بقلم: ماجد سمير
"مولد يا دنيا" اسم فيلم قديم مش فاكر مين بيمثله لكن أنا حاسس إننا عايشين بشكل أساسي في ماسورة موالد متتالية مش بتخلص ولا بتنتهي بتفيض على طول، لاموآخذة الشعب عمال يلف حوالين المقام ويملس عليه وبس وماحدش فاهم حاجة المهم إن الكل بيلف ويدور ويرجع لنقطة البداية، وكأننا مربوطين في ساقية لأننا بنلف وإحنا متغميين مش شايفين أي حاجة واللي مغمي عنينا بشكل أساسي الجهاد اليومي من أجل الحصول على الوجبات الثلاث، وأعرف واحد صاحبي مدلع مرته وعياله قوي فبيجاهد من أجل الوجبات إياهم وكمان "البابمبرز" يقصد الحفاظات بتاعة الأطفال، ومرة قال لي إنو صرف على الحفاظات اللي يفتح مصنع ملابس داخلية للأطفال.
والموالد عدنا أنواع وأصناف وكل مولد منهم له المعياد المناسب بتاعه، فمثلاً مولد فلسطين وغزة مع اعترافي بتعاطفي الشخصي مع إخواننا في فلسطين وتأييدي التام لحقهم في إقامة وطن لهم فالشعب هناك ضحية حكومة لا تعرف إلا مصلحتها وعدو يستغل ذلك بخبث شديد، ولكن في مصرنا العزيزة من المصائب ما يكفي لقارة كاملة ويجب أن نركز شوية مع مشاكلنا، ولكن أول ما المولد بيبدأ فجأة تلاقي كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والملزوقة على الحيطة والطالعة في البخت ملهاش شغلانة غير مولد غزة، ومعاناة شعب غزة اللي بيقف طابور علشان يجيب العيش قال يعني شعب مصر العيش بيجيلوه بالفاكس ويطلع واحد يقول إن النور بيقطع هناك وسلم لي على وزارة الكهرباء في مصر ألهمّ زود عداداتها وأكثر من فواتيرها الشهرية.
ولأننا بلد ليها في كل شيء وعلى طريقة على "كل لون يا باتستا" لنا في الموالد شئون وخبرات مش ممكن ينافسنا فيها حد، منها على سبيل المثال لا الحصر مولد الثانوية العمية وأنا اقصد وصفها بالعمية لسبب بسيط إن كل واحد ساحبها وماشي بيشحت بيها من أولياء أمور أو طلبة أو حتى مدرسين وكمان الوزارة كلها جابت صداع مزمن للوطن مرة هريجعوها سنة زي ما كانت زمان ومرة لا هاتفضل سنيتين ومرة يخرج علينا خبير دولي بشئون الثانوية على مستوى العالم فيقول لنا بلغة الخبير إنو في أوربا والدول المتقدمة الثانوية ثلاث سنوات بعد الأكل لتفادي عسر الهضم، الكل بيفتي ومافيش فايدة المولد هايفضل شغال، وبيدأ الطلبة وألوياء اللف حوالين المقام من بعد ما يخلص أولى ثانوي لحد نهاية سنة ثالثة كأنهم محبوسين على ذمة الست "ثانوية" اللي بتهل علينا كل سنة وربنا ما يحرمنا من طلعتها البهية.
والمولد الثالث اللي ممكن نتلكم عنه مولد سيدي النووي، ظهر من فترة هايظهر تاني لما يحين وقته وهتلاقي كل الناس متأثرة بوسائل الإعلان اللي هاتفجر الموضوع بشدة، لأن دا ممكن يكون مولد مايقلش عن مولد غزة رغم إننا ما نملكش من النووي غير "نوى البلح". |