المعارضة تمهل وزير الثقافة الإيطالي 3 أيام لإجلاء الملابسات
شرائط تتضمن محادثات حميمة بين رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، وفتاة إيطالية من النوع الذي يتعامل باليورو نهارا وبالدولار ليلا، وضعت برلسكوني في أزمة سياسية أخطر بكثير من المحتوى الجنسي للتسجيلات التي بثتها مجلة "لسبريسو" بالصوت والصورة، في موقعها على الإنترنت يوم الاثنين الماضي؛ لأن أحد الشرائط تضمن بصوت برلسكوني نفسه ما أكد وجود 30 ضريحا فينيقيا وعدد آخر من الآثار الفينيقية المهمة في حديقة فيلته المعروفة باسم "تشيرتوزا" في سردينيا، بالجنوب الإيطالي، لذلك أمهلت أمس النائبة عن الحزب الديمقراطي المعارض، مانويلا غيزون، وهي رئيسة اللجنة الثقافية بالبرلمان، وزير الثقافة الإيطالي، سندرو بوندي، حتى الثلاثاء المقبل ليجيب عن سؤال طرحته: من أين جاء برلسكوني "بهذه الآثار التاريخية النادرة" إلى حديقته؟
في أحد الشرائط التي سجلتها بائعة الهوى لمن يرغب، الإيطالية باتريشيا داداريو، وأعطتها للمجلة لتنشرها وتبثها، نسمع برلسكوني يقول، وهو يتجول في الحديقة مع ضيوف من زميلاتها بالمهنة: "هنا بقايا مصنع فينيقي للثلج.. وهنا هيكل عظمي لحوت من زمنهم (الفينيقيين)، وهنا تحت هذا المكان عثرنا على 30 ضريحا فينيقيا تعود لأكثر من 300 سنة قبل المسيح"، بحسب العبارات التي لفظها ونشرتها اليوم معظم وسائل الإعلام الإيطالية، كما أعادت نشر محتويات الشرائط التي سجلتها داداريو عبر هاتفها النقال، خلال زيارتها لمقري رئيس الوزراء الإيطالي في روما وسردينيا، وحين حادثته هاتفيا في بعض الأحيان.
هذه العبارات من برلسكوني تضعه في مواجهة القوانين الإيطالية، التي تلزم المكتشف لأي أثر يعود إلى فترة تزيد على 99 سنة، بأن يخبر الشرطة في مهلة لا تزيد على 24 ساعة، وبلدية المدينة، وهي سردينيا التي عرفت نشاطا فينيقيا مزدهرا منذ 2500 سنة تقريبا.
وعلى إثر ما اتضح من الشريط بصوت برلسكوني انفعلت أمس أيضا، بحسب ما روته صحيفة "لا كوريير دي لا سييرا" الإيطالية في عددها اليوم 25/7/2009، هيئات وجهات علمية هامة في إيطاليا، طالبت -عبر رسائل بريدية بثتها إلى الهيئات الحكومية المختصة- بمعرفة أصل هذه الآثار، وهل عثر عليها برلسكوني حقيقة في حديقة فيلته أم اشتراها، أم نقلها سرا من موقع آخر في إيطاليا. وقالت الجمعية الإيطالية للآثار -في إحدى رسائلها، التي وجهتها إلى وزير الثقافة الإيطالي- "إذا اتضح فعلا أن هذه الآثار الفينيقية اكتشفت في سردينيا فإن هذا يعني انقلابا في معلوماتنا عن الوجود الفينيقي في إيطاليا، إذ يبدو أنه كان كثيفا أكثر مما كنا نعتقد، لذلك نطالبكم بالكشف عن تفاصيل هذه الآثار، وعن الطريقة التي حصل فيها رئيس الوزراء عليها".
وكان للفينيقيين وجود في سواحل البحر الأبيض المتوسط منذ الألف الأول قبل الميلاد تقريبا، فقد انطلقوا من الساحل اللبناني وشمال الساحل السوري بسفن كانت من صناعتهم إلى قبرص وتركيا واليونان وإيطاليا، خصوصا سردينيا؛ حيث عثر علماء الآثار العام الماضي على بقايا الميناء القديم لمدينة تاروس التي بناها الفينيقيون، وجعلوها أهم مدينة بنيت على شواطئ المتوسط بعد قرطاجة في تونس.
لمشاهدة فيديو حول التقرير اضغط هنا |