مخاوف من تحول التغطية الاعلامية للشربيني الى تحريض يشبه الرسوم الدنماركية المسيئة
بعد سلسلة التحقيقات التي قامت بها الشرطة الالمانية في حادثة مقتل مروة الشربيني قام الادعاء الالماني بتوجيهة تهمة القتل العمد للمتهم الالماني من أصل روسي والمدعو اليكس بالاضافة الى توجيه تهمة محاولة قتل زوجها أيضا.
وفي بيان للمدعي العام الالماني وصل للقدس العربي نسخة منه، قال المدعي العام في مدينة دريسدن كريستيان افيناريوس الجمعة:"ثمة اشتباه قوي حول تورطه في محاولة قتل زوج مروة الشربيني بالإضافة إلى تهمة القتل".
ورفض افيناريوس الكشف عن المزيد من التفاصيل قبل تحريك الدعوى القضائية والمقرر لها نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل.
وكان اليكس (28 عاما) قد عمد في الاول من تموز(يوليو) الى طعن مروة الشربيني (31 عاما) الحامل بالشهر الثالث، 18 مرة في محكمة درسدن.
وتعرض زوج الضحية علوي علي عكاظ الباحث في علم الوراثة الذي كان حاضرا في المحكمة للطعن ايضا عند محاولته انقاذ زوجته، ثم اصيب برصاصة في ساقه اطلقتها الشرطة.
هذا تشير تقارير إخبارية إلى أن حالة السيد عكاظ زوج الشربيني تحسنت في الوقت الحالي بشكل يسمح بنقله من وحدة الرعاية المركزة.
وسيكون الزوج بحاجة للرعاية في إحدى دور إعادة التأهيل.
وكان عكاظ يعمل في معهد ماكس بلانك في دريسدن حيث كان يعد لرسالة الدكتوراة في حين كانت تعمل زوجته في صيدلية بدريسدن.
من ناحية أخرى قال السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية المصرية للشئون القنصلية إن السفارة المصرية في برلين تلقت خطابا من وزارة العدل بولاية سكسونيا تنفي فيه السلطات الألمانية رسميا ادعاءات تناقلتها بعض الصحف المصرية حول سرقة أعضاء من جثمان مروة الشربيني التي تعرضت للقتل علي يد متطرف ألماني.
وأشار إلى أن السلطات الألمانية أكدت أن الجثمان تم نقله من مدينة دريسدن بكامل أعضائه، وأن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة وأن هناك قواعد قانونية مستقرة تنظم التبرع بالأعضاء فى ألمانيا تتمثل في ضرورة وجود موافقة مكتوبة من المتوفى قبل وقاته أو من اقرب الأقربين له بعد الوفاة.
وشددت الخارجية المصرية مجددا على أهمية تحري الدقة فيما يتم تداوله من أخبار وعدم الاعتماد في التناول الإعلامى على شائعات مجردة وأهمية مراعاة الأصول المهنية في استقاء المعلومات والأخبار من مصادر موثوقة قبل تداولها احتراما لقدسية الموت ومراعاة لمشاعر أسرة الفقيدة والظروف المأساوية التي أحاطت بهذا الحادث الاجرامي وحرصا على عدم إلصاق إتهامات مرسلة لا أساس لها بأي طرف.
ونوهت وزارة الخارجية المصرية بالتعاون الكامل الذي أبدته السلطات الألمانية وعلى كافة المستويات مع أسرة الفقيدة والسفارة المصرية في برلين وممثل النائب العام المصري وحرصها على إطلاعها على سير التحقيقات التي يجريها والتي من المنتظر الإعلان عنها قريبا.
هذا وتأجل الخميس النطق بالحكم في قضية قتل بشعة تعرضت لها طفلة صغيرة في ألمانيا بسبب مكالمة من مجهول هدد فيها بارتكاب جريمة قتل اخري داخل قاعة المحكمة.
وقالت رئيسة المحكمة كارين فالتر إنه كان من المفترض أن تصدر المحكمة الابتدائية في مدينة ليمبورج (جنوب غرب ألمانيا) حكمها اليوم في قضية مقتل لفتاة الصغيرة تدعى سيري إلا أن مجهولا اتصل بالمحكمة قبل الموعد بقليل وهدد باغتيال الحاضرين في قاعتها.
وأضافت رئيسة المحكمة أن الحضور اضطروا لمغادرة قاعة المحكمة على الفور.
هذا وقامت أسقف مدينة هامبورج الألمانية ماريا يبسين بزيارة لأحد المساجد فى المدينة كخطوة للتعبير عن التضمان مع المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا
وقالت يبسين تعقيبا على هذا الحادث أمام ممثلي مجلس الشورى الإسلامي في هامبورج:"لا يجب أن يؤدي ما حدث (مقتل مروة) في دريسدن إلى التصلب".
وأشارت يبسين إلى وجود بعض التوترات داخل المجتمع والتي يتحتم العمل من أجل إزالتها وأضافت:"ولذا يجب علينا أن نوضح أن لدينا طرقا مختلفة للتعايش المشترك".
وأكدت الأسقف:"هامبورج هي عاصمة حوار الأديان المتعددة ويجب أن نعمل بجد لنبقى كذلك".
وكانت صحيفة دي تسايت الالمانية قد استغربت في افتتاحيتها عن ردة الفعل المبالغة فيها لدى الجمهور العربي والاسلامي
وتساءلت الصحفية اندريا ديرنباخ في مقالة لها بعنوان "الخوف من الاسلام" لماذا نشاهد وانه بعد أكثر من ثلاثة اسابيع على حادثة مقتل الشربيني في قاعة المحكمة الالمانية مثل هذا التشدد في ردات الفعل لدى الجمهورين العربي والاسلامي.
وقالت ديرنباخ بأنه بينما نرى بان بان الاعلام الالماني ينقل الحادثة بموضوعية نرى على العكس من ذلك في العالم العربي حيث تنقل وسائل الاعلام صورا لالاف المتظاهرين الذين يحملون توابيت ويهتفون ضد المانيا بالرغم من نفي الحكومة المصرية وبشكل رسمي اي تورط للحكومة الالمانية بالحادث.
ونقلت الصحيفة على لسان رئيس لمعهد دوسبرغ اللغة والاعلام "سيغفريد ييغير" بأنه ينبغي الحذر الا يتطور هذا التصعيد الاعلامي الى تحريض لتتماثل مع احداث الرسومات المسيئة للرسول 2005/2006.
وكان حادث الشربيني المحجبة قد أثار الكثير من استياء المسلمين سواء في ألمانيا أو خارجها كما تسبب في حالة من الصدمة. |