حكومة "كرومبو"

بقلم / ماجد سمير
قال شحته أبو العريف وهو بيفتح الثلاجة وبيطلع زجاتين حاجة ساقعة ليا أنا وصاحبي مدير تحرير جريدة الليل، الحل يا باهوات بسيط جدا ومش هيكلف الحكومة حاجة أبداً وكمان الشعب هايتبسط جداً، رد عليه صاحبي وهو بيرفع الزجاجة على بقه "الحل هايكون ايه يا سي شحتة ياِ فتك؟! قعد شحتة على الكرسي الصغير جنب الثلاجة اللي زجاجها الخارجي مكسور وملزوق بسلوتب نتيجة معركة دارت من يومين بين أبو العريف وموظف البلدية اللي كان مصمم ياخد الثلاجة في حملة الإشغالات، لكن في النهاية المعركة انتهت لصالح شحتة بعد ما دفع للموظف مبلغ علشان يسيب الثلاجة في حالها ويبطل جر شكلها، ظبط شحتة القعدة وقال الحل أن كرومبو يتولى رئاسة الحكومة.
نزلت بسرعة زجاجة الحاجة ساقعة من على بقي وبلعت جرعة كبيرة بصعوبة قبل ما أبخها على وش صاحبي بسبب حكاية "كرومبو" دي شحتة نزل من على الكرسي وهو بيسند كرشه ووقف في الوسط بيني وبين صاحبي وقال "كرومبو" حل مناسب جدا، قلت ليه بقا؟ قال أولاً شخصية دمها خفيف، ومحبوبة من الشعب "كمان الناس هتفرح لأنها هتقضيها مسابقات وهتحلم أنها هتكسب والعملية تنعنش معاها، صاحبي سأله طب وثانياً يا سي أبو العريف، حط إيده على كتف صاحبي وقال يا أستاذ دة أنت أبو المفهومية كرومبو دة مخبر يعني هيتفق تماماً مع الدولة البوليسية وهيعرف يراقب كل الناس ويفضل الأمن مستتب.

ضحك صاحبي من قلبه وقال حلوة والله الفكرة دي ، ومسك دماغ شحتة وقال نفسي أعرف الجوهرة دي فيها أيه ؟!، نزل شحتة إيدين صاحبي من على دماغه وقال تخيلوا يا أساتذة كرومبو طالع ومعاه "سحس بومبة" في التليفزيون في مؤتمر صحفي يكون من وزارة البترول، قلت له إشمعنى البترول؟ قال أولاً كلمة "بمبة" قريبة قوي من أنابيب البتوجاز، ثانياً "سحس" هايصرف فلوس الوزارة على البمب والمراجيح بالظبط زي ما الوزارة دلوقتي بتصرف كل فلوسها على الرياضة ، رديت بسرعة: يا شحتة الرياضة مهمة جداً فضحك وقعد على الكرسي وقال مهمة مقلوناش حاجة بس مش لدرجة إن دولة فقيرة زي مصر ، وزارة البترول اللي فلوسها على قد علمي فلوس الشعب توصل ميزانية الملابس الرياضة فيها لمليارات، بصراحة ماعرفتش أرد، راح معلي صوته وقال نادي بتروجيت أشتري لاعب أجنبي في يناير اللي فات بحوالي 12 مليون جنيه وبص لي وقال يا باشا عندكوا في الجيزة في مناطق كتير مفهاش غاز طبيعي مش كدا قلت له أيوة منهم بيتنا فقال الـ 12 مليون جنيه دول ممكن يعملوا غاز طبيعي للجيزة وابتسم بمرارة وقال على الأقل الجيزة أولى من إسرائيل.

بصراحة ضحكت أنا وصاحبي جامد قوي لأن عنده حق وراح صاحبي سأله فين المسابقات من القصة دي ، شحتة دخل جوة الكشك ووقف وطلع دماغه برة وقال بسيطة أول ما تحصل أزمة، مثلاً الفلوس تقل في البلد زي ما هو متوقع بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية كرومبو يعمل سؤال يتذاع على كل القنوات الفضائية والأرضية، وطبعاً الناس هتعرف إن اللي وراء الأزمة "حامد مافيش فكة" ولا حتى صحيح وزير المالية في حكومة "كرومبو".
قلت لصاحبي بصراحة فكرة مجنونة جدا وسألت "شحتة" مين اللي هايمسك وزارة الإعلام، رد أبو العريف بسرعة طبعاً "حمبوزو لاوي بوزو" قلت له ليه بقى الحِزن دة ما كنا ماشين مظبوط؟! فقال يا أستاذ مش معقول هانقضيها ضحك ومسابقات وفرفشة على طول لازم حبة نكد علشان التوازن، الدنيا على كدا وكدا.
فجأة مد شحتة دماغه أكتر برة كشك ونادى على صبي القهوة اللي كان معدي وطلب منه شيشة، وقال بصوا لازم هيكون لكل الشخصيات اللي بتطلع مع كرومبو دور في العملية، وطلع تاني من الكشك اللي إتهز من كرشه لما إتحشر وهو طالع وراح قاعد على الكرسي وقال مثلاً "سنيح وشديد عضل" واحد هايمسك وزارة الرياضة والتاني وزارة الشباب، أما وزارة التضامن الاجتماعي هنرجع اسمها تاني لوزارة التموين ويبقى مسئول عنها "عسلية البقال" حتى سيد أبو طفاشة هاندور له على وزارة تناسبه.

صاحبي قالوا يبقى اأنسب واحد لوزارة النقل "عم شنكيح بتاع المراجيح" رد شحتة وقال ما أنت يا باشا معايا على الخط أهو، الأتوبيسات والمني باسات والميكروباسات فعلاً بتمرجح الناس كويس، وأهو هايفيد في المسابقات ويشترك الشعب وراح باصص لي وقال وأول ما الناس تتبسط يروح "حمبوزو لاوي بوزو" يظبط المواضيع بتكشيرة مالهاش حل، وفي اللحظة دي وصلت الشيشة مع الصبي حطها قدام شحتة وناوله "اللاي" في إيده شحتة سحب نفس طويل وقال وهو بيطلع سحابة دخان تكفي لتلويث بيئة شارع عبد الخالق ثروت كله النكد اللي هايسببه "حمبوزو لاوي بوزو" هايحسس الناس بقيمة السعادة اللي مسببها لهم "كرومبو" فتبطل على طول تعترض أو تشاغب مع الحكومة.

قلت له طب أنت نسيت وزارة الإسكان الجدية تفتكر مين هيمسكها فضحك وقال أنسب واحدة هي "عزيزة اللذيدة " وهنسميها وزارة "الفيس توك" علشان الناس كلها تحاول تجيب "عغيس" قصدي عريس، وضحك بصوت عال وراح مادد كفه لصاحبي اللي سلم عليه وهو بيغمز لي وقال له طب يا شحتة أنت كدا ممكن تبقى في خطر، قال أبو العريف بعد ما الضحكة هربت من على وشه وكشر ليه يا باشا؟ ..... خطر إيه ..... صاحبي قال له "كرومبو" دا مالوش أمان دا راجل بتاع أمن وممكن يبلغ عنك، ضحك شحتة وحس بالراحة وقال يا أستاذ أمن على نفسه، دا أنا صاحب الفكرة، على طول أروح لاغيها من الأساس وطافي التليفزيون وبلاها حكومة "كرومبو".