بقلم: إسحق إبراهيم هذه التغيرات -إن صحت– جيدة ومفيدة ولكنها غير كافية لإحداث تغيير حقيقي وجذري في مجال التعليم، فالتطوير الذي يحدث حاليًا ينصب فقط على المحتوى المعرفي بإضافة صفحة أو أثنتين عن السلام، أو قبول الآخر ويتم اختصار صفحتين من الكتاب مقابلهما، ويتم تجاهل النسق التعليمي ومحتوى المقرر والذي لا يتفق مع روح التطوير. فالتطوير يجب أن يشمل جميع جوانب المنهج بمعنى تطوير المادة المعرفية، وطرق التدريس، وإدخال طرق تدريس جديدة.. فيكون الطالب أكثر فاعلية في المناهج الجديدة، وعليه القيام بأبحاث وحضور ورش عمل، والتعاون في إطار فريق عمل، وبعد ذلك يأتي تطوير الإمتحانات. أما التطوير الذي يحدثنا عنها الوزير للأسف هو أننا نأخذ الكتاب ونحذف صفحتين ونضيف صفحتين، فتبقى المناهج التعليمية بعيدة عن مشكلات الواقع المعاصرة وغير مرتبطة بالعلوم العصرية، ومن ثم يستمر تخريج طلبة لا تعرف إلا الحفظ والتلقين، ولا يمكنها الإبتكار والإبداع. وفي حالتنا لم يعلن الوزير أنه ستتم مراجعة جميع المناهج لحذف كل ما يحض على التمييز وكراهية الآخر وضيق الأفق وعدم التعددية، والموجودة بكثافة في مناهج اللغة العربية والتربية الدينية، ومن ثم لن يجدى إضافة بعض الموضوعات عن الوحدة الوطنية والمواطنة في مناهج أخرى طالما استمر المحتوى التعليمي السابق كما هو. في نفس السياق يحتاج التطور إلى التعامل بجدية مع المنهج الخفي -التعريف للخبير التربوى الدكتور كمال مغيث- ويقصد به ما يحصله الطلاب من معارف وسلوكيات وقيم واتجاهات دون أن تكون متضمنة في المنهج الرسمي، فهناك عدة دراسات تشير إلى أن هذا "المنهج الخفي" تأثيره أقوى من المنهج الرسمي وأبقى أثرًا منه. فعلى سبيل المثال طريقة شرح المدرس تؤثر في الرسالة التي تصل للطالب وكذلك معتقداته، وبالمثل النظام المطبق في المدرسة وأنشطة لرعاية الطلبة وعلاقة المدرسة بالبيئة المحيطة والمجتمع خارجها. تبقى نقطة جاءت في تصريح الوزير وتحتاج إلى توضيح، فالوزير يقول أن التطوير من وجه نظره سيعمل على تسليح طلاب الثانوية ضد الأفكار الفئوية التي تبثها تيارات سياسية عبر وسائل الإعلام المتعددة. لم يحدد الوزير من هي التيارات التي يقصدها، جماعة الإخوان المسلمين أم أحزاب المعارضة؟! وهل ستحقق الوزارة ذلك من خلال الحديث عن الحزب الوطني وإنجازاته؟! إن دور المدرسة ينصب في تنشئة الطالب ليصبح مواطنًا صالحًا من خلال دراسة قيم المواطنة والمشاركة المجتمعية وقبول الإختلاف والتعددية واحترام الآخر، وبالطبع ليس من دور المدرسة الدعاية لتيار سياسي أو آخر، وإلا النتيجة ستكون مماثلة لما حدث في الجامعات من سيطرة الإخوان على كافة الأنشطة والإتحادات الطلابية، فهل تتعلم الحكومة من أخطائها؟! |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |