CET 00:00:00 - 18/07/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
أعجبني رسم كاريكاتير للزميل "ثروت مرتضى" حول مصر ودورها في المنطقة والعالم، وألهمني الحديث حول تراجع الدور المصري وغياب الرؤية المستقبلية، وكيفية النظر للأمن القومي، وما هي القضايا المهمة، وما هي القضايا الفرعية التي نؤجل مناقشتها، وكيف نحدد أولوياتنا حتى نواجه تحديات العصر؟
أقول هذا بعدما قرأت الأسبوع الماضي مقالاً مهمًا يحوي اتهامات خطيرة، انتظرت بعدها للتعرف على تبعيات الكشف عنها إلا أنني لاحظت الصمت الرهيب يخيم على الجواء ولم يتحدث أحد عن أي شيء وكأنه لا يوجد أي جديد رغم خطورة القضية التي أثيرت.

تعود الوقائع إلى مقال منشور في الأهرام أشار صاحبه إلى صفقة لحوم سبق أن أبرمتها الحكومة المصرية وممثلة في وزارة التعاون الدولي مع أثيوبيا بقيمة 250 مليون دولار ويبدو أن هناك من له مصلحة شخصية في إلغاء الصفقة وبالفعل تم إلغائها بدون أي مبررات وهو ما أزعج الحكومة الأثيوبية ودعاها إلى اتخاذ موقف شديد اللهجة في مناقشة ملف حوض النيل والسياسات الجديدة للاستفادة من مياه النيل والأضرار التي ستلحق بمصر بسبب هذا الموضوع، وهو ما يؤكد غياب النظرة المستقبلية وعدم التفرقة بين المصالح الشخصية وبين قضايا الأمن القومي.

يبدو أن حكوماتنا لا تعرف إننا نعيش عصر المصلحة ولابد من تبادل الخبرات مع دول حوض النيل قبل البحث عن مصالح مشتركة مع الدول الأوربية وضرورة أن يعي المسئولين لدينا أن العمق الاستراتيجي لمصر في أفريقيا وليس أوربا،وأن مياه النيل أهم مليون مرة من المعونات والمنح حتى ولو كانت بالمليارات.
مصر تتنازل عن مكانتها وتركت أفريقيا بشكل مؤسف وبالتالي الدول الأفريقية في إطار المصالح تبحث عن من يقدم لها المصلحة لا أن يتعالى عليها، تبحث عن مَن يتعاون معها كنوع من الشراكة وليس العطف.
هذه ببساطة أهم أسباب تقزم الدور المصري والتراجع الرهيب لمكانتها في المنطقة والعالم، فهل تعي الخارجية المصرية ذلك؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق