويــــل" أبوابنا حاملا لنا الإنترنيت والصحن المقعر والموبايل واليوتوب ، نعم اليوتوب وما أدراك ما اليوتوب تلك الفراشة الاليكترونية العجيبة التي نقلت لنا بأمانة مشهد استشهاد الطالبة الشابة الإيرانية "ندى آغا سلطان" برصاص عصابة الباسيج الإرهابية إحدى الأجهزة القمعية للشيطان الخامينائي وغلامه أحمدي نجاد .
 http://www.youtube.com/watch?v=MVqK3fQD_8o
http://www.youtube.com/watch?v=UoixdTL5OOE
" ندى آغا سلطان" خرجت كسائر المواطنين من مختلف شرائح المجتمع للشارع لتحتج على شيطان الحوزة الأكبر الذي آذى المواطن الإيراني في رزقه و حريته وكافة حقوقه وتوج ملحمته الكبرى بتزوير الانتخابات الرئاسية ببلاد الفستق والسجاد وفرض على الشعب غلامه الأرعن أحمدي نجاد تمهيدا لعصر الظهور الذي سيستهل عمله المبارك بإغراق أسطول الصليبيين في الخليج الفارسي وإخراج اليهود من أرض فلسطين واستعادة مفتاح الكعبة من يد عصابة بني سعود و إخراج عمر و أبي بكر و عثمان و عائشة من قبورهم لإقامة الحد فيهم صلبا و حرقا (...)
عودة لموضوعنا الذي هو استعادة البلدات لأسمائها التوراتية الأصلية ومعذرة عن هذا التسلل والشرود الغير المقصود، أنا لست هنا بصدد مجاملة إسرائيل أو خطب ود حاخاماتها ، فما قام به المسئولون الإسرائيليون من ترميم تاريخي هو عين الصواب لأنه يندرج في عملية تصحيحية جد سليمة للتصالح مع الذات وإعادة الأمور إلى نصابها و هذا ما يجب أن يطبق ببلداننا نحن شعوب شمال أفريقيا وأن يمحى اسم المغرب العربي الكبير من المقررات الدراسية و يستبدل ببلاد تامازغا أو المغرب الكبير وقبل هذا يجب أن تنسحب بلداننا من الجامعة العربية وتعمل على تكوين فضاء اقتصادي موحد فاعل ومؤثر في الجهة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط يضم مصر و جيرانها من بلدان تامزغا = " ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا" على غرار جنوب إفريقيا ليكون لقارتنا قطبين اقتصاديين الأول جنوب القارة والآخر بشماله مطلا على أوروبا و آسيا ويطل عن قارة كلومبوس عبر المحيط الأطلسي، هذا ما يجب التفكير فيه بجدية والعمل على البدء فب تنفيذه عوض التشبث بأهداب العروبة و طلاسمها و أصنامها السبعة والسبعين،
نعم، فما قام به صناع القرار بتل أبيب عمل صائب وحكيم فمدينة يوروشالايم أو القدس كما ينطقها العرب ذكرت عدة مرات في التوراة و الإنجيل بينما لم تذكر و لا مرة في القرآن، ولنفترض أن إسرائيل هذه قامت بتغيير اسم شارع أو زقاق في البلدة العتيقة بدوافع عنصرية وعدوانية محضة ، فقامت بتغيير مثلا اسم شارع "عمر ابن الخطاب" إلى شارع "يوشع ابن نون" أو زقاق "النبي دانيال" بدل زقاق "البراق" والبراق هو دابة نبي الإسلام الطائرة التي أقلعت بنبي الأمة من مكة و هبطت بأرض إسرائيل التاريخية في رحلة عجيبة سميت بالإسراء و التي تلتها رحلة مكوكية ثانية سميت بالمعراج والتي وصلت بنبي الرحمة إلى أقصى نقطة وصلها إنسان و هي سدرة المنتهى حدث كل هذا قبل غزو الفضاء بأكثر من 14 قرن فياله من اعجاز و كل هذا حدث في حلم بالألوان ثم استفاق النبي ليسرد على قريش تفاصيل الرحلتين بكل تفاصيلها ودقائقها ...
 http://www.youtube.com/watch?v=TfZDqF6EKKM
معذرة مرة أخرى وعودة لموضوعنا. إن غيرت إسرائيل اسم بلدة أو قرية فماذا نسمي ما قامت فإن الترسانة العروبية الوهابية بشمال أفريقية؟؟ فجعلت من مصر حصن العروبة المنيع ومن شعبها جيش احتياطي كبير للذود عن حمى وشرف الصنم الأسود ، ألم يتأهب العشرات الآلاف من شباب المحروسة بتحريض من غرانيق بني وهاب لقطع البحر الأبيض المتوسط سباحة للبحث عن الرسام الدانمركي صاحب الكاريكاتير الشهير لفصل رأسه عن جسده و حرق عظامه ؟؟ ألم يجعل القومجيون من جارة مصر تامازغا خندق متقدم من خنادق العروبة و الإسلام ؟؟ ألا يتحمس الكثير من الشباب المغربي والجزائري المسكون بروح عكرمة لاسترجاع الأندلس لحظيرة الإسلام و اتهام اسبانيا الصليبية الحاقدة التي تأوي الآلاف من المغاربة لعاملين بمصانعها ومؤسساتها وضيعاتها الزراعية ؟؟ .. فماذا تشكل يهودا والسامرة و الجليل و النقب بالنسبة لشمال أفريقيا؟؟ أدعوكم لنستأنس بهذه الأرقام الناطقة ...
تبلغ مساحة دولة اسرائيل 22000 كلم مربع. بينما تبلغ مساحة شمال إفريقيا التي تم تعريبها 7048631 موزعة كالتالي = مصر 1002000 كلم مربع = ليبيا 1,760,000 كيلومتر مربع = تونس 163610 كلم مربع = الجزائر 2381741 كلم مربع = المغرب 710580 كلم مربع = موريتانيا 1030700 كلم مربع إذن فبلدان شمال إفريقيا مصر و تامازغا التي قام الأعراب البدو بتعريبها و تخريبها والكذب على الله و التاريخ بشأن هويتها وتاريخها تبلغ مساحتها مجتمعة 7048631 كلم مربع...
أي أن مساحة دولة إسرائيل لا تشكل سوى 0.3 في المائة من المساحة الإجمالية لبلدان مصر و تامازغا " ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا" أو بعبارة أوضح فان مساحة بلدان شمال أفريقيا تكبر مساحة دولة إسرائيل بأكثر من 320 مرة !!؟؟؟ و يتحدثون عن مآمرة لتعريب مسرى الرسول !! عجبي !! ...
على الغاضبين أن يتعقلوا ويتأنسنوا، وعليهم أن يعلموا ويقتنعوا بأن منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقية ليست حكرا على العرب دون سواهم من باقي الشعوب، فمنطقتنا يسكنها المصريون و ألأمازيغ و الكرد و السريان والعبريون و غيرهم فضلا على العرب و أن وجود دولة إسرائيل بمنطقتنا هو وجود طبيعي و حيوي و عنصر إثراء لمنطقتنا ورافد من روافد التعددية الثقافية والحضارية ...
و على المجتمع الدولي مسؤولية جسيمة متمثلة في إعادة تأهيل أجيال صاعدة محسوبة على المعسكر العربي لحمايتها من أنفلونزا العربومانيا الخطير، كما علينا كشعوب أن نتعلم لغات بعضنا البعض، و أن تبادر وزارات التعليم ببلدان الشرق الأوسط و شمال أفريقا بعد تنقية و تعديل المقررات الدراسية والمناهج التربوية التي تفوح منها روائح العنصرية والكراهية بإدراج اللغة و الثقافة العبرانية اليهودية ضمن مقرراتها فاللغة العبرية لغة شعب تاريخي حي وعلينا أن نقبل بوجود إسرائيل بفرح وروح متفتحة، ولتكن "يوروشولايم" بدل القدس و "تامازغا" بدل المغرب العربي الكبير ..
عساسي عبدالحميد - المغرب
Assassi_64@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق