بقلم: محمود الزهيري وبالرغم من أن هناك اتفاقية سلام مصرية / إسرائيلية وقع عليها الطرفان ,الأول ممثلاً للنظام السياسي الحاكم في مصر آنذاك , والثاني ممثلاً للدولة العبرية , إلا أن هذه الاتفاقية كانت بين النظام السياسي الحاكم فقط ولم يحاول النظام السياسي المصري عبور هذه الاتفاقية إلي المجتمع المصري , لأنه لاتخلو عائلة مصرية من تقديم شهيد أو جريح أو أسير طوال فترات الصراع المصري الإسرائيلي, ولأن مصر لم تعرف النظام الاجتماعي , وإنما في مصر شعب / جمهور , وهذا راجع للنظام السياسي الاستبدادي الحاكم والقابض علي سلطة الحكم بقبضة حديدية لا يمكن معها خلق نظام اجتماعي منظم يعبر عن احتياجاته السياسية ومطالبه الاجتماعية بوعيه الاجتماعي الغير موجه من سلطة الحكم . وعلي الجانب الآخر فإن الأزمة تكمن في المجتمع الإسرائيلي الذي يعبر عن طموحاته السياسية والإجتماعية بإنتخابه لقوي اليمين القومي والديني الذي يحمل طموحات المجتمع الإسرائيلي والمعبر عنه بكل صراحة , مهدراً فرص القوي اليسارية ذات الميل للحل السلمي بإعادة حزء من الحقوق التاريخية المسلوبة من الفلسطينين , ومهدراً القوي الإجتماعية صاحبة لواء الحل السلمي للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية بأبعادها العربية المصطنعة , والتي تعتبر من أهم أسباب فشل كافة الحلول للقضية الفلسطينية / الإسرائيلية . وكأن لقاء فضيلة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي لشيمون بيريز في حوار لقاء الأديان ومحاولته إيجاد مبرر أخلاقي , وليس دينياً لمصافحته لرئيس الوزراء الإسرائيلي يمثل أزمة في العقل العربي / الإسلامي ليس بمفاهيمه الراسخه , وإنما بثوابته العقائدية الدينية الرافضة حتي للحوار فما بالك بعبور قنطرة الحوار لتمتد للمصافحة , مما دعى بفضيلة شيخ الأزهر صاحب المواقف الحاملة لعلامات التعجب والاستفهام أن يبحث عن مبرر لهاته المصافحة التي أثارت عليه قوي الشارع والجمهور المصري والعربي علي حد سواء , ناهيك عن مواقف الجماعات الدينية الأصولية الخارجة عن الإطار الديني الرسمي المعبر عن المؤسسات الدينية الحكومية والتي قد تصل إلي تكفير شيخ الأزهر أو الوصول إلي حكم يقضي بتفسيقه أو بوصفه بالعصيان لكتاب الله وسنة رسوله وهذا ليس بمستبعد !! ومن ثم قال شيخ الأزهر : أنه فوجئ بالرئيس الإسرائيلي , وأنه كان من ضمن عشرين شخصية دولية ممن صافحهم , وأن اللقاء والمصافحة لم يكن مرتباً له , وأنه لم يستغرق سوي ثواني , بل وعرض في كلامه جملة مفادها أنه لم يوقع اتفاقية تنازل عن فلسطين لإسرائيل لكي تحدث الضجة المفتعلة والمقصودة حسب ما صرح به . وحسب ما نشرت آفاق في موقعها الإليكتروني بتاريخ 5 12 2008 من أنه قد: كذبت تقارير صحفية إسرائيلية رواية شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي التي قال فيها إن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز هو الذي بادر بمصافحته على هامش مؤتمر حوار الأديان الذي عقد مؤخراً في الأمم المتحدة . وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن ما ذكره شيخ الأزهر "ليس صحيحا". وأكدت الصحيفة أن طنطاوي هو الذي بادر بالتوجه إلى بيريز لمصافحته، بعكس ما صرح به من أنه لم يكن يعرف بيريز من قبل، ونفت رواية الشيخ التي قال فيها "إن المصافحة كانت عابرة وجاءت بالمصادفة، وبحسن نية، فقد صافحت أكثر من عشرين شخصًا في آن واحد". وقالت الصحيفة العبرية منذ نشر الصورة في وسائل الإعلام، يواجه شيخ الأزهر، الذي يعمل كموظف عام من قبل الرئيس مبارك، اتهامات "كما لو كان يصدق على قتل الفلسطينيين"، في إشارة إلى موجة التنديد بالمصافحة، التي جاءت في وقت يعاني فيه الفلسطينيون في قطاع غزة من كارثة إنسانية نتيجة حصار غزة التي تسهم في استمراره إسرائيل وحركة حماس . ولا يمكن أن ننفي أو نثبت كلام شيخ الأزهر أو كلام معاريف ولكن الذي نريد أو نحاول إثباته أن موقف المؤسسة الدينية الحكومية تتماس مع النظام المصري الحاكم في توجهها العام والخاص بشأن القضية الفلسطينية / الإسرائيلية , فالموقف الرسمي / العام , يتعاطي المسألة بخلفية اتفاقية السلام رسمياً , وحينما يتم التعاطي مع المسألة الفلسطينية يغرب الطابع الرسمي ويبزغ الطابع الشعبي / الجماهيري علي المسألة , وهذا ما تم بالنسبة لمصافحة شيخ الأزهر لرئيس وزراء الدولة العبرية شيمون بيريز , حيث غياب العقل وتغييب الشارع المصري / العربي , حالة كون أن الجماهير / الشعوب , ليس لديها عقل , وإنما تحركها يكون بعقل السلطة الحاكمة حسبما تريد توجيهه , أو بعقل أذناب السلطة الموظفين من قبلها سواء كانوا من القوميين أو / الإسلاميين فهم من لديهم السلطة اللغوية علي تحريك الشعب / الجمهور , من خلال معادلة تحافظ فيها السلطة علي بقائها من خلال إدارة صراع مفتعل تكون نتائجه الحقيقية في المحصلة النهائية تساوي صفر كبير من نصيب الشعوب/ الجماهير صاحبة المصلحة صفر . واقرأ معي ما تم نشره بصحيفة المصري اليوم فيما تنقله عن القدس العربي, حيث: نظمت إسرائيل مزاداً علنياً لبيع الهدايا التي قدمها الزعماء العرب، سواء أولئك الذين يقيمون علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أو أولئك الذين يتعاملون معها سراً، وانتهى المزاد بإعلان مديره تحقيق أرباح وصلت إلى مئات الآلاف من الدولارات، بعد عملية بيع استمرت ٣ أيام متتالية. ولأسباب أمنية ولكي لا ينكشف أمر الزعماء العرب الذين أغدقوا هذه الهدايا، أمرت أجهزة المخابرات الإسرائيلية منظمى المعرض -وهم من موظفى الدولة - بإزالة العديد من - وليس كل - الشعارات والكتابات على الهدايا المعروضة للبيع، والتى تم تقديم العديد منها لرئيس جهاز الاستخبارات «الموساد»، مئير داجان. وبحسب الصحيفة، فإن من بين الهدايا اللافتة التى عمدت السلطة إلى عدم إزالة مصدرها كانت هدية الملكة الأردنية رانيا العبدالله، وهى عبارة عن «منفضة كبيرة مليئة بالتحف»، وقعت عليها بخط يدها، كما لم يخف منظمو المعرض هدية قدمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» لرئيسة الكنيست داليا آيتسيك، وهى طاقم من الذهب الفاخر. وشمل المعرض أيضاً ساعات ثمينة مرصعة بعلم إحدى الدول الخليجية، إضافة إلى موقد لشواء اللحم مرصع بالأحجار الكريمة لم يعرف مصدره، كما شوهدت علب مصنعة بإحدى الدول العربية ومبطنة بقماش أحمر، قالت الصحيفة إنها صنعت فى سوريا. والجديد في أصداء مصافحة فضيلة شيخ الأزهر الذي تحيط به علامات التعجب والإستفهام الكثيرة , ماحدث في معسكر أبو قير الصيفي حسبما نشرته المصري اليوم بتاريخ 02/ 7 / 2009 حيث :انفعل الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، بشدة عندما سُئل عن إلقائه السلام على الرئيس الإسرائيلى وحاخامات إسرائيل فى مؤتمر حوار الأديان، الذى عقد قبل أسبوعين فى كازاخستان، وأمطر شيمون بيريز بوابل من الشتائم والدعاء عليه.. قال شيخ الأزهر، فى تصريحات صحفية على هامش لقائه شباب الجامعات المصرية فى معسكر أبوقير فى الإسكندرية، أمس: «قطيعة تقطع بيريز واللى يعرفه وعليه اللعنة إلى يوم الدين »، وتابع: «لم أكن أعلم بحضور بيريز ولا غيره، لكنه دخل على حد علمى أثناء إلقاء الرئيس الكازاخستانى كلمته». وأضاف طنطاوى: « لم أر وجه بيريز ولا غيره، وإيه يعنى لما يدخل بيريز وانتوا ليه مضخمين الموضوع كده على الآخر، ما قطيعة تقطعه هو واللى معاه واللى يعرفه وعليه اللعنة ». والذي أعلمه أن شيخ الأزهر ومفتي مصر , ووزير الأوقاف هم من يقوم بتعيينهم في هذه المناصب رئيس الجمهورية مبارك الأب الذي يري أن بينه وبين إسرائيل شراكة إستراتيجية . فهل خالف شيخ الأزهر رأي ووجهة النظام الحاكم في تعديه علي رئيس الدولة العبرية الصهيونية شيمون بيريز , أم أنه بتوجيه من القيادة السياسية في النظام المصري ؟!! أعتقد أن هذا ما تصنعه أنظمة الاستبداد علي الدوام , حينما تصادق الدولة العبرية وتعلن علي الدوام أن بينهما علاقات شراكة إستراتيجية قد تصل في بعض أحيان الحديث إلي إمكانية التصديق بوجود وحدة بين مصر والدولة العبرية , وذلك علي المستوي السياسي / والديبلوماسي , ولكن علي المستوي الشعبي الجماهيري , قد تصل الأمور إلي حد الشعور بأن الحرب قد تكون غداً , وهذه المشاعر تغذيها السلطة الاستبدادية للظهور أمام الدولة العبرية , ودول العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بأنها إذا تركت أسلوب ونظام الاستبداد فسيكون البديل الحاضر والفارض نفسه هو إما التيار الديني , أو التيار القومي العروبي , وكلاهما عليهما مآخذ لدي الدولة العبرية , والدول الغربية وعلي الرأس منها الولايات المتحدة الأمريكية , وهذا الطُعم دائماً تبتلعه تلك التيارات الغارقة في الغيبوبة العقلية والغير منتبهة إلا لحالة واحدة فقط هي البحث عن طرائق وأساليب إدارة الصراع حتى يتم تحرير فلسطين من النهر إلي البحر , ولكن هذا الأمل المؤجل لحين بزوغ نجم الوحدة العربية , أو عودة الخلافة الإسلامية , والأمل في الانتظار هو المسيطر علي العقلية الغيبية , أو العقلية الاحتمالية , وما بين الاحتمال والغيب تستمر مأساة الشعوب العربية , وتتوالى أزماتها المحترقة بنيران الاستبداد والمؤجلة أحلامها لحين حل الأزمة الفلسطينية , مستبدلة المتاح بالمحتمل . |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |