CET 00:00:00 - 25/07/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
يبدو أننا بحاجة إلى الضغط على وزارة الصحة من أجل توفير أدوية الضغط والسكر بالمجان بدلاً من توفيرها بسعر مناسب، لأن هناك العديد من التصريحات والقضايا التي تجعل الإنسان يخرج عن شعوره لمن لا يتحكم فى انفعاله، أو يقابلها الإنسان الهادئ بالضحك والاستغراب، ومن أبرز ما جعلني أضحك وأشعر بالدهشة هو ما قرأته من تحميل نائب بمجلس الشعب لكل من وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي مسئولية مقتل مروة الشربيي، وحينما بحثت عن السبب في هذا الاتهام شعرت بالضيق والغيظ لأن هناك شخصيات لا تزال تفكر بهذا الأسلوب، وبرلمان موقر له تاريخه فى المنطقة والعالم شاء الحظ أن يأتي شخصيات مثل من نتحدث عنه اليوم!
أوضح عضو مجلس الشعب أن الوزيرين يتحملان المسئولية التربوية، حيث لم يؤديا دورهما في تفعيل ميثاق منظمة "الإسلام والغرب" المنبثقة عن "اليونسكو" والتي يمثل مصر فيها أ.د. فتحي سرور كعضو مؤسس منذ صدور دستورها في عام 1979، وهي المنظمة التي تهدف إلى إيجاد تفاهم أفضل بين "الإسلام والغرب" عن طريق مراجعة المناهج والكتب الدراسية، وبخاصة كتب التاريخ والدين، لتنقيتهما مما يسيء إلى الآخر أو يثير الأحقاد بين "الإسلام والغرب"، وتساءل النائب عن أسباب تقصيرهما في تفعيل ميثاق هذه المنظمة؟ وتحقيق أهدافها على أرض الواقع؟ فيما يخص المناهج الدراسية بالدول الغربية وحذف ما يسيء إلى الإسلام و المصريين منها.
وما يثير الاشمئزاز ما قاله النائب كما يلي: "نحن في مصر قمنا بتنفيذ هذه الأهداف في مناهجنا الدراسية حيث حذفنا من كتبنا التعليمية كل ما يسيء إلى الغرب بل وحذفنا ما هو أكثر من ذلك على حساب تاريخنا وديننا وقوميتنا، بل وعلى حساب تقدمنا العلمي والتقني وذلك منذ عهد الدكتور سرور وحتى اليوم".

سبحان الله، كل ما يقوله هذا العضو لا ينطبق على ما يحدث في مجتمعنا، فمع كامل الإدانة لما حدث للسيدة مروة الشربيني والرفض التام لما قام به المواطن الألماني، ومع اعتذار الحكومة الألمانية على ما حدث، فإن الموضوع ينبغي الاستفادة منه في التواصل مع الغرب والحوار معه لا مقاطعته، وسرعة إبراز القيم العليا للأديان، والتأكيد على أنها تدعو للتسامح والغفران لأن الله رحوم وغفور وينسى أخطاء البشر طالما تابوا عنها بشكل صادق، فهل يقف الإنسان بضعفه وقدراته المحدودة في مكانة أعلى من الله تبارك اسمه؟، لماذا حملات التشويه والابتزاز والتمسك بحادثة فردية وكأنها ظاهرة عالمية؟
لا أريد المقارنة بين ما حدث مع مروة وبين ما يحدث للمسيحيين في العراق، أو ما حدث للأقباط في مصر ومظاهر التضييق الكبيرة على شعائر المسيحيين في مصر ورفض بناء دور العبادة الخاص بهم، لا أريد أن أقارن بين ما حدث لمروة وبين ما يحدث للفتيات المسيحيات والسيدات المسيحيات في وسائل النقل بمختلف محافظات الجمهورية، الموضوع ليس ديني ولا طائفي ولكنه ثقافي!
مناهج التعليم فى مصر لا تزال محشوة بالأفكار المتطرفة،لا تزال محشوة برفض الآخر والانقلاب عليه لأنه مختلف، المناهج لا تزال محشوة يا سيادة النائب، ولم يقوم أحد بإزالتها ولم يتنازل المصريون عن أى شيء من تاريخهم ولا قوميتهم ولا دينهم، وإنما تنازل المصريون عن شيء واحد فقط، هو التسامح، فقد المصري التسامح والذي كان يميزه عن كل شعوب المنطقة، والبركة في الدول الصديقة!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق