الراسل: سامي يوسف
الشعوب العربية ما زالت تعيش في أوهام القوة أو قوة الأوهام, فتجدهم ينظرون إلى تفوقهم العددي على أنه قوة, وإلى جيوشهم على أنها أكبر قوة ضاربة في المنطقة, وهي أوهام غذاهم بها حكامهم من المدلسين والفاسدين, ولكن بالطبع (العدد في الليمون) حسب المثل الشعبي.
الحكام العرب, ومنهم هؤلاء الرابضين على حدود مصر الشرقية الذين سرقوا الحكم بانقلابهم على السلطة الفلسطينية -وليس هذا يعني أن السلطة تتمتع بالأمانة- وأقصد هنا قادة حركة حماس ذات التوجه الإخواني, فهؤلاء يعيشون على استمرار حالة قوة الأوهام وأوهام القوة, وليست تلك الصوارخ الهزيلة التي تطلق على إسرائيل بين الحين والآخر إلا بمثابة المخدر الذي يقوي تلك الأوهام لدى شعبها المسكين.
وهؤلاء القادة على علم تام بأنهم إذا سعوا إلى تسوية مع إسرائيل, فسوف يكونون أشبه بالديك الرومي الذي يتعجل حلول عيد الميلاد, أو الكبش الذي يتعجل عيد الأضحى.
في اليمن الذي يعرف أهله بقصر قامتهم توجد وحدة بالجيش تسمى (العماليق)! وإلى وقت قريب كان بعض الحكام يشيرون إلى إسرائيل علي أنها (دولة العصابات)، وهل هي دولة عصابات من تجد رجال الشرطة فيها يتعقبون رئيس وزارة أو رئيس دولة بتهمة الفساد المالي أو الأخلاقي؟ أما المخبول الرابض إلي الغرب من حدود مصر فيحلو له وصف البيت الأبيض في واشنطون بـ (البيت الأسود).
أوهام القوة, أو قوة الأوهام؟
مع خالص مودتي وتحيتي.
سامي يوسف
على موضوع: التطبيع بالكراهية |