بقلم: صبحي فؤاد 1- أسس العقيدة الإسلامية المعلومة من الدين بالضرورة, ومن لم يلتزم بها يخرج من الملة. وفي نهاية رسالته لم ينسى كتابة رقم تليفونه للاتصال به في حالة إذا كنت أرغب في الحصول على نسخة من الكتاب أو النشر في جريدة المصري التي نقوم بإصدارها في استراليا. ومن عادتى ألا اقوم بالتعليق علانية على الرسائل العديدة التي تصلني يوميًا وإنما أفضل الرد على الشخص الراسل بطريقة مباشرة على عنوان بريده، ولكن لخطورة ما جاء في هذه الرسالة فإنني أفضل أن أعلق عليها من خلال هذا المنبر، كما أنني أيضًا أود أن أترك الفرصة للقراء للرد على ما جاء في هذه الرسالة الذي يعكس بصدق وأمانة ما يدور في عقول الكثيرين من المتطرفين المتاسلمين وما يضمرونه للعالم شرقًا وغربًا على السواء من كراهية وعداء شديد لم تعرفة البشرية في تاريخها الطويل من قبل. بداية لا أعرف أي نوع من الدكتوراة يحملها أو حاصل عليها هذا المدعو علاء الدين محمد.. هل هي دكتوراة من جامعة الإرهابي العالمي الشهير بن لادن أو مساعده ونائبه الأول الإرهابي المتطرف المصري المولد الدكتور الظواهري أم من جامعة الطالبان وأولادهم وأتباعهم؟؟ وإذا كان هذا هو حال عقول المتعلمين والمثقفين وخريجي الجامعات من أبناء الدول العربية والإسلامية فماذا يكون حال الجهلة والأميين الذين لم تسمح ظروفهم بدخول المدارس أو الجامعات والحصول على شهادات دكتوراة مثل الدكتور علاء الدين؟؟ إن ما جاء من أفكار هدامة مخربة في رسالة هذا المتطرف الذي يحرض ويدعو لقيام حرب عالمية ثالثة هو للأسف الشديد ما يدور حقيقة في فكر وعقول الكثيرين في العالم العربي والدول الإسلامية، هو ما يحلمون به ويتطلعون لحدوثه، هو بالتمام والكمال ما يخططون له ويسعون لتحقيقه بكل الطرق والوسائل المتاحة أمامهم من إرهاب وقتل وتفجيرات وعمليات انتحارية هنا وهناك، كان آخرها منذ أيام قليلة في أكبر فنادق العاصمة الإندونسية جاكرتا وأدى إلى قتل عدد غير قليل من الأبرياء. نعم هؤلاء من عينة الدكتور علاء الدين يريدون غزو العالم والقضاء على كل الديانات الأخرى وفرض الإسلام على شعوب ودول العالم بالقوة والسلاح، ولذلك فهم يخططون لامتلاك القنابل الذرية –لأن السيوف والخناجر والجنازير لم تعد تنفع- لاستخدامها عند الضرورة ضد من تسول لهم انفسهم على المقاومة أو رفض أفكارهم الشيطانية الظلامية الدموية من شعوب ودول العالم. إنني أخشى أن أقول أن الثورة الإسلامية قد بدأت بالفعل منذ بداية السبعينيات عندما تولى السادات الحكم في مصر وقام بإعطاء الضوء الأخضر لإخوان الخراب والإرهابيين وغيرهم من الجماعات الإسلامية المتطرفة للسيطرة على الشعب المصرى وفرض سطوتهم ونفوذهم عليه.. والذي ينظر إلى مصر اليوم يرى بوضوح أن حالة التطرف والتردي والتخلف وعدم الاستقرار الذي يشهده المجتمع هناك هو بكل تأكيد من أهم نتائج هذه الثورة الإسلامية العالمية، التي قادها الرئيس المؤمن محمد انور السادات وتركها من بعده للرئيس محمد حسني مبارك لكى تعمق جذورها وتثبّت أقدامها في أرض مصر وتكبر برعاية ومباركة النظام، وتعطي ثمارها التي كان من ضمنها أول مولود إخوانجي في قطاع غزة!! ولا شك أن كلنا يعرف أن ثورة السادات الإسلامية لم تكن قاصرة فقط على مصر وإنما زحفت إلى السودان ثم إلى الصومال ولبنان وأفغانستان وباكستان وبعض الدول العربية والإفريقية والأسيوية الأخرى، وأدت إلى فوضى كبرى وحروب أهلية بين أبناء هذه الدول. أعود مرة ثانية لرسالة الدكتور علاء وأقول له أن أفكارك الشيطانية السماوية الهدامة التي وضعتها في كتابك هي الذريعة والحجة التي سوف تستغلها الدول الكبرى لفرض سيطرتها ووصايتها على الدول العربية والإسلامية آجلاً أو عاجلاً، إن العالم يا دكتور لن يسمح لعصابات إيران أو حماس أو حزب الله أو بن لادن أو متطرفي إخوان الخراب بامتلاك أسلحة الدمار الشامل لأنهم يعرفون جيدًا أنها سوف تكون نهاية العالم وفناء البشرية. اما عن قوله أن المسلمين يجب عليهم البدء لاسترداد أسبانيا والبرتغال وصقلية والبندقية وجنوب فرنسا وغيرهم، فإنني بدوري أقول له ماذا لو طالبت هذه الدول التي ذكرها بتعويضات باهظة من الدول العربية لتعرضها للغزو والاحتلال من قبل الجيوش الإسلامية وقتل مئات الألوف من أبناءهم؟ وماذا سيكون رد الفعل الإسلامي لو طالب الأوروبيون بفتح ملفات المجازر الدموية البشعة التي ارتكبت ضدهم أثناء غزو الجيوش الإسلامية لأراضيهم؟؟ لقد فعلتها ليبيا وحصلت على تعويضات ضخمة من إيطاليا عن الفترة التي كانت تحتلها.. فلماذا لا يفعل نفس الشيء الأوربيون ويطالبوا الدول الإسلامية التي أرسلت جيوشها إليهم بتعويضات مماثلة؟؟. على أي حال.. رغم مرور عشرات السنين على قيام الثورة الإسلامية الكبرى على أرض مصر وإيران وبعض الدول الأخرى، إلا أنها حمدًا لله فقد كانت قاصرة على عدد قليل من الدول العربية والإسلامية وإلا كان عدد الجوعى والبؤساء والإرهابيين في عالمنا اليوم زاد عشرات بل مئات الأضعاف.. وبلا شك فقد أثبتت تجارب هذه الدول أن المزج بين الدين والسياسة هو نوع من العبث والجهل والتهريج والانتحار الإجتماعي والإفلاس السياسي، ولا يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى التخلف الشديد والجوع والفقر وتمزيق وحدة المجتمع والتراجع عن ركب الحضارة والإنسانية. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٩ تعليق |