بقلم: د. ممدوح حليم
بعد أن استولى عمرو بن العاص على مصر بالقوة العسكرية، واستقر في مصر، أرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب رسالة يتحدث فيها عن مصر و المصريين، وقد جاء فيها:
" أرضها ذهب، نيلها عجب، خيرها جلب، مالها رغب، نساؤها لعب، فرحهم صخب، طاعتهم رهب، سلامهم شغب، وهم مع من غلب" (المرجع: تاريخ الأمم والملوك – الطبري)
تعليق:
(1) تعكس الصياغة اللغوية ما اشتهر به العرب من بلاغة وفصاحة وقدرة على التعبير دون جهد وبتلقائية.
(2) كانت مصر بالنسبة له منجم ذهب "أرضها ذهب" . لقد طمع في مالها وخيراتها: "مالها رغب" ، و"خيرها جلب". من المعروف أن عمرو بن العاص كون ثروة طائلة جراء حكمه لمصر، الأمر الذي دعا الخليفة عمر بن الخطاب أن يساءله عن مصدرها، وكان يستقل ما يرسله إلى بيت المال من خراج، كما أن الخليفة عثمان بن عفان أقاله من منصبه للسبب ذاته.
(3) لم يتحدث بن العاص عن جمال نساء مصر مقارنة بالبدويات اللاتي جاء من بيتهن بصورة راقية، إنما قال "نساؤها لعب" أي مجرد شيء يلهو به، وهو تعبير بذيء غير مهذب لا تعليق لي عليه نظرا لخروجه عن حدود الأدب واللياقة.
(4) أما رجال مصر عنده فليس لديهم مبدأ أو موقف ثابت، إنما هم "مع من غلب". وتنفي هذه الكلمات وقوف المصريين في صف العرب عند غزوهم لمصر، لأتهم كانوا "مع من غلب".
(5) لم يتحدث في رسالته هذه عن بساطة المصريين واندماجهم معه وحبهم له وترحيبهم به، ولم يقل فيها شيئا عن امتنانه لهم، إنما انصرف تفكيره إلى أرضها الذهب ونساؤها اللعب.
(6) انتقد صخب المصريين خاصة في أفراحهم، ومن واجبنا نحن المصريين أن نصلح من بعض عاداتنا الاجتماعية حتى لا نتعرض لانتقاد من غريب وافد علينا مثلما فعل عمرو بن العاص. |