بقلم: مايكل فارس
هل الكنيسة تؤيد حكم مبارك وهل تؤيد توريث ابنه؟ سؤال صعب لأن إجابته سواء بنعم أو لا ستحمل تناقضات، فمثلاً كثيرًا من قيادات الكنيسة يؤيدون حكم مبارك وقداسة البابا انتخبه في انتخابات 2005 والذي بدوره جعل باقي الكيان الكنسي يؤيدونه.. ولكن السؤال لماذا؟ خاصة عندما تسأل الكثير من الكهنة الذين يؤيدون مبارك بل وتوريث ابنه الحكم... فهل مبارك قدم للمسيحية ما لم يقدمه رئيس آخر؟ أم أن الفتن الطائفية انتهت في عهده وأصبحت الكنائس في كل شارع؟ أم أنه جعل مصر في أزهى عصور الديمقراطية؟ وانتهى في عهده الفساد؟ وعم السلام بين عناصر الأمة...
لماذا تؤيد الكنيسة مبارك..؟ لست أدري.. ولماذا بدورها تؤيد جمال ابنه ليصبح الوريث الشرعي لمصر التي أصبحت ملكية مرة أخرى؟
كانت تبريرات الكنيسة على حد تعبيرات بعض أساقفتها وكهنتها أن مبارك حاكم مدني جنّب مصر ويلات الحروب وقاد السفينة بحرص شديد.. كما أنه ليس إخواني وتقف حكومته المدنية ضد التيارات الدينية الإسلامية المتشددة.. قد يكون ذلك صحيحًا، ولكن ماذا فعل للكنيسة؟ هل أعطاها حق بناء الكنائس بنفس سهولة حق بناء الجوامع فتم إقرار قانون دور العباده الموحد؟ وأصبحت الدولة مدنية بحيث يستطيع الشخص تغير دينة كيفما شاء وفق للدستور المصري خاصة الماده 40؟ هل تغيرت الثقافة المصرية في عهده بحيث تستوعب الآخر؟
والسؤال الأخطر ماذا قدم (ابن الرئيس) لتبايعه الكنيسة ضمنيًا أو حتى لفظيُا.. كانت التبريرات التي نحترمها مهما كان الخلاف معها غير مقنعة، فهناك من قال أنه مثقف وشاب وفي المطبخ السياسي وتعلم أفضل تعليم ودبلوماسي من الدرجة الأولى، ولكني أسال لماذا تبدو مصر وكأنها قليلة الرجال؟ أوليس ذلك صنيعة الإعلام المصري الموجه الذي جعلنا لا نرى أحد يستطيع حكم مصر إلا الرئيس وابنه؟
أتحدي أن يرى أحد داخل الإعلام المصري شخصية تستطيع قيادة مصر.. فكان الدور مسبوك منذ عقود وهو.. (عدم ظهور منافس).
وعلى الجانب الآخر.. نرى خوف المسيحيين ضمنيًا من مستقبل مصر لو وقعت في أيدي الإخوان أو أي شخص ذو ميول إسلامية متشددة يرى مصر دولة إسلامية ولا بد من تغيير الدستور لتحل محله الشريعة الإسلامية مثلاً، فقد عانى الأقباط كثيرًا من جراء انقلاب 1952 الذي أقصى الأقباط من الحياة السياسية والإجتماعية نهائيًا، حيث أن قادة هذا الإنقلاب من أصول إخوانية..؟ كما أن الكنيسة لا تثق في أي قوى سياسية مصرية لأن الكل يعتمد على المزايدات والخداع، كما أن أي قوى وطنية كي تفوز لا بد وأن تتحالف مع الإخوان ذاك الكيان القوي الذي لن يستطيع أحد تجاهله، لذا فالتحالف سيتم وهو ما تخشاه الكنيسة والمسيحيين، لذا ترى العداء بين الحزب الوطني ورئيسه الأعلى الرئيس مبارك والإخوان المسلمين خاصة في الإنتخابات ضمان لها من مد سيطرة الإخوان على الحياة السياسية.
لذا فالكنيسة ترى التحالف مع مبارك وابنه أفضل بكثير من التحالف مع الإخوان المسلمين والذين معهم أو الذين سيتحالفون معهم. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|