بقلم: نبيل المقدس إن كنا نتكلم عن سلبية الأقباط والمتمثلة بصفة رئيسية في عدم إستخراج بطاقات الإنتخاب وعدم المشاركة في الحياة النقابية، فهي طمّعت فينا شركاء الوطن المسلمين حيث تعودوا على غيابنا، مما حدا برئيس مجلس الشعب نفسه في تصريح صحفي له وفي معرض إجابتهُ عن سؤال: (هل توافق علي كوتة للأقباط في الإنتخابات أسوة بكوتة المرأة؟؟).. أجاب سيادته أن أقباط مصر مكتفون بأموالهم وتجارتهم وأبحاثهم، أي يريد أن يقول لسبب سلبيتنا أننا كأقباط غير مؤهلين لذلك، وانضم بذلك إلى هؤلاء الذين يدعون أننا كأقباط بدّلنا وقايضنا حقوقنا السياسية مقابل الثروة والنجاح الإقتصادي, وهذا ظلم وإفتراء لأنه ليست أغلبية الأقباط أغنياء كما يدعون, ففقراؤنا يملأون ربوع الوادي، وعندما نأتي إلى زمن الملكية حيث كانت الديموقراطية سليمة والنفوس غير متعصبة نشط الأقباط سياسيًا على حساب الإهتمام بالثروة وبرز مكرم عبيد وفخري عبد النور وسينوت حنا وبطرس غالي والقمص سرجيوس حيث شاركوا في عالم السياسة المصرية بصوت عال وقدوة لا تتكرر. وبالنظر إلى الواقع السياسي نجد أنه ستظل النقابات مرهونة للمحظورين, ومستقبل الشوري للمحظوظين, ومستقبل مقاعد البرلمان للآخرين.. لدرجة أن الحزب الحاكم لم يتورع في عدم ترشيح أي قبطي مسيحي تحت تبرير سوف لا ينجح أحد. في إنتخابات 2005 وبسبب سلبية الأقباط المسيحيين ظهرت الجماعة المحظورة في 88 دائرة فقط وكسبوا هذه الدوائر بإكتساح عظيم، ولولا محاولات الدولة كبح جماح نجاحهم بطرق متنوعة لإكتسح المحظورون أغلبية مقاعد المجلس، ونحن كأقباط متفرجون ومبتسمون نتمتع بثروة لا نمتلكها, ومستقبل لا نعرفهُ, وبتوبة نصوحة. سلبيون في وقت ذهبي نستطيع فيه كأقباط أن نُوجه دفة الإنتخابات نحو الأفضل وبقليل من الإيجابية, وهذا ليس كلام مرسل لكنه محسوب بالأرقام والبيانات.. فنسبة الأقباط السلبيين تعادل نفس نسبة شركاء الوطن السلبيين, فإذا تحولت نسبة الأقباط السلبيين إلى إيجابيين, وظلت نسبة السلبيين من شركاء الوطن كما هي فالنتيجة تكون متعادلة تمامًا بين الأقباط والحزب الوطني والمحظورين، بل بالعكس ففي حالات الإعادة يتم التنسيق مع الحزب الوطني ضد المحظورين وبالتالي نؤثر ونوجه دفة الإنتخابات وهذا هو أقل المطلوب عمله بإقتنائنا البطاقات الإنتخابية. الأخوة الأحباء.. نحن لم ننادي بأن البطاقة الإنتخابية هي الحل إعتباطًا، بل هي الوحيدة التي تعمل على فك وحل الكثير من المشاكل، عندما رفع أبو قلب طيب -أحد معلقي الأقباط المتحدون والذي يمثل كل القلوب الطيبة- شعار (البطاقة الإنتخابية هي الحل) لم يكن يتعشم أنها هي العصا السحرية والتي سوف تجيء بحقوقنا في لحظة، فقد كتبت مرارًا في مقالات أن البدأ في توعية شعب الكنيسة على اقتحام العمل السياسي سوف يأخذ سنين وسنين، لكن علينا أن نبدأ ولا بديل إلاّ أن نبدأ.. وقد ذكرت من قبل سوف نواجه صعوبات, ونواجه تزوير, وسنقع في مشاكل إدارية كثيرة, لكن في نفس الوقت سوف نتدرب ونتعلم كيف نكون على الساحة العامة. هل هذا يُعقل أن اقرأ إحدى المقالات من شخصية أعتز بها وعاش في بلاد الديموقراطية حيث يقول أن البطاقة الإنتخابية سلاح ذو حدين، أي منطق هذا.. لكن لك الحق أن تقول هذا لأن جزء من الأقباط ما زالوا نائمون في العسل. أما إعادة إصلاح الإنسان المصري فأنا مع الكاتب, وهذه هي مهمة الدولة, بالإضافة إلى مهمتكم أنتم.. فأنتم تستطيعون أن ترفعوا ما يحتاجه الإنسان المصري عامة من حريات وخلافه إلى المحافل الدولية. أخيرًا لا مفر من البطاقة الإنتخابية.. هي الحل..!!! |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت | عدد التعليقات: ٥٨ تعليق |