بقلم: أماني موسي
أثارت تصريحات الطالبة "رنا أبو بكر" الحاصلة على المركز الأول في الثانوية العامة استياء وغضب كثير من المصريين، إذ أعلنت بكل صراحة ووضوح عن سفرها لأمريكا لاستكمال دراستها الجامعية بعد المنحة التي قدمتها لها الجامعة الأمريكية بمصر... وكان لها أسبابها في ذلك القرار والتي سنتعرف عليها من خلال هذا الحوار الذي أجريناه معها في الحلم رقم 101 في الليلة اللي مطلعلهاش شمس إياها دي في غرفة من الغرف اللي ملهاش رقم ولا عنوان، وإلى الحوار:
* بداية رنا نهنئك على التفوق... ألف بركة يا أختي.
الله يبارك فيكي، وعقبال كل الخايبين والفشلة اللي ماليين البلد.
* أحكي لنا عن مشوار كفاحك بالثانوية العامة وإزاي قدرتي تكوني الأولى؟
الحقيقة الواحد تعب كتير، وكنت طول اليوم من درس لدرس وفي أخر اليوم أعصر على الكتب ليمونة وأحاول أذاكر المناهج الخيبانة دي.
* رنا أنتي بتقولي كنتي طول اليوم من درس درس؟ دة عكس اللي بيتقال عن أوائل الثانوية العامة أنهم ضد الدروس الخصوصية؟
ضحكت رنا بمزيج من السخرية والتهكم وقالت: حضرتك دة كلام للاستهلاك الإعلامي زي ما كلكم عارفين، لكن محدش بينجح من غير دروس، حضرتك أنا بابا صرف عليا دم قلبه ودلوقتي بنعمله نقل دم، وخصوصًا بقى أيام المراجعات النهائية الحصة بتوصل لضعف التمن.
* بس دة استغلال من المدرسين يا رنا والمفروض أنتي والأذكياء أمثالك ميساهموش في الاستغلال دة!
حضرتك المدرسين دول مستغلين أه لكنهم غلابة، هيعملوا إيه في الغلا اللي إحنا فيه دة، وبعدين أهو كله بيستغل كله، المدرس بيستغل التلميذ وأهله، والوزارة بتستغل الاتنين، لأنها لو بتدي المدرس مرتب يكفي مكنش هيستغل التلميذ في الدروس ولو التلامذة بيفهموا فعلاً في المدرسة مكنوش خدوا دروس خصوصية.
* رنا.... هل صحيح هتسافري تكملي دراستك بأمريكا؟
طبعًا يا أستاذة دي فرصة متتعوضش.
* ليه هتسافري وأنتي ممكن تكملي هنا؟
لأن هناك هلاقي فرصة حقيقية أني أكمل وأبقى حاجة صح، لكن لو فضلت هنا هبقى حاجة بس غلط، مش هلاقي أي حاجة غير شهادة أعلقها على الحيط وأخد منها بركة كل يوم الصبح وأترحم على أيام ذكائي، وبعدين التعليم هنا مالوش نظام ولا أسس علمية يعني نظام فقري وفقير في نفس الوقت، ومبيشجعش على تنمية القدرات والمهارات ولا الأبحاث العلمية، لكن عشان منظلمش التعليم والقائمين عليه لازم نقول الحقيقة وأنه بينمي القدرات لكن الغبائية لدى الطالب وقدرته على الحفظ والتلقين على مدار السنين.
*ناوية تقعدي هناك فترة الدراسة بس ولا علطول؟
سؤال غريب ماجاوبش عليه... حد يروح للحياة والعز والعلم ويرجع للموت والفقر والجهل برجليه؟!
* طيب لو متوفقتيش في السفر والدراسة بأمريكا هتعملي إيه؟
أعوذ بالله من الأر والحسد بتاعكم دة، لو مسافرتش هقدم في طب القصر العيني وهفضل أغني يا ليل يا عين.
* قد يسألك البعض يا رنا أين الانتماء وحب الوطن؟
الانتماء وحب الوطن عارفاه كويس جدًا. تحبي أقول لك نشيد (بلادي بلادي بلادي أين حقي وحياتي) وأغنية (مانقولش إيه أديتنا مصر لأن معندهاش حاجة ناخدها يا مفتح)، وبعدين إيه علاقة الانتماء حضرتك بالسفر وتكوين المستقبل؟! لما أسافر وأتعلم هشرف بلدي أحسن ما أقعد فيها ونعمل فيلم العار.
وانتهى الحوار وسارت رنا للمطار وكان موديعها ينقسمون لفريقين، أحدهما يتمنى لها التوفيق ويحسدها على الفرصة، والفريق الآخر يتهمها بالخيانة وعدم الانتماء ويحسدها على الفرصة برضه. ليبقى السؤال إلى متى يهرب الأذكياء والعلماء من بلادنا؟
عادي في بلادي: نتهم مَن يسافر للخارج باحثًا عن فرصة أفضل للحياة بالخيانة وعدم الانتماء في حين لا نتهم المسئولين عن عدم انتمائهم بتخريبهم لأماكن مسئولياتهم ودفع الناس للسفر هربًا. |