CET 00:00:00 - 25/07/2009

مساحة رأي

بقلم: جرجس بشرى
عندما قرأت على صفحات الجرائد ومُنتديات الإنترنت مؤخرًا حصول السيد عادل فخري دانيال على ضوءًا أخضر من الحزب الوطني الحاكم بتأسيس حزب أسماه "الإستقامة" تذكرت على الفور ما قاله الأستاذ الكبير أنيس منصور بأن الأشخاص وليست الفضائل هم الذين يصنعون التاريخ!! وتذكرت أيضًا بيتًا من الأبيات الشعرية التي تقول: "ولكُل شيء آفة من جنسه ... حتى الحديد سطا عليه المبرد"!!
فالغريب في الحزب المزعوم أن بداية الدعوة إليه انطلقت قبل زيارة الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى الولايات المتحدة الأمريكية!
والأغرب أن من دعا لهذا الحزب ليس من الشخصيات المعروفة لدى الرأي العام والتي لا تتمتع بالخبرة والحنكة السياسية، فنحن لم نعرف إنجازًا واحدًا عرفه من خلاله الناس إلى الآن، وكل ما نعرفه عنه وبحسب الحوار الذي نشرته له صحيفة "اليوم السابع" المصرية المستقلة، أنه كان يعمل منذ عامين في إحدى الشركات السعودية (عند الوهابيين)! وأنه فكر في إنشاء الحزب وهو في السعودية (عند الوهابيين أيضًا) لكي يستطيع من خلاله تقديم المُساعدات للشعب، وأنه أطلق على حزبه "الإستقامة"، وعندما سُئل عن سبب تسمية حزبه بهذا الاسم قال أن اسم الحزب نابع من عبارة "استقيموا يرحمكم الله"، وأن هذا العنوان  يقصد عنوان الحزب  يجب أن يُطبق في مصر!!
وهذا بلا شك يُعد خلطًا واضحًا ومُتعمدًا للدين بالسياسة، والكارثة الكبرى أن السيد دانيال قال أن الحزب ليس قبطيًا بل مصريًا ويدعو إلى أن يكون المُنضمين له 99% من المُسلمين و1% فقط أقباط!
كما قال دانيال في الحوار المُشار إليه أنه ذهب لأحد قيادات الإخوان المسلمين ليعرض عليه الانضمام لحزب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أقصد حزب "الإستقامة".
والعجيب أن اعتبر الرجل أقباط المهجر غرباء عن مصر وأنهم مُتحمسون ولكنهم لا يمتلكون الحِكمة، وهو ما يكون سببًا في دخولهم السجن، وهو ما يُعَد افتراءًا واضحًا على أقباط المهجر، وجهلاً بمواقفهم الوطنية المُشرفة.
كما أشار دانيال إلى أن حزبه سيكون مُعاونًا للنظام، وهو ما يعني معاونة النظام على مُضاعفة جرعات التضييق على الحريات بشكل عام والحريات الدينية وقمعها بشكل خاص!
ولست أعلم كيف يمكن لرجل لا يمتلك الخبرة السياسية أن يكون وكيل مؤسسي الحزب المزعوم، فعلى الرغم من كل هذه الدعاية حول نفسه وحول حزبه المقترح فقد ذهب إلى د. رفت السعيد "رئيس حزب التجمع" ليعرف منه كيفية إنشاء وإدارة الأحزاب!!
ويبدو أيضًا أن السيد دانيال يجهل أو يتجاهل أنه لا فرق بين كلمة "قبطي" وكلمة "مصري" بقوله أن الحزب ليس قبطيًا بل مصريًا!!
وعن سؤاله عن تطرق حزبه لفكرة التوريث قال: أنا مع مشيئة ربنا، وأنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، لكنني سأسانده لأنني "حالف" على الحفاظ على كيان البلد من أي حد يريد أن يستولي عليها.

أيها الأقباط ارفضوا الانضمام لهذا الحزب الغريب المُدهش، ولا تدعوا الحزب الحاكم يُلهيكم عن قضاياكم الجوهرية ليشتتكم في مسائل فرعية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية القبطية ، وكفى تضييعًا للوقت، وكفي استخفافًا بالعقول، فما أكثر الأحزاب التي تنادي بقوة وبصراحة بحقوق المصريين وخاصة حقوق الأقباط، كحزب التجمع والجبهة الديمقراطية ومصر الأم الذي لم يحصل على موافقة لجنة شئون الأحزاب للآن لأنه يطالب بعودة مصر إلى جذورها التاريخية والحضارية القديمة، وهي أحزاب تمتلك الخبرة السياسية والوعي.
والمطلوب فقط من الأقباط الآن أن يكون لهم مشاركة فاعلة في الأحزاب القائمة التي تتبنى فكرة المواطنة وحقوق الأقباط لإحداث التحول المأمول الذي يصب في صالح مصر أولاً والقضية القبطية ثانيًا.

إنني أحذر من هذا الحزب الذي اعتبره بمثابة تخدير للأقباط، ومحاولة لضرب القضية القبطية بنيران صديقة!
وأقول لصاحب الحزب المزعوم: هل ستزور السعودية قريبًا؟!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق