بقلم: د. رأفت فهيم جندي المحاكم الألمانية ليست متواطئة مع المجرم -كما يحدث في حالات قتل الأقباط في مصر- بل حكمت عليه بالغرامة لسبها, وُقبض عليه بعد قتلها ويواجه الآن أقصى العقوبة. ولكن كل ما نراه ونلمسه ونسمعه ونعلمه أن الحكومة المصرية لا تبالي بالفرد المصري, بل ضحايا القتل والتعذيب في أقسام الشرطة قد فاقت حادثة مروة الشربيني. الرجل المصري الفقير الذي اقترب من الرئيس مبارك ليعطيه رسالة بأنه يريد شقة انهال عليه الحراس بالرصاص وأشيع عنه بعدها أنه كان يحمل سكينة لمداراة تسرع وخطأ الحراس. لم تُحرك الحكومة المصرية ساكنًا نحو الطبيبين المصريين المسلمين اللذين حكم عليهما بالجلد المزري في السعودية لخطأهما في علاج أميرة, وقيل بعدها كتبرير أن الحكومة لا تتدخل في القوانين الداخلية لأي بلد, بل قبلت بعدها الحكومة المصرية من السعودية عبّاراتين. البوليس المصري دبر لحادثة مقتل 22 قبطيًا في الكشح وتواطئت الحكومة مع البوليس لعدم تقديم القتله للقضاء. الفتاة المسكينة التي أغُتصبت في وضح النهار في ميدان العتبة بررها وزير الداخلية المصري بأنها كانت فتاة لعوب ليظهر للناس بأن الأمن مستتب في البلاد. وهكذا اغتصبها الوزير أيضًا ولكن في سمعتها في مجلس الشعب وأمام كل شعب مصر. مجموعة الشباب المصريين الذين غرقوا في البحر في محاولاتهم للهروب لأوربا للبحث عن فرص عمل أفتى فيهم المفتي بأنهم طماعون أشرار ولم يبالي بمشاعر أهلهم المثكلة. سؤالان نطرحهما هنا: الأول: كيف نجحوا في تعبئة الشعب البسيط ليكون في هذه الجنازة العارمة؟ الثانى: لماذا التهبت فجأة هذه المشاعر الحكومية المتبلدة مع مشاعر مشيخة الأزهر مع مشاعر مجلس مدينة الأسكندرية؟ إجابة السؤال الأول هو أنهم استخدموا الكلمة السحرية التي تخدع البسطاء أن المجني عليها شهيدة الإسلام والحجاب, فخرج البسطاء المخدوعين بكل المقاييس يودعون الشهيدة مروة الشربيني ويهتفون ضد ألمانيا الكافرة. إجابة السؤال الثاني وهو الأهم أن الحكومة تريد الآن سحب البساط من تحت قدم الإخوان, وتريد أن تظهر للناس أنها هي الحامية الحقيقية للإسلام وأنها مسلمة حتى النخاع, لأن أيام ترشيح جمال مبارك قد قربت, لذا قبضت على زعامات الإخوان وتريد هي أن تلعب دور الحكومة المسلمة الغيورة على من ُقتل باسم الإسلام. فالحكومة المصرية تتنافس مع الإخوان في أي منهما مسلم أكثر من الآخر لخداع غالبية شعب مصر المسكين الذي فقدها دنيا وآخرة. أما بالنسبة للأقباط فسيكون موقف الحكومة منهم في غاية التعسف أكثر من السابق, لأن ظلم الأقباط هي الورقة الأخرى التي تستخدمها الحكومة لكى تبرز نفسها بأنها مسلمة حقًا لا غش فيها. ولهذا لا يقبل البوليس أي شكاية لقبطي ضد أي مسلم حتى ولو حرق كنيسة أبسخيرون القليني بعزبة باسيليوس ببنى مزار, بل يقبض الأمن على بعض الأقباط ويتهمهم بحرق الكنيسة. والتاريخ يقول لنا أن الفرعون أيام موسى ظل على تجبره بالرغم من كل الضربات, ولم يلن حتى بعد مقتل البكر في عائلته, ولم ينه تجبره غير غرقه هو وحكومته في البحر الأحمر والتاريخ يعيد نفسه. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |